البنتاجون يجمع أسطولاً من 12 سفينة حربية.. ودبلوماسيون أوروبيون يسعون للتهدئة

اغتيال هنية.. بلينكن يحض على اتخاذ "القرارات الصحيحة" وسط جهود لتجنب حرب شاملة

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يحضر مؤتمراً صحافياً بالعاصمة المنغولية أولان باتور. 1 أغسطس 2024 - REUTERS
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يحضر مؤتمراً صحافياً بالعاصمة المنغولية أولان باتور. 1 أغسطس 2024 - REUTERS
دبي -الشرق

حض وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جميع الأطراف في الشرق الأوسط على عدم اتخاذ "إجراءات تصعيدية"، غداة إعلان اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية خلال وجوده في إيران، فيما يقوم دبلوماسيون أوروبيون وأميركيون بتحركات "عاجلة" بالمنطقة، لتجنب "حرب شاملة". 

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الخميس، عن بلينكن قوله إن المسار الذي يتجه إليه الشرق الأوسط هو نحو المزيد من الصراع، والعنف، والمعاناة، وانعدام الأمن، مشدداً على أنه من الضروري "كسر هذه الحلقة"، معتبراً أن هذا يبدأ بوقف إطلاق النار في غزة.

وتابع: "لحدوث هذا، يستلزم الأمر من جميع الأطراف التوقف عن اتخاذ أي إجراءات تصعيدية". وأكد بلينكن، من دون أن يذكر إسرائيل، أنه من الضروري أن تقوم كل الأطراف باتخاذ القرارات الصحيحة في الأيام المقبلة.

وقال بلينكن إنه لا يمكنه التكهن بتأثير أي حدث على ما سيأتي بعده، لكن وقف إطلاق النار لإنهاء الصراع في غزة، ولتحقيق الهدوء في شمال إسرائيل على الحدود مع لبنان هو في صالح الجميع.

ودعا الوزير الأميركي جميع الأطراف إلى "إيجاد أسباب للتوصل إلى اتفاق، وليس البحث عن أسباب لتأخير الاتفاق أو رفضه".

وقال إنه تحدث مع نظرائه في أنحاء المنطقة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، وإنهم كانوا جميعاً مهتمين بشدة بمسألة التوصل إلى وقف لإطلاق النار؛ وأعرب عن ثقته في إمكانية التوصل إلى اتفاق.

وأضاف: "من الأهمية البالغة أن تتخذ جميع الأطراف الخيارات الصحيحة في الأيام المقبلة".

واتهمت طهران و"حماس" تل أبيب بالوقوف وراء الاغتيال، بينما لم تعترف بعد إسرائيل التي تخوض حرباً مع الحركة في قطاع غزة، باغتيال هنية أو تنفي تورطها.

ولدى إسرائيل تاريخ طويل في اغتيال أعداءها بالخارج، ومن ضمنهم العلماء النوويين الإيرانيين والقادة العسكريين، بحسب "نيويورك تايمز".

جهود دبلوماسية وتحرّكات عسكرية

وذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، الخميس، أن دبلوماسيين في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يجرون محادثات "عاجلة" في الشرق الأوسط في محاولة لتجنب حرب شاملة في المنطقة، بعد اغتيال هنية في طهران، والقيادي في جماعة "حزب الله" اللبنانية فؤاد شكر في بيروت.

والثلاثاء، شن الجيش الإسرائيلي غارة على ضاحية بيروت الجنوبية في لبنان، استهدفت رئيس غرفة عمليات جماعة "حزب الله" فؤاد شكر المعروف بـ"الحاج محسن"، والمقرب من أمين عام الحزب حسن نصر الله.

وتحدث إنريكي مورا، أحد كبار الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، مع ممثلين في طهران، وتحدث بريت ماكجورك، مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الشرق الأوسط، مع مسؤولين سعوديين. ووفقاً للتقرير، ركزت المحادثات على محاولة إقناع إيران باتخاذ إجراءات "رمزية" رداً على اغتيال هنية على أراضيها.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) قوله، الخميس، إن الأميركيين قاموا بالفعل بتجميع ما لا يقل عن 12 سفينة حربية في المنطقة. وهي تشمل حاملة الطائرات "يو إس إس ثيودور روزفلت" وأطقم الحرب البرمائية وأكثر من 4000 من مشاة البحرية والبحارة.

ووفقاً للتقرير الأميركي، توجد المدمرات في كل من الخليج وشرق البحر الأبيض المتوسط. ونقلت الولايات المتحدة سفنها الحربية من منطقة البحر الأحمر، حيث تقاتل الحوثيين في اليمن، الذين يطلقون صواريخ وطائرات مسيرة بشكل متكرر على إسرائيل، ويهاجمون السفن التجارية.

خامنئي توعد بـ"الثأر"

وتوعد المرشد الإيراني علي خامنئي، الأربعاء، بـ"الثأر" من إسرائيل لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، معتبراً أن هذا "واجب على إيران".

وقال 3 مسؤولين إيرانيين لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الأربعاء، إن خامنئي أصدر أمراً بشن ضربة مباشرة على إسرائيل، رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في العاصمة طهران.

وأضاف المسؤولون، أن أحد الخيارات قيد الدراسة هو هجوم منسق من إيران وجبهات أخرى بها جماعات مسلحة متحالفة معها، بما في ذلك اليمن وسوريا والعراق، لتحقيق أقصى قدر من التأثير.

وذكر المسؤولون، أن خامنئي، الذي له الكلمة العليا في جميع الشؤون الحكومية ويشغل أيضاً منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وجه قادة الحرس الثوري والجيش لإعداد خطط للهجوم والدفاع في حال توسعت الحرب وقامت إسرائيل أو الولايات المتحدة بشن ضربات على إيران.

"تحقيق توازن"

ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حاولت إيران "تحقيق توازن"، إذ ضغطت على إسرائيل من خلال زيادة هجماتها عبر حلفائها وأذرعها بالمنطقة، مع تجنب حرب شاملة بين البلدين. 

ونفذت إيران في أبريل الماضي، أكبر وأوضح هجوم لها على إسرائيل بعد عقود من العداء، وذلك بإطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيرة رداً على ضربات إسرائيلية على مجمع سفارتها في دمشق ما أسفر عن سقوط قادة عسكريين إيرانيين.

ولكن هذا الاستعراض للقوة كان مُعلناً مسبقاً، بحسب  "نيويورك تايمز" التي ذكرت أن معظم المسيرات والصواريخ اعترضت وأسقطت من قبل إسرائيل وحلفائها، فيما لا يزال حالياً من غير الواضح مدى قوة رد إيران، وما إذا كانت ستحاول مرة أخرى بضبط هجماتها لتجنب التصعيد.

تصنيفات

قصص قد تهمك