تعرضت منطقة ليبيتسك الروسية إلى هجومٍ أوكراني "واسع" بمسيّرات، أدى إلى انفجارات، وانقطاع إمدادت الكهرباء، ما اضطر السلطات المحلية إلى إجلاء سكان، صباح الجمعة، من أجزاء بالمنطقة الواقعة في غرب البلاد، وفق حاكم المنطقة إيجور أرتامونوف.
وذكر أرتامونوف، عبر تطبيق تليجرام، أنه تم إخلاء 4 قرى بعد إعلان حالة الطوارئ في منطقة بلدية ليبيتسك.
ونقلت وكالة "إنترفاكس"، عن مسؤولين محليين في الطوارئ، قولهم إن حريقاً اندلع في قاعدة جوية خارج مدينة ليبيتسك. وقال أرتامونوف إن حكومة المنطقة ألغت جميع الفعاليات الترفيهية، وستكثف تأمين الفعاليات الأخرى مثل تلك الرياضية.
وأردف قائلاً: "لن نخاف، ولن نستسلم، لكننا لا نعتزم أيضاً المخاطرة بحياة شعبنا".
حرب المسيّرات
على صعيد آخر، قال ميخائيل رازفوجايف، حاكم مدينة سيفاستوبول، التي تسيطر عليها روسيا في شبه جزيرة القرم، على "تليجرام"، إن القوات الروسية دمَّرت 3 طائرات، و3 قوارب مسيَّرة، بالقرب من المدينة.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية، عن وزارة الدفاع، قولها إنها دمَّرت 75 طائرة مسيّرة أوكرانية، الليلة الماضية، فوق روسيا، ومعظمها فوق منطقتي بيلجورود وليبيتسك. ولم تعلن السلطات الأوكرانية عن أي ضربات في ليبيتسك.
لكن قائد سلاح الجو الأوكراني قال، الجمعة، إن القوات الأوكرانية دمَّرت كل الطائرات المسيرة الهجومية، وعددها 27، التي أطلقتها روسيا ليلاً.
وأضاف: "نتيجة القتال الجوي، أسقطت مجموعات إطلاق متحركة، تابعة لقوات الدفاع الأوكرانية، ووحدات الصواريخ المضادة للطائرات، وأصول سلاح الجو في مناطق كييف وبولتافا وسومي وميكولايف وخيرسون ودونيتسك ودنيبروبيتروفسك، كل الطائرات المسيّرة المعادية".
توغل أوكراني
وتشهد هذه الحرب، منذ أيام، توغلاً أوكرانياً داخل الحدود الروسية بمنطقة كورسك، ما أجبر موسكو على استدعاء جنود احتياط.
وفي واحدة من أكبر الهجمات الأوكرانية على روسيا، في الحرب المستمرة منذ عامين، اخترق نحو 1000 جندي أوكراني الحدود الروسية في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، بالدبابات، والمركبات المدرعة، وأسراب من الطائرات المُسيّرة والمدفعية، بحسب مسؤولين روس.
وأودى القصف والغارات بطائرات مسيّرة على المنطقة المتاخمة للحدود الروسية الأوكرانية، بحياة 5 مدنيين وأسفرت عن إصابة 31 آخرين، بينهم أطفال، وفق وسائل إعلام ومسؤولين روس.
وتوغلت القوات الأوكرانية في الحقول، والغابات الحدودية باتجاه الشمال من بلدة سودجا، وهي آخر نقطة شحن تعمل حالياً لنقل الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا.
وفي المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية، الخميس، إن الجيش الروسي "أوقف ودمر" محاولات وحدات من القوات المسلحة الأوكرانية لاختراق المنطقة في اتجاه كورسك. وقدَّرت الوزارة بأن خسائر التشكيلات الأوكرانية، منذ بدء العمليات القتالية على محور كورسك "بلغت 660 عسكري و82 مركبة مدرعة".
إجلاء سكان وغضب روسي
من جانبه، أعلن القائم بأعمال حاكم مقاطعة كورسك أليكسي سميرنوف، الخميس، إجلاء نحو 3 آلاف شخص من المناطق التي تعرضت لقصف القوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك، وفق ما أوردت وكالة "تاس" الروسية للأنباء.
واعتبر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري ميدفيديف، أن الهجوم الأوكراني محاولة من كييف لإجبار روسيا على نقل قواتها من خطوط المواجهة الرئيسية، ولأن تظهر للغرب أنها لا تزال قادرة على القتال.
وكتب الرئيس الروسي السابق على تليجرام: "تحتاج روسيا إلى تعلّم الدروس من تصرفات الجيش الأوكراني على الحدود مع منطقة كورسك، وسحق العدو بحزم".
وأضاف: "نحن بحاجة إلى تعلم درس جاد مما حدث والقيام بما تعهد به رئيس الأركان العامة فاليري جيراسيموف للقائد الأعلى، أي هزيمة العدو وسحقه بحزم".
وشدد على أنه نتيجة لهذا الهجوم، يتعين على روسيا توسيع أهداف حربها لتشمل أوكرانيا بالكامل.