أبدت روسيا وأوكرانيا، الأربعاء، انفتاحهما على إجراء مفاوضات لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، فيما ترى الصين أن "الظروف لم تكتمل"، و"التوقيت غير موات بعد"، لاستئناف محادثات السلام.
وخلال محادثاته مع نظيره الصيني وانج يي في مدينة جوانزو التي استمرت 3 ساعات، أعرب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا عن استعداد بلاده لإجراء محادثات مع روسيا، وذلك في حال "كانت مستعدة للتفاوض بنية حسنة، رغم أن كييف لم تر أي مؤشر على ذلك"، بحسب بيان وزارة الخارجية الأوكرانية.
وشدد الوزير على أن "العدوان الروسي دمر السلام وأبطأ التنمية"، مؤكداً على ضرورة "إنهاء الحرب ضد أوكرانيا، واستعادة السلام، وتسريع عملية استعادة بلدنا".
وأضاف: "أنا مقتنع بأن السلام العادل في أوكرانيا يصب في مصلحة الصين الاستراتيجية"، واصفاً دور بكين كقوة عالمية للسلام بـ"المهم".
ولفت إلى أن أوكرانيا بدأت مؤخراً المفاوضات من أجل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، معتبراً هذا القرار بأنه "لا رجعة فيه"، كما أشار إلى أن الغزو الروسي "يعيق تطوير العلاقات القائمة على حسن الجوار، وخاصة تنمية التجارة بين الصين وأوروبا".
ووفقاً لبيان الخارجية الصينية، شدد كوليبا على ضرورة أن تكون المفاوضات بين موسكو، وكييف "عقلانية وموضوعية، وتهدف إلى تحقيق سلام عادل ودائم".
خطة الصين والبرازيل
من جهته، قال وزير الخارجية الصيني، إن بلاده "ملتزمة بقوة للوصول إلى تسوية سياسية للأزمة، حيث تشكل المبادئ الأربعة التي وضعها الرئيس شي جين بينج النهج الأساسي الذي تتبعه الصين لحل الأزمة".
وتحاول الصين، التي تتمتع بعلاقات وثيقة مع روسيا، حث مختلف الدول على الانضمام إلى خطة سلام مكونة من 6 نقاط أصدرتها مع البرازيل في مايو الماضي.
وتقترح الخطة "الصينية-البرازيلية" عقد مؤتمر دولي للسلام "في وقت مناسب" مع إشراك روسيا، وأوكرانيا بشكل متساو في هذا المؤتمر، في حين أكد كوليبا أن بلاده "تولي أهمية لآراء الصين"، وقد "درست الخطة بعناية".
وأضاف وانج، أن "الصين والبرازيل صاغت بشكل مشترك 6 تفاهمات مشتركة لحل سياسي للأزمة الأوكرانية، تتضمن 3 مبادئ لإدارة الصراع، و3 عناصر لخطة سلام، و3 شواغل إنسانية، بالإضافة إلى تدابير مهمة لمنع المخاطر النووية وضمان استقرار سلاسل الصناعة والإمداد"، بحسب ما نقلته وكالة "شينخوا" الصينية
ولفت إلى أن "الصين تؤمن أن جميع الصراعات يجب أن تنتهي عبر المفاوضات والوسائل السياسية"، مضيفاً أن "أوكرانيا، وروسيا أبدتا مؤخراً استعدادهما للمفاوضات".
لكنه اعتبر أن "الظروف لم تكتمل والتوقيت غير موات بعد"، معرباً عن تأييده لـ"جميع الجهود المؤدية إلى السلام"، و"الاستعداد لمواصلة دور بناء من أجل وقف إطلاق النار، واستئناف محادثات السلام".
وقال مصدر أوكراني في الوفد لوكالة "رويترز"، إن "المحادثات انتهت في الحال، حيث استمرت إجمالاً لأكثر من 3 ساعات، وهي مدة أطول مما كان متوقعاً"، واصفاً المحادثات بأنها "متعمقة"، و"واقعية للغاية".
وأفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في مؤتمر صحافي دوري في بكين، بأن الوزيرين تحدثا عن "الحاجة إلى تبني وجهة نظر على المدى الطويل لبناء علاقات ثنائية"، موضحاً أن الصين "ستواصل زيادة وارداتها الغذائية من أوكرانيا".
وتصور الصين، صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم، نفسها على أنها محايدة في هذه الحرب، على الرغم من أنها أعلنت شراكة "بلا حدود" مع روسيا قبل أيام من الغزو في عام 2022، واستضافت الرئيس فلاديمير بوتن لإجراء محادثات مؤخراً في مايو الماضي، بحسب وكالة "رويترز" التي ذكرت أن بكين قدمت الدعم الدبلوماسي لموسكو، وساعدت في الحفاظ على اقتصاد روسيا في زمن الحرب.
انفتاح روسيا على التفاوض
من جهته، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الأربعاء، إن روسيا "لم ترفض قط المفاوضات بشأن أوكرانيا، وحافظت بشكل دائم على انفتاحها فيما يخص عملية التفاوض".
واعتبر بيسكوف في تصريحات للصحافيين، أن "رسالة" وزير الخارجية الأوكراني بأن بلاده مستعدة لبدء المفاوضات خلال اجتماعه مع وانج يي "تتوافق مع موقف روسيا".
وكانت الجولة الأولى من محادثات السلام بين البلدين بدأت بعد أيام فقط من الغزو الروسي في فبراير 2022، والتقى المفاوضون الروس والأوكرانيون في البداية في بيلاروس، قبل الانتقال إلى تركيا، واستئناف المحادثات بشكل متقطع حتى أبريل من نفس العام.