بودابست: قرار صبياني

بسبب الخلافات مع المجر.. الاتحاد الأوروبي ينقل اجتماع وزراء خارجيته إلى بروكسل

مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل يتحدث إلى صحافيين قبل قمة المجلس الأوروبي في بروكسل. 27 يونيو 2024 - AFP
مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل يتحدث إلى صحافيين قبل قمة المجلس الأوروبي في بروكسل. 27 يونيو 2024 - AFP
بروكسل/ دبي -رويترزالشرق

قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الاثنين، إن المجر لن تستضيف اجتماع وزراء خارجية الاتحاد، وذلك في مؤشر على اتساع الغضب الأوروبي من الانفتاح الذي حدث مؤخراً في العلاقات بين بودابست وموسكو، على خلفية زيارة رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان إلى موسكو. 

وقال بوريل إن الاجتماع سيُعقد في بروكسل بدلاً من بودابست في أواخر أغسطس، وذلك بعد زيارة رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان لموسكو وبكين دون دعم من الاتحاد الأوروبي، ووصف الحكومة المجرية سياسة الاتحاد بأنها "مؤيدة للحرب" في أوكرانيا.

وقال بوريل للصحافيين في بروكسل، بعد آخر اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قبل العطلة الصيفية: "علينا أن نرسل إشارة، حتى لو رمزية".

وتولت المجر الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في مطلع يوليو، وبدأ أوربان بعد ذلك بأيام مهمة سلام تضمنت زيارة إلى المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترمب.

وقال مسؤولون، إن عدداً كبيراً من وزراء خارجية الاتحاد نددوا خلال اجتماع، الاثنين، بموقف بودابست أمام نظيرهم المجري بيتر سيارتو.

وقال وزير الخارجية البرتغالي باولو رانجيل "لقد كان هذا واضحاً للغاية وتم التأكيد عليه بطريقة لا تترك مجالاً للشك".

وترى العديد من الدول الأوروبية، أن المجر ترتبط بعلاقات وثيقة للغاية مع موسكو، مما يقوّض جهود الاتحاد الأوروبي لعزل روسيا سياسياً ودبلوماسياً، بسبب غزو أوكرانيا الذي بدأ في فبراير 2022.

في المقابل، تقول المجر إنها تحاول إحلال السلام في أوكرانيا في أسرع وقت ممكن.

وقال بوريل، إن بودابست يجب أن تصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه "مؤيد للحرب"، وليس الاتحاد الأوروبي. وأضاف: "إذا كنتم تريدون التحدث عن الطرف (المؤيد) الحرب، فتحدثوا عن بوتين".

المجر: قرار "صبياني"

وتوقع سيارتو هذه الخطوة قبل الإعلان عنها، الاثنين، واصفاً قرار بوريل بأنه "صبياني"، وقال للصحافيين: "لا أريد حقاً الإساءة إلى أي شخص، لكن هذا يصلح لكي يكون نقاشاً على مستوى رياض الأطفال".

وأوضح بوريل، أنه لم يكن هناك إجماع بين أعضاء الاتحاد الأوروبي بشأن حضور الاجتماع المقرر عقده يومي 28 و29 أغسطس المقبل، واجتماع لاحق لوزراء الدفاع.

وقال إنه اختار نقل كلا الاجتماعين إلى بروكسل، نظراً لأن غالبية الدول تريد إرسال إشارة إلى المجر.

من جهته، قال وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي، إنه اقترح عقد اجتماع وزراء الخارجية في أوكرانيا؛ لكن المجر صوّتت ضد الاقتراح.

وكانت دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك السويد وفنلندا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا والدنمارك، إلى جانب المفوضية الأوروبية وهي الهيئة التنفيذية للاتحاد الأوروبي، خفضت بالفعل مشاركتها في الاجتماعات الوزارية للاتحاد الأوروبي.

ويعد الاجتماع غير الرسمي لوزراء الخارجية، أحد أبرز الفعاليات التي تستضيفها أي دولة عندما تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي.

انتقادات أوروبية

وصدمت رحلات أوربان، إلى روسيا والصين خلال أول أسبوعين من يوليو الجاري أثناء توليه الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، حلفاءه في الكتلة وحلف شمال الأطلسي (الناتو).

وواجه أوربان انتقادات من دول وزعماء آخرين في الاتحاد الأوروبي بسبب زياراته المفاجئة لموسكو وبكين، في إطار "مهمة سلام" قال إنه يسعى من خلالها لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وذلك بعد أيام من تولي المجر الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في الأول من يوليو.

وقال وزير الخارجية المجري بيتر زيجارتو في بيان، إن "الهجمات التي يشنها السياسيون الأوروبيون المؤيدون للحرب، لن تؤدي إلا إلى تعزيز تصميم المجر على مهمة السلام الخاصة بها، مع التأكيد على أن السلام، وليس الحرب، هو مفتاح أوروبا العظيمة".

ويخشى كثيرون أن يكون دعم أوربان للتوصل إلى تسوية سلمية، في حين لا تزال روسيا تسيطر على مساحات شاسعة من شرق أوكرانيا، في مصلحة الكرملين ويقوض عزم الغرب على دعم سلامة أراضي كييف.

ويعد رئيس الوزراء المجري من أكثر زعماء الاتحاد الأوروبي تأييداً لروسيا، حيث ينتقد العقوبات الغربية على موسكو والدعم العسكري لأوكرانيا، بينما يطالب بوقف إطلاق النار في محادثات الحرب والسلام.

ويتناقض هذا مع الموقف المشترك للاتحاد الأوروبي والذي يتلخص في ضرورة مساعدة أوكرانيا في الدفاع عن أوكرانيا، وأن كييف وحدها القادرة على اتخاذ القرار بشأن موعد فتح المفاوضات مع روسيا.

تصنيفات

قصص قد تهمك