إسرائيل.. الملاجئ خط الدفاع الأخير في مواجهة تهديدات إيران

ملجأ من القنابل بالقرب من مستوطنة بئيري في جنوب إسرائيل. 7 أبريل 2024 - REUTERS
ملجأ من القنابل بالقرب من مستوطنة بئيري في جنوب إسرائيل. 7 أبريل 2024 - REUTERS
دبي -الشرق

عندما تدوي صافرات الإنذار من الغارات الجوية، يعرف الإسرائيليون أنهم سيختبؤون في ملاجئ احتماء من القنابل يعود تاريخ بنائها إلى خمسة عقود شُيّدت لتحمل أغلب القذائف التقليدية، والتي تعد بمثابة "خط الدفاع الأخير" في مواجهة ضربة إيرانية محتملة رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال".

وأشارت الصحيفة الأميركية، الثلاثاء، إلى أنه في العديد من المدن، يشعر الإسرائيليون بالتوتر، ولكنهم لا يصابون بالذعر مع اقتراب هجوم إيراني وشيك، ومع ذلك لم يفرض الجيش أي قيود على التجمعات العامة، ويطلب من الناس أن يمارسوا حياتهم اليومية، وحتى الملاجئ في بعض المدن لم تفتح بعد.

وقالت إن خط الدفاع الرئيسي لإسرائيل ضد هجوم صاروخي محتمل من جانب إيران ووكلائها في المنطقة، سيكون منظومة الدفاع الجوي متعددة المستويات التي أسقطت بفضل مساعدة الولايات المتحدة، 99% من أكثر من 300 قذيفة وطائرة مُسيّرة أطلقتها إيران على إسرائيل في أبريل الماضي، في أول هجوم مباشر لها على البلاد.

وأضافت أن الإسرائيليين يعتمدون أيضاً على ملاجئ احتماء من القنابل المصممة لحماية المدنيين من الهجمات، والتي بُينت وطُوّرت منذ تأسيس إسرائيل قبل 76 عاماً، والكثيرون يضعون ثقتهم فيها.

ونوهت إلى أنه ابتداءً من سبعينيات القرن الماضي، بدأت المدن الإسرائيلية في بناء شبكة من الملاجئ العامة تحت الأرض لحماية السكان من القصف الجوي.

وذكرت أنه في عام 1991، أطلقت العراق، في عهد الرئيس الراحل صدام حسين، العشرات من قذائف "سكود" على إسرائيل، التي استهدفت وألحقت أضراراً بمدن مثل تل أبيب وحيفا. وفي العام التالي، أقرت إسرائيل قانوناً يفرض بناء ملجأ في كل مبنى جديد.

"برج محصن"

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله، إنه "في الوقت الراهن، يمتلك نحو 65% من الإسرائيليين غرفة في منازلهم أو شققهم تستخدم كملجأ للحماية من القنابل، أو لديهم ملجأ للحماية من القنابل في طابقهم يخدم عدة شقق، أو يعيشون بالقرب من ملجأ عام".

وأوضحت أن الملاجئ داخل الشقق مصنوعة من خرسانة مسلحة وأبواب معدنية ثقيلة؛ وباستثناء الباب والنافذة المحصنة، لا يمكن تمييز هذه الملاجئ عن الغرف العادية، والعديد من الإسرائيليين حولوها إلى غرف نوم لأطفالهم، حتى يكونوا أكثر أماناً أثناء نومهم.

ولفتت إلى أنه منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي، كانت هذه الملاجئ تحمي الإسرائيليين بشكل أساسي من الصواريخ قصيرة المدى التي تُطلق من غزة أو لبنان. والآن، يواجه الإسرائيليون احتمال إطلاق صواريخ كروز وصواريخ باليستية برؤوس حربية أكبر من على بعد آلاف الأميال.

وأضاف المسؤول الأمني الإسرائيلي: "البنية الأساسية الحالية من المفترض أن تحمي الإسرائيليين من هجمات الصواريخ بعيدة المدى، لأنها مصممة لتحمل الانفجار والشظايا الناتجة عن صواريخ سكود من العراق".

وتُصمم الملاجئ في الشقق على نحو يجعلها تظل قائمة "كبرج محصن منفصل"، حتى لو انهار المبنى. وأوضح المسؤول الإسرائيلي، أن ضربة مباشرة على الملجأ نفسه من المرجح أن تقتل من بداخله، لكنه استبعد هذا الاحتمال بالنظر إلى المساحة الصغيرة للملاجئ الداخلية.

ملاجئ عامة للفقراء والأقليات

ولا يمتلك نحو ثلث الإسرائيليين ملاجئ من القنابل في مبانيهم أو يعيشون بالقرب من ملجأ عام للوصول إليه قبل سقوط صاروخ أو قذيفة. وهؤلاء هم في الغالب أشخاص يعيشون في مناطق أفقر، تشمل الريف، ومجتمعات الأقلية العربية في إسرائيل، والأحياء ذات الدخل المنخفض في المدن، حيث شُيّدت المباني قبل فترة طويلة من سريان قانون الملاجئ.

والإسرائيليون في منطقة تل أبيب المكتظة بالسكان وسط إسرائيل، لديهم نحو 60 ثانية للدخول إلى الملاجئ بمجرد سماع دوي صفارات الإنذار من القذائف، أما السكان الذين يعيشون على الحدود بالقرب من غزة أو لبنان فلديهم أقل من 10 ثوانٍ للعثور على ملجأ.

وفي تل أبيب، يوجد 168 ملجأ عاماً من القنابل تحت الأرض، و356 ملجأ إجمالاً مع إدراج الملاجئ داخل المؤسسات التعليمية أو المباني البلدية الأخرى. ويمكن تحديد مواقعها عبر الإنترنت، كما توضح لافتات إرشادية في الشوارع كيفية الوصول إليها، وفقاً للصحيفة.

وتبلغ مساحة الملجأ العام متوسط الحجم نحو 100 ياردة مربعة (83 متراً مربعاً)، ويمكنه أن يستوعب بشكل مريح نحو 200 شخص في أماكن إقامة بسيطة.

ويضم الملجأ حمامات ومطبخاً صغيراً، وأنظمة لتنقية الهواء. ومؤخراً، بدأت المدينة في إضافة خدمة "واي فاي" إلى بعض الملاجئ تحت الأرض. وعادة ما يتوفر الاتصال بالإنترنت في الملاجئ الموجودة فوق الأرض، وهي النوع الأكثر شيوعاً.

تصنيفات

قصص قد تهمك