نشطاء ينددون بـ"ازدواجية معايير" السلطات بعد استبعاد روسيا وبيلاروس العام الماضي

"دعوة إسرائيل" تثير أزمة بمراسم إحياء ذكرى قنبلة هيروشيما في اليابان

سكان المحليون يحملون فوانيس ورقية أمام قبة القنبلة الذرية خلال موكب لإحياء ذكرى ضحايا إلقاء القنبلة النووية على هيروشيما في اليابان. 05 أغسطس 2015 - reuters
سكان المحليون يحملون فوانيس ورقية أمام قبة القنبلة الذرية خلال موكب لإحياء ذكرى ضحايا إلقاء القنبلة النووية على هيروشيما في اليابان. 05 أغسطس 2015 - reuters
دبي -الشرق

تشهد مدينة هيروشيما اليابانية، التي دمرتها القنبلة النووية خلال الحرب العالمية الثانية، حالة من الجدل المتزايد، بعد أن رفض مسؤولون محليون إلغاء الدعوة الموجهة إلى إسرائيل لحضور الحفل السنوي الذي يهدف إلى تعزيز السلام العالمي، في ظل احتدام حرب غزة، وفق ما أوردته شبكة CNN.

وفي 6 أغسطس من كل عام، يجتمع مسؤولون أجانب مع السكان المحليين في هيروشيما للمشاركة في الوقوف دقيقة من الصمت في الساعة 08:15 صباحاً بالتوقيت المحلي، لإحياء ذكرى سقوط القنبلة النووية على المدينة.

ويرى بعض النشطاء ومجموعات الناجين من القنبلة الذرية، أن إسرائيل "لا مكان لها في الحفل"، بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة، إذ قالوا إن "حكومة مدينة هيروشيما يجب أن تستبعد إسرائيل من الحفل هذا العام، كما فعلت مع روسيا وبيلاروس في العامين الماضيين بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا"، لكن السلطات في هيروشيما قالت إنها "لا تعتزم استبعاد إسرائيل".

وفي الإطار، قال متحدث باسم حكومة هيروشيما لـCNN: "الأمر لا توجد به ازدواجية في المعايير. سياستنا تتمثل في توجيه الدعوة لجميع الدول. لكن روسيا وبيلاروس كانتا استثناءان. لم تُوجه الدعوة لروسيا وبيلاروس لضمان سير الحفل بسلاسة". 

بدورها، قالت السلطات في ناجازاكي، المدينة اليابانية التي ضُربت بقنبلة ذرية أخرى بعد أيام قليلة من ضرب هيروشيما، لـCNN إنها "لم تقرر بعد ما إذا كانت ستدعو إسرائيل لحضور حفل السلام الذي تقيمه في 9 أغسطس سنوياً"، موضحة أن الحرب على غزة قد "تمنع إقامة الحفل بسلاسة". 

معايير مزدوجة 

وقال تيتسوجي كومادا، المدير التنفيذي لاتحاد ضحايا القنبلة الذرية والهيدروجينية في هيروشيما، وهي إحدى المجموعات المعارضة لحضور إسرائيل المراسم، لـCNN: "لماذا ندعو إسرائيل إذا كانت ترتكب أعمالاً مماثلة للإبادة الجماعية، تماماً مثل روسيا وبيلاروس".

وأضاف: "إنه أمر محبط للغاية عدم النظر في طلبنا"، موضحاً أن الاتحاد أرسل خطاباً إلى حكومة هيروشيما في يونيو الماضي طلب فيه إلغاء دعوة إسرائيل.

وفي مايو الماضي، أطلقت مجموعة أخرى، حملة توقيعات على الإنترنت تطالب باستبعاد ممثلي إسرائيل من الحفل، قائلة إن "الاحتجاجات العالمية المناهضة لإسرائيل في الوقت الحالي تفوق بشكل واضح تلك المناهضة لروسيا من حيث النطاق والوتيرة". ومنذ ذلك الحين، جمعت العريضة أكثر من 30 ألف توقيع، حسبما ذكرت CNN. 

من جانبها، أفادت وكالة الأنباء اليابانية "كيودو"، بأن حكومة هيروشيما، أشارت إلى حرب غزة في دعوتها لإسرائيل، وحثتها على وقف هجومها. وجاء في الدعوة أنه "من المؤسف للغاية سلب أرواح العديد من الأشخاص وحياتهم اليومية". 

واشتكت البعثة الدائمة لفلسطين في طوكيو عبر منصة "إكس"، من عدم دعوتها لحضور المراسم، وقالت إن ذلك يمثل "ازدواجية في المعايير". وقال مكتب البعثة لـCNN إن المبعوث الفلسطيني "لم يُدع قط لحضور المراسم". 

وبررت السلطات في هيروشيما ذلك، قائلة إنها "ترسل الدعوات فقط إلى الدول التي لديها سفارات في اليابان، وأنها لم يسبق لها دعوة ممثلين فلسطينيين لحضور المراسم". 

ويُعد حفل هيروشيما أكبر من نظيره الذي يُقام في ناجازاكي، إذ يحضره ممثلون من 115 دولة. ومن المقرر أن يحضر الاتحاد الأوروبي الحفل هذا العام، وفقاً لـCNN.

ولم يحضر ممثلو روسيا أو بيلاروس الحفل منذ أن استبعدتهما هيروشيما من قائمة المدعوين في عام 2022، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير من ذلك العام. 

وتتزامن مراسم السلام التذكارية في هيروشيما هذا العام مع الحرب في غزة، إذ أودى القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع، بحياة قرابة نحو 39 ألف فلسطيني منذ 7 أكتوبر الماضي، حتى الآن، فيما يواجه سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة، نقصاً حاداً بالإمدادات الغذائية والصحية والطبية.  

تصنيفات

قصص قد تهمك