وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى جمهورية الشيشان الواقعة شمال القوقاز، مساء الثلاثاء، حيث كان في استقباله رئيس الجمهورية رمضان قديروف ومسؤولون محليون، في أول زيارة من نوعها منذ عام 2011.
وتأتي الزيارة في الوقت الذي تسعى فيه القوات الأوكرانية إلى التقدم في منطقة كورسك غرب روسيا بعد هجوم مفاجئ عبر الحدود بدأ في السادس من أغسطس الجاري، بينما ما زالت القوات الروسية تمضي قدماً في هجومها في شرق أوكرانيا.
وقال بوتين خلال لقائه مع متطوعين يتلقون التدريب في أكاديمية القوات الخاصة الروسية بمدينة جودرميس، قبل التوجه إلى منطقة "العمليات العسكرية الخاصة" (بأوكرانيا)، إن "الخوف أمر لا مفر منه بل ومطلوب" في أثناء العمليات العسكرية.
وأضاف بوتين: "على الرغم من أنه لا مفر من أن نشعر بالخوف، فإننا يجب أن نتغلب على كل شيء من أجل وطننا ومن أجل شعبنا".
وتابع: "نحن نعيش من أجل أن تكون روسيا قوية، ومن أجل أن يثق أبناؤنا وأحفادنا بوطنهم"، وفق ما أوردت وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء.
وتقع الأكاديمية الروسية للقوات الخاصة في جوديرميس، وهي عبارة عن مجمع متعدد الوظائف يضم 95 مبنى ومنشأة، ومجهزة بأحدث حلول تكنولوجيا المعلومات الخاصة.
وتغطي الأكاديمية مجالات مثل التدريب على الحرائق، والتدريب التكتيكي الخاص، والمحمول جواً، والجبلي، بالإضافة إلى تدريب الحراس الشخصيين والصحافيين العسكريين.
ومن على منصة المراقبة في مجمع معرض الرماية، شاهد بوتين دروس التدريب التكتيكي والتدريب على الأسلحة النارية، ثم التقى بقادة القوات الخاصة الشيشانية والمدربين والمتطوعين المشاركين في القوات الخاصة في مركز القيادة والسيطرة.
قديروف: زيارة بوتين"أمر محفّز"
ونشر قديروف عبر حسابه على تليجرام، لقطات فيديو أثناء استقبال بوتين، الذي نزل من مروحية. وقال في تصريح لصحافيين: إن "الناس سيكونون سعداء. سيكونون مسرورين بمجيء الرئيس إلى الجمهورية. بالنسبة إلينا، إنه أمر محفّز للطاقة".
وذكر الزعيم الشيشاني أن بوتين بدأ زيارته بمحطة عند قبر والده أحمد قديروف الذي كان زعيماً لجمهورية الشيشان إلى أن اغتيل في عام 2004.
ووفقا لرئيس جمهورية الشيشان الروسية رمضان قديروف تم تدريب أكثر من 47 ألف مقاتل، ومن ضمنهم المتطوعون، في جامعة القوات الخاصة الروسية منذ بداية العملية الخاصة (الاسم الذي تطلقه روسيا على العمليات في أوكرانيا).
وتأسست الجامعة في أغسطس 2013 تحت اسم المركز الدولي لتدريب القوات الخاصة، وأعيد تسميتها في أغسطس 2017 لتصبح الجامعة الروسية للقوات الخاصة.
وتشمل مهام الجامعة تدريب القوات الخاصة، وتنفيذ برامج للتربية العسكرية الوطنية والتربية البدنية للشباب.
كما تضم مجمعاً لتعليم وتدريب المظليين، ومجمعاً مائياً، وآخر للتدريب على الأسلحة النارية مع صالات رماية صغيرة، ومعارض للرماية من 200 إلى 300 متر، ومواقع لتدريب القناصين.
وفي وقت سابق، الثلاثاء، زار بوتين منطقتين روسيتين آخريين، وهما جمهورية قبردينو بلقاريا و بيسلان في أوسيتيا الشمالية الواقعة أيضاً في منطقة القوقاز. وفي بيسلان زار بوتين موقع مدرسة شهدت احتجاز رهائن على يد مسلّحين من الشيشان، في عملية أودت بحياة أكثر من 300 شخص.
وكانت المرة الأخيرة التي زار فيها بوتين الشيشان في ديسمبر 2011، عندما كان يشغل منصب رئيس الوزراء الروسي.
ومنذ بداية ما تقول روسيا إنه "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا، تم تدريب أكثر من 18.6 ألف متطوع في قاعدتها، وقد تم تطوير دورات تدريبية قتالية سريعة لهم تشمل التكتيكات والتدريب البدني والطبي والاستقرار النفسي وغير ذلك الكثير.
