مدير وكالة الطاقة الذرية يزور محطة كورسك النووية لـتقييم المخاطر

مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي خلال زيارة محطة الطاقة النووية بيفدنوكرينسك بمنطقة ميكولايف. 16 يناير 2023 - AFP
مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي خلال زيارة محطة الطاقة النووية بيفدنوكرينسك بمنطقة ميكولايف. 16 يناير 2023 - AFP
دبي-الشرق

وصل رافائيل جروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، الثلاثاء، إلى محطة كورسك للطاقة النووية التي قالت روسيا إنها تتعرض لهجمات متكررة من القوات الأوكرانية التي صارت على بعد 40 كيلومتراً فقط منها بعد توغلها داخل الأراضي الروسية.

وعرض التلفزيون الروسي لقطات لجروسي، وهو يتحدث إلى مسؤولين نوويين روس في المحطة.

وقال جروسي في تعليقات قبل الزيارة إن السبيل الوحيد لتقييم أمن المحطة والتحقق من صحة المعلومات التي تتلقاها الوكالة هو زيارة الموقع المملوك لشركة الطاقة النووية الروسية الحكومية روساتوم.

وأضاف: "يجب عدم تعريض سلامة وأمن المنشآت النووية للخطر تحت أي ظرف من الظروف... ينصب اهتمام وتركيز الوكالة الدولية للطاقة الذرية على سلامة وأمن جميع محطات الطاقة النووية".

وكان جروسي قد قال الأسبوع الماضي، إن التكنولوجيا السوفييتية العاملة في الموقع معرضة بشكل خاص لحادث يشبه تشيرنوبل، إذا تعرضت لنيران المدفعية أو الصواريخ.

بدوره، قال روبرت كيلي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنسق الاستجابة للطوارئ في وزارة الطاقة الأميركية: "القلق الرئيسي الآن هو وقوع ضربة عسكرية عرضية. والسيناريو الأسوأ هو إطلاق إشعاعات أكبر مما حدث في فوكوشيما، ولكن أقل كثيراً مما حدث في تشيرنوبل".

وقالت روسيا، أكبر مصدر للوقود النووي والتكنولوجيا النووية في العالم، للدبلوماسيين هذا الشهر إن "الهجوم الأوكراني قد يدمر الصناعة العالمية"، إلا أن حكومة أوكرانيا اتهمت موسكو بالتخطيط لحالة طوارئ إشعاعية. 

يأتي ذلك، بعد أن أفاد دبلوماسيون في الوكالة الدولية بوجود بقايا مسيّرات روسية تم اكتشافها الأسبوع الماضي بالقرب من محطة الطاقة النووية في جنوب أوكرانيا.

ورغم وجود الوكالة الدولية للطاقة الذرية على الأرض في محطة زابوروجيا للطاقة النووية التي تحتلها روسيا، فضلاً عن 4 محطات أخرى في أوكرانيا، قال جروسي إن مفتشيه لم يجدوا أدلة قاطعة تشير إلى من يقف وراء الهجمات بطائرات بدون طيار التي تستهدف أكبر محطة ذرية في أوروبا.

مخاوف من حادث إشعاعي

وقد تهدئ زيارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية المخاوف النووية مع بلوغ حرب روسيا مع أوكرانيا عامها الثاني ونصف العام، فقد أصدر دبلوماسيون في الوكالة التي تتخذ من فيينا مقراً، تحذيرات عاجلة بشأن وقوع حادث إشعاعي، وهو الحادث الذي قد يضر بالجهود الرامية إلى زيادة توليد الطاقة الذرية للتخفيف من تغير المناخ.

وتقنية RBMK السوفياتية العاملة في محطة كورسك فريدة من نوعها، لأنها على عكس المفاعلات الحديثة، لا تحتوي على قباب احتياطية ضخمة من الفولاذ والخرسانة المصممة لاحتواء الإشعاع في حالة وقوع حادث. وهذا الضعف الرئيسي في تصميم السلامة يعني أنه لا توجد دولة خارج روسيا تدير مفاعلات RBMK.

لكن المخاطر التي تهدد السلامة النووية في محطة كورسك تؤكد الضغوط الجديدة التي تواجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ بدء التوغل المفاجئ لأوكرانيا في وقت سابق من هذا الشهر، إذ بدأ بوتين الحرب عندما أمر بغزو أوكرانيا في فبراير 2022، والذي كان من المفترض أن ينتهي في غضون أيام.

وخلف انهيار تشيرنوبل النووي عام 1986، منطقة محظورة تبلغ مساحتها 2600 كيلومتر مربع (1000 ميل مربع) في أوكرانيا، حيث يستغرق تحلل المواد المشعة آلاف السنين. 

وعلى النقيض من الانهيارات النووية في فوكوشيما باليابان في عام 2011، حيث نجح المشغلون إلى حد كبير في منع انتشار كميات كبيرة من الإشعاع إلى الغلاف الجوي، فإن كارثة تشرنوبيل تسببت في انتشار سحب كثيفة من الإشعاع فوق مساحة واسعة من أوروبا.

تصنيفات

قصص قد تهمك