انسحاب "لواء الدببة" الروسي من بوركينا فاسو لمواجهة أوكرانيا في كورسك

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس المؤقت لبوركينا فاسو إبراهيم تراوري يلتقيان عقب القمة الروسية الإفريقية في سانت بطرسبرج، روسيا، 29 يوليو 2023 - Reuters
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس المؤقت لبوركينا فاسو إبراهيم تراوري يلتقيان عقب القمة الروسية الإفريقية في سانت بطرسبرج، روسيا، 29 يوليو 2023 - Reuters
دبي-الشرق

اضطر "لواء الدببة" التابع لشركة "Brigade Bear"، التي يتهمها الغرب بارتباطها بوزارة الدفاع الروسية، إلى سحب جزء من قواته من بوركينا فاسو، لمواجهة تقدم الجيش الأوكراني إلى الأراضي الروسية، خصوصاً في كورسك.

وذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن المجموعة المكونة من 300 مقاتل، وصلت إلى واجادوجو، في مايو الماضي، ووفرت الحماية لبعض الشخصيات، بمن في ذلك على الأرجح رئيس المجلس العسكري، النقيب إبراهيم تراوري.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه القوات ستشارك في جهود الكرملين لصد الهجوم الذي يشنه الجيش الأوكراني منذ 6 أغسطس، في منطقة كورسك.

وفي اتصال مع صحيفة "لوموند" في 22 أغسطس عبر رسائل مشفرة على تطبيق تليجرام، أكد فيكتور ييرمولايف، قائد "لواء الدببة"، المعروف باسم "جيدي"، هذا الانسحاب. وكتب: "عندما يأتي العدو إلى أراضينا الروسية، ينسى جميع الجنود الروس المشكلات الداخلية، ويتحدون ضد عدو مشترك".

وبعد 5 أيام، في 27 أغسطس، بثت الوحدة عبر قناتها على تليجرام رسالة أكثر وضوحاً تفيد بأنه "في ما يتعلق بالأحداث الأخيرة، يعود اللواء إلى شبه جزيرة القرم"، حيث يقع المعسكر الأساسي للواء في منطقة بيريفالني.

وبينما ينفي اللواء ارتباطه بوزارة الدفاع الروسية، تشير "لوموند" إلى وجود اتصالات مع بعض مسؤوليها التنفيذيين، ففي 5 أبريل 2023، ذهب نائب وزير الدفاع الروسي، يونس بك إيفكوروف، الذي يشرف حالياً على استراتيجية الكرملين العسكرية في القارة الإفريقية، شخصياً إلى معسكر بيريفالني ليقدم الدعم للواء الروسي.

وقال يرمولاييف لصحيفة "لوموند" إن الوحدة "ليس لها صلة بوزارة الدفاع الروسية"، مضيفاً أنه اضطر إلى سحب جزء من القوات للدفاع عن بلاده ضد أوكرانيا، مؤكداً أن اللواء "سيعود إلى إفريقيا بمجرد انتهاء عمله" في روسيا.

مسؤوليات تنظيمية

وتزعم المجموعة شبه العسكرية أنها مسؤولة عن أمن السفير الروسي في بوركينا فاسو، لكن في أغسطس، أظهر مقطع فيديو الرئيس إبراهيم تراوري، محاطاً بجنود يوفرون الحماية له، يرتدون زياً يحمل العلم الروسي، وفق "لوموند".

وقال ديمتري زوفيري، من مجموعة All Eyes on Wagner: "لم تكن لدينا تفاصيل بشأن العقود، ولكن إذا تابعنا الانتشار المعتاد للقوات شبه العسكرية الروسية في البداية، فإن نشاطها يهدف بشكل أساسي إلى حماية النظام القائم.

وأضاف "هناك، في هذه الحالة، وفقاً لبعض مقاطع الفيديو، رأيناهم يحيطون بقوات النقيب تراوري".

وعلق الباحث في معهد البحوث الاستراتيجية التابع للمدرسة العسكرية IRSEM، مكسيم أودينيت، على سحب القوات الروسية من بوركينا فاسو بقوله إنه يمثل مؤشراً خطيراً، ومن المرجح أن يضعف أمن النظام في الدولة الإفريقية.

في المقابل رأى جابر توريه، خبير في الدراسات العسكرية، أن هذا الإعلان لن يكون له أي تأثير على أمن النظام القائم. "حتى لو انسحب هذا اللواء، سيبقى هناك 200 رجل ليسوا هناك لمحاربة الإرهاب، بل لتأمين النظام، أعتقد أن 200 رجل أكثر من كافي".

وتأسس لواء الدببة في مارس 2023 وهو جزء من مجموعة عسكرية روسية تسمى "ريدوت"، وتقول إنها شركة عسكرية خاصة.

وكشف تحقيق أجرته إذاعة أوروبا الحرة عام 2023 أن "ريدوت" تخضع لسيطرة GRU، وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية، حسبما نقلته "لوموند".

وتمركزت عناصر من الشركة شبه العسكرية الروسية في منطقة الساحل الإفريقي، التي تمثل محور الجهود الروسية لتوسيع نفوذها في إفريقيا.

وقطعت دولتان مجاورتان لبوركينا فاسو، مالي والنيجر، مؤخراً العلاقات الدبلوماسية مع أوكرانيا، واتهمتا كييف بأنها تدعم المتمردين المحليين بقيادة الطوارق.

من جانبها وصفت وزارة الخارجية الأوكرانية، في 5 أغسطس، القرار بأنه "متسرع" وقالت إن مالي لم تقدم أدلة تثبت تورط كييف.

تصنيفات

قصص قد تهمك