"أكسيوس": الرئيس الأميركي يحاول إنجاز وقف إطلاق النار قبل نهاية الأسبوع المقبل

بايدن يسعى لمنع إيران و"حزب الله" من تقويض اتفاق غزة

الرئيس الأميركي جو بايدن يلوح بيده للصحافيين في البيت الأبيض قبل التوجه إلى الطائرة- 16 أغسطس 2024. - Reuters
الرئيس الأميركي جو بايدن يلوح بيده للصحافيين في البيت الأبيض قبل التوجه إلى الطائرة- 16 أغسطس 2024. - Reuters
دبي-الشرق

يسعى الرئيس الأميركي جو بايدن إلى التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح المحتجزين، بحلول نهاية الأسبوع المقبل، بينما يحاول ردع إيران، و"حزب الله" عن تنفيذ هجوم على إسرائيل قد يقوض هذه الجهود، بحسب ما نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين أميركيين.

ويشعر بايدن، ومساعدوه أنهم أقرب من أي وقت مضى إلى الوصول لاتفاق يمكن أن يؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة "حماس" في غزة، بما في ذلك عدد من المواطنين الأميركيين، وإنهاء 10 أشهر من الحرب.

وفي وقت سابق الجمعة، قال الرئيس الأميركي للصحافيين: "أنا متفائل.. لا يزال أمامنا بعض القضايا، وأعتقد أن لدينا فرصة".

وفي ختام محادثات استمرت يومين في الدوحة، قدمت الولايات المتحدة اقتراحاً جديداً إلى إسرائيل و"حماس"، في محاولة لسد الفجوات المتبقية، والوصول إلى اتفاق.

ونقل "أكسيوس" عن مسؤول أميركي أن الاقتراح الجديد يسد تقريباً جميع الفجوات المتبقية التي كانت قيد النقاش خلال الأسابيع الستة الماضية، وأضاف: "نعتقد أن الحزمة جاهزة أساساً للتنفيذ".

ومن بين القضايا العالقة الأخرى، يحاول الاقتراح الجديد معالجة الخلاف حول قائمة المحتجزين الذين سيتم الإفراج عنهم، وتسلسل إطلاق سراحهم وقائمة السجناء الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم مقابل كل محتجز لدى حركة "حماس".

وأشار مسؤول إسرائيلي إلى أن تل أبيب وافقت على تقليل عدد السجناء الفلسطينيين الذين يمكنها الاعتراض على إطلاق سراحهم، وذلك مقابل زيادة عدد المحتجزين الذين سيتم الإفراج عنهم أسبوعياً خلال المرحلة الأولى من الاتفاق، والتي ستستمر 6 أسابيع.

وبعد انتهاء المحادثات في الدوحة الجمعة، اتصل بايدن بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لمناقشة الاقتراح والخطة للأيام المقبلة، حسبما أفاد البيت الأبيض.

وقال مسؤول أميركي رفيع إن "هناك توافقاً بين القادة الثلاثة على أن هذه العملية الآن في المرحلة النهائية".

اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

المسؤول الأميركي اعترف بأن الاتفاق ليس مثالياً، لكنه رأى أنه أفضل اتفاق ممكن في الوقت الحالي، والذي سيسمح بإخراج المحتجزين، وتقديم الإغاثة لشعب غزة، وتقليل خطر اندلاع حرب إقليمية.

وأضاف: "إذا استمر التفاوض لعدة أشهر مع محاولة الوصول إلى اتفاق مثالي في ظل أقصى قدر ممكن من المفاوضات، فإنك تخاطر بعدم وجود محتجزين متبقين لإنقاذهم".

وشملت المحادثات في الدوحة مدير وكالة الاستخبارات المركزية ويليام بيرنز، ومستشار الرئيس بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكجورك، ورئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس جهاز المخابرات المصري عباس كامل، ووفد إسرائيلي ترأسه مدير الموساد ديفيد برنياع، ورئيس الشاباك رونين بار، وقائد وحدة الرهائن في الجيش الإسرائيلي، الجنرال نيتسان ألون.

وقال مسؤول أميركي كبير إن الفريق الإسرائيلي كان "مفوضاً" من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتفاوض في الوقت الفعلي بقدر أكبر من الاستقلالية، بخلاف جولات المفاوضات السابقة.

وطوال يومي المحادثات، تواصل كبار المسؤولين من قطر، ومصر كل بضع ساعات مع ممثلي "حماس" في الدوحة، لتزويدهم بمستجدات المواقف الإسرائيلية.

وأفاد مسؤولون أميركيون، وإسرائيليون لـ"أكسيوس" بحدوث تقدم كبير خلال المفاوضات في الدوحة بشأن جميع القضايا المتبقية، لكن مسؤولاً إسرائيلياً رفيعاً قال إن معظم هذا التقدم تم بين إسرائيل والولايات المتحدة، والوساطاء القطريين والمصريين، وليس واضحاً إذا كانت "حماس" توافق عليه.

ولفت مسؤول إسرائيلي إلى أن "قائد حماس يحيى السنوار، لم يتلقَ بعد قراءة كاملة للوضع، ولم يقدم رده".

ومن جانبه، صرح القيادي في "حماس" غازي حمد، الذي يعتبر قريباً من السنوار، لقناة "الميادين" الجمعة، بأن جميع الفجوات المتبقية لم تُسد خلال المحادثات في الدوحة، وأضاف أن نتنياهو يحاول كسب الوقت، داعياً الولايات المتحدة والوسطاء الآخرين للضغط على إسرائيل.

وذكر مسؤول أميركي أن المواقف التي قدمها ممثلو "حماس" للوسطاء المصريين والقطريين خلال المحادثات بشأن غزة التي استمرت يومين كانت بناءة بشكل أكبر من تعليقاتهم العامة، وأضاف المسؤول: "حماس تحت ضغط هائل".

إيران ومحادثات الدوحة

لم تشارك إيران في المحادثات التي جرت في الدوحة، لكن تهديدها بالهجوم على إسرائيل، رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" السابق إسماعيل هنية في طهران، كان يلوح في الأفق خلال المفاوضات.

وتحدث رئيس وزراء قطر مرتين خلال اليومين الماضيين مع نظيره الإيراني لإبقائه على اطلاع من جهة، وتحفيزه من جهة ثانية، على عدم اتخاذ أي خطوات قد تقوض الجهود الدبلوماسية للوصول إلى اتفاق.

وكان تهديد الهجوم الإيراني على إسرائيل محور المكالمات الهاتفية التي أجراها بايدن مع أمير قطر، ورئيس مصر، الجمعة.

وبحسب مسؤول أميركي، أوضح بايدن لكلا الطرفين أنه في حال حدوث هجوم، فإن العواقب على المنطقة، وخاصةً على إيران، ستكون "خطيرة وكارثية"، مضيفاً أنه مع اقتراب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين "لا ينبغي لأي جهة في المنطقة أن تتخذ إجراءات تقوض هذه العملية".

وقال مسؤول أميركي: "زعمت إيران خلال محادثاتها مع القطريين أنها تريد رؤية وقف إطلاق النار في غزة وتخفيف التوترات.. الآن هي فرصة لإثبات نواياها والعمل نحو التوصل إلى اتفاق خلال الأسبوع القادم".

وستشهد الأيام المقبلة جهود دبلوماسية مكثفة لمحاولة إنهاء التفاصيل النهائية، وأفاد المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون بأن خبراء من الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل بقوا في قطر، وسيتابعون العمل على تنفيذ تبادل المتحتجزين لدى "حماس" والأسرى، وقضايا أخرى، ومن المتوقع عقد قمة تفاوضية أخرى في القاهرة، الأربعاء المقبل، بهدف وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق.

تصنيفات

قصص قد تهمك