اتهامات متبادلة بين تل أبيب و"حزب الله" بالمسؤولية عن الهجوم

بعد حادث الجولان.. الزعيم الدرزي وليد جنبلاط يحذر من "مشروع إسرائيل لتدمير المنطقة"

أحد أفراد فرق الإسعاف الإسرائيلية يتفقد المنطقة التي سقط عليها الصاروخ في بلدة مجدل شمس بالجولان السوري المحتل. 27 يوليو 2024 - REUTERS
أحد أفراد فرق الإسعاف الإسرائيلية يتفقد المنطقة التي سقط عليها الصاروخ في بلدة مجدل شمس بالجولان السوري المحتل. 27 يوليو 2024 - REUTERS
دبي -الشرق

حذّر الزعيم الدرزي في لبنان، وليد جنبلاط، مما وصفه بـ"مشروع إسرائيل التدميري في المنطقة"، وذلك في أعقاب هجوم صاروخي على قرية مجدل شمس بالجولان السوري المحتل، السبت، والذي أودى بحياة 12 شخصاً على الأقل، وتتهم إسرائيل جماعة "حزب الله" اللبنانية بالوقوف خلف الهجوم، فيما ينفي الحزب ذلك في المقابل.

ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان، عن جنبلاط، قوله إن "تاريخ وحاضر العدو الإسرائيلي مليء بالمجازر التي ارتكبها ويرتكبها ضد المدنيين دون هوادة"، داعياً الجميع في لبنان، وفي فلسطين، والجولان إلى "الحذر من أي انزلاق أو تحريضِ في سياق مشروع العدو التدميري، وسط جهود عدم توسع الحرب ووقف فوري للعدوان ولإطلاق النار".

كما حذّر الزعيم الدرزي، "مما تعمل عليه إسرائيل منذ زمنٍ بعيد لإشعال الفتن وتفتيت المنطقة واستهداف مكوّناتها"، مضيفاً: "لقد أسقطنا هذا المشروع في السابق، وإذ يطل برأسه من جديد فنحن له بالمرصاد إلى جانب المقاومة، وكل المقاومين الذين يواجهون الإجرام والاحتلال الإسرائيلي".

وأشارت الوكالة اللبنانية، إلى أن "الحدث نفسه كان مدار بحث بين جنبلاط والموفد الأميركي آموس هوكستين، حيث جدد الزعيم الدرزي الدعوة إلى الوقف الفوري للعدوان ولإطلاق النار" في جنوب لبنان.

وكان الجيش الإسرائيلي أكد، السبت، أنه "بناء على تقييم الوضع والمعلومات الاستخباراتية، يتضح أن (حزب الله) من يقف وراء إطلاق القذيفة الصاروخية التي أصابت ملعب كرة قدم في مجدل شمس، وأسفرت عن سقوط عدد كبير من المصابين كلهم من المدنيين".

وتُعد مجدل شمس أكبر القرى الدرزية في مرتفعات الجولان السوري المحتل منذ 1967، تقع عند سفح جبل حرمون، ويقطنها حوالي 12 ألف نسمة، ورغم محاولة إسرائيل على مدى عقود لطمس هويتهم، لكنهم متمسكون بانتمائهم إلى سوريا، وفق سكان المنطقة.

إسرائيلي تستعد لـ"المرحلة التالية في الشمال"

وفي تداعيات حادث الجولان المحتل، أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي، الأحد، رفع جاهزيو الجيش، استعداداً لـ"المرحلة التالية من القتال في الشمال"، وفق ما ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

ونقلت الصحيفة عن هاليفي قوله، خلال تفقده موقع الهجوم في بلدة مجدل شمس: "نحن نعلم بالضبط من أين أطلق الصاروخ.. نعرف أنه صاروخ (فلق) برأس حربي يزن 53 كيلوجراماً.. هذا صاروخ لحزب الله".

وأضاف: "من يطلق مثل هذا الصاروخ على منطقة سكنية يريد قتل المدنيين والأطفال.. نعرف كيف نهاجم حتى من مسافة بعيدة جداً عن إسرائيل". وتابع: "ستكون هناك المزيد من التحديات وسنرفع جاهزيتنا".

بدوره، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن "حزب الله سيدفع ثمناً غالياً بعد الهجوم الصاروخي" في مجدل شمس.

"لحظة حرب شاملة"

كما أكد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس لموقع "أكسيوس"، أن "هجوم حزب الله تجاوز كل الخطوط الحمراء، والرد سيكون على هذا الأساس"، مضيفاً: "نحن نقترب من لحظة حرب شاملة ضد حزب الله ولبنان".

وفي وقت مبكر من الأحد، قال الجيش الإسرائيلي، إنه شن غارات على ما وصفها بأنها "أهداف" تابعة إلى جماعة "حزب الله" في عمق الجنوب اللبناني.

ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، عن الجيش، تأكيدات بشن غارات على شبريحا، والبرج، والشمال بصور، والبقاع، وكفر كلا، ورب ثلاثين، وطير حرفا.

وعقب حادث الجولان، خرج مسؤول العلاقات الإعلامية في "حزب الله "محمد عفيف، في حديث لوكالة "رويترز"، ينفي مسؤولية الحزب عن الهجوم القاتل على مجدل شمس.

كما نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول أميركي قوله، إن "حزب الله" أبلغ الأمم المتحدة أن هجوم الجولان، كان نتيجة سقوط صاروخ إسرائيلي مضاد للصواريخ، على ملعب كرة قدم في البلدة.

بدوره، اعتبر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، في اتصال مع المنسقة الأممية، جينين بلاسخارت، أن نفي "حزب الله" قصف مجدل شمس يؤكد عدم مسؤوليته ومسؤولية لبنان عن الحادث، حسبما ذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام.

وأضاف بري: "نفي المقاومة لما جرى اليوم في بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، يؤكد بشكل قاطع هذا الالتزام وعدم مسؤوليتها ومسؤولية لبنان عمّا حصل".

من ناحيتها، الحكومة اللبنانية أدانت، في بيان "كل أعمال العنف والاعتداءات ضد جميع المدنيين"، ودعت إلى "وقف فوري للأعمال العدائية على كل الجبهات". وشددت على أن "استهداف المدنيين يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، ويتعارض مع مبادئ الإنسانية".

ولطالما أعلنت إسرائيل أنها لن تتخلى عن مرتفعات الجولان التي تُسيطر عليها منذ أكثر من نصف قرن، مؤكدة على لسان مسؤوليها أنها ماضية في بناء المزيد من المستوطنات، بينما تستنكر دمشق تلك التصريحات وتصفها بـ"العدوانية"، متهمة تل أبيب بانتهاك قرارات الشرعية الدولية.

تصنيفات

قصص قد تهمك