مسؤول بالحركة لـ"الشرق": مشاركتنا بالمحادثات تعني "تضييع الوقت" في عملية وهمية

دون "حماس".. مفاوضات غزة تنعقد في الدوحة بمشاركة إسرائيلية

جنازة جندي إسرائيلي لقى حتفه في المعارك داخل قطاع غزة. 13 أغسطس 2024 - REUTERS
جنازة جندي إسرائيلي لقى حتفه في المعارك داخل قطاع غزة. 13 أغسطس 2024 - REUTERS
دبي-الشرق

تستضيف العاصمة القطرية، الدوحة، الخميس، جولة جديدة من مفاوضات وقف النار في قطاع غزة، بمشاركة أميركية إسرائيلية رفيعة المستوى، وسط غموض بشأن موقف "حماس" من نتائجها في ظل إعلان الحركة رفضها المشاركة وتمسكها بالمقترح الأخير للرئيس الأميركي جو بايدن الذي أعلنه في مايو الماضي.

وقال مسؤولون في حماس لـ"الشرق"، إن الحركة أبلغت الوسطاء أنها لن ترسل وفداً إلى المفاوضات، وحثتهم على البحث في آلية تطبيق الورقة الأخيرة التي توافقت عليها معهم في الثاني من يوليو الماضي.

وأفاد مسؤول في الحركة: "الشروط الجديدة التي قدمها بنيامين نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي) غير مقبولة، ونحن قدمنا أقصى ما لدينا عندما وافقنا على الورقة الأخيرة، وأي مرونة أخرى تتحول إلى استسلام".

في المقابل، أعلن مكتب نتنياهو مغادرة وفد إسرائيلي لحضور مفاوضات غزة في العاصمة القطرية الدوحة، الخميس، في حين ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الوفد يضم كل من رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) ديفيد برنياع ورئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رونين بار ومسؤول ملف الأسرى الجنرال نيتسان ألون.

ومن المقرر أن يسافر مبعوث البيت الأبيض الخاص للشرق الأوسط بريت ماكجورك إلى مصر لإجراء محادثات بشأن الوضع على الحدود قبل الانضمام إلى مدير وكالة الاستخبارات المركزية CIA ويليام بيرنز في الدوحة.

وفي مايو الماضي، طرح بايدن خطة لوقف إطلاق النار من 3 مراحل، وتحاول الولايات المتحدة والوسيطان مصر وقطر منذ ذلك الحين التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة مقابل إطلاق سراح المحتجزين في القطاع.

عملية وهمية

وكشف المسؤولون في "حماس" لـ"الشرق" أن الخلافات الجوهرية بين الحركة وإسرائيل تتركز حول طلب الأخيرة بقاء قواتها في محور فيلادلفيا الفاصل بين قطاع غزة ومصر، وفي المنطقة الفاصلة بين شمال وادي غزة والوسط، وحول مطلب تل أبيب الحصول على قائمة بأسماء جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات، والحصول على حد أعلى من الأسرى الأحياء في المرحلة الأولى (33 أسيراً)، وحق إسرائيل في رفض إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، وحقها في إبعاد آخرين إلى خارج البلاد، ومنع نقل السلاح إلى شمال قطاع غزة أثناء وبعد الصفقة، أي جعل شمال القطاع منطقة منزوعة السلاح كلياً.

ورجح المسؤولون في الحركة أن يكون الهدف من وراء الشروط الإسرائيلية هو إفشال المفاوضات التي دعت إليها الإدارة الأميركية، وفي ذات الوقت تحميل حركة "حماس" المسؤولية عن فشل هذه المفاوضات برفضها لشروط تل أبيب.

وقال أحد المسؤولين إن حركته ترفض المشاركة في هذه المفاوضات لأنها "لا تقبل التنازل عن سقف الورقة الأخيرة، ولأن الدخول في عملية تفاوضية جديدة يعني تضييع مزيد من الوقت في عملية وهمية لا طائل منها يجري خلالها نقل التركيز العالمي من المجازر الإسرائيلية اليومية في غزة إلى لقاءات تفاوضية لا طائل منها".

وألقت تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت الأخيرة أمام لجنة الخارجية والأمن من الكنيست شكوكاً عميقة على نوايا رئيس الوزراء الحقيقية عندما قال إن نتنياهو هو العائق أمام التوصل إلى الصفقة، وأن "النصر المطلق" الذي يسعى إليه نتنياهو "محض هراء".

وقال المسؤولون في "حماس" إنهم أبلغوا الوسطاء أن هذه التصريحات دليل قاطع على فشل أسلوب المفاوضات، وحثوهم على إلزام نتنياهو بتطبيق الورقة الأخيرة التي قدمها لهم وجرى التوافق عليها بين جميع الأطراف. 

محاولة "غير واضحة"

في سياق متصل، أضاف مسؤول مطلع على مناقشات وقف إطلاق النار في غزة لـ"رويترز" أن الوسطاء يتوقعون التشاور مع حركة "حماس" بعد محادثات وقف إطلاق النار في الدوحة، في حين ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الولايات المتحدة تعتزم الكشف عن مقترح جديد خلال جولة المفاوضات التي تستضيفها الدوحة، الخميس، يمثل ما يوصف بأنه "محاولة أخيرة" للتوصل إلى اتفاق.

وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الإسرائيلية في تقرير، الأربعاء، بأنه من المتوقع أن تمارس إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن "ضغوطاً كبيرة على جميع الأطراف للموافقة على الإطار المقترح على الفور، على الرغم من أن البيت الأبيض والوسطاء يستعدون لاحتمال فشلها".

ولفتت الصحيفة إلى أن "تفاصيل المقترح الجديد، وكيفية اختلافه عن الاقتراحات السابقة، لا تزال غير واضحة".

 والأسبوع الماضي، أصدر البيت الأبيض بياناً نيابة عن الوسطاء قال فيه: "بصفتنا وسطاء، إذا لزم الأمر، نحن مستعدون لتقديم مقترح تجسير (للخلافات) نهائي، لتسوية المسائل الباقية المتعلقة بالتنفيذ على نحو يلبي توقعات جميع الأطراف".

توترات إقليمية

وتشهد منطقة "الشرق الأوسط" توتر كبير في أعقاب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ما بلغ ذروته مع اغتيال إسرائيل إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" أثناء تواجده في العاصمة الإيرانية طهران، أواخر الشهر الماضي، وهو ما دعى إيران إلى التهديد بـ"انتقام شديد القسوة" رداً على الخطوة الإسرائيلية، ما قد يفجر "حرباً إقليمية" تقول واشنطن إنها تحاول تجنبها.

وتوقع الرئيس الأميركي جو بايدن، الثلاثاء، تراجع إيران عن توجيه "ضربة انتقامية" لإسرائيل، حال التوصل لهدنة في قطاع غزة، وسط ترجيحات من واشنطن بأن تمضي "المحادثات قدماً"، رغم مطالب حركة "حماس" بخطة قابلة للتطبيق، وشروط إسرائيل الجديدة.

وفي رده على سؤال للصحافيين، بعد وصوله إلى مدينة نيو أورليانز، عما إذا كانت إيران ستتخلى عن استهداف إسرائيل إذا تسنى التوصل لاتفاق، أجاب بايدن: "هذا ما أتوقعه".

وأفاد موقع "أكسيوس" الإخباري، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، الثلاثاء، بأن المرشد الإيراني علي خامنئي لم يصدر حتى الآن قراراً نهائياً، لتنفيذ هجوم انتقامي على إسرائيل، رغم الاستعدادات العسكرية.

وقال المسؤولون، إن "تقييمات الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية تشير إلى أن إيران قامت باستعدادات عسكرية لتنفيذ هجوم على إسرائيل، إلا أن المرشد الأعلى الإيراني لم يصدر قراره النهائي بعد".

وذكر أحد المسؤولين الأميركيين، أن "إيران وحزب الله (في لبنان) لا يعرفان ماذا يفعلان، فهناك الكثير من الخطط، لكن لا توجد قرارات بعد".

تصنيفات

قصص قد تهمك