قيود وقيادات جديدة بجامعة كولومبيا مع عودة احتجاجات غزة للحرم الجامعي

طلاب مؤيدون للفلسطينيين يشاركون في احتجاج لدعم الفلسطينيين في جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك. الولايات المتحدة 12 أكتوبر 2023. - Reuters
طلاب مؤيدون للفلسطينيين يشاركون في احتجاج لدعم الفلسطينيين في جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك. الولايات المتحدة 12 أكتوبر 2023. - Reuters
نيويورك/ دبي -الشرقرويترز

رغم أن العام الدراسي الجديد في جامعة كولومبيا الأميركية، لن يبدأ إلا بعد أيام، فقد عادت الاحتجاجات الطلابية بالفعل للحرم الجامعي في نيويورك، الذي كان مركز حركة مظاهرات احتجاجية ترفض الحرب الإسرائيلية على غزة، انتقلت إلى جامعات حول العالم في الربيع.

وسار نحو 50 متظاهراً على الرصيف، الأحد الماضي، وهم يطلقون الصفارات، ويقرعون الطبول والأواني والسور الحديدي لبوابات الحرم الجامعي المغلقة، ورددوا هتافات مناصرة للفلسطينيين. وحلقت فوقهم طائرة استطلاع مسيرة تابعة لشرطة نيويورك.

وتجمع أكثر من ألف طالب داخل حرم جامعة كولومبيا لحضور حفل. وتمكنت كاترينا أرمسترونج الرئيسة المؤقتة الجديدة للجامعة من التحدث للطلاب وسط ضجيج المحتجين، لتشرح رؤيتها للحرم الجامعي باعتباره مكاناً للنقاش المفتوح حيث لا يشعر فيه أحد بالاستبعاد.

ويأمل مسؤولو الجامعة، في تجنب تكرار الاحتجاجات التي هزتها في وقت سابق من العام، وأدت إلى اجتياح المئات من رجال الشرطة المسلحين الحرم الجامعي في أبريل الماضي لإلقاء القبض على أكثر من 30 متظاهراً، تحصنوا داخل مبنى بالجامعة.

ووجد مسؤولو الجامعات داخل الولايات المتحدة وخارجها صعوبة للتعامل مع الخيام التي أقامها المحتجون على غرار ما حدث في جامعة كولومبيا، وذلك بعد خروج احتجاجات مضادة مؤيدة لإسرائيل. واستدعى بعض مسؤولي الجامعات الشرطة، وتوصل عدد قليل منهم إلى اتفاقات بشأن مطالب الطلاب بقطع العلاقات المالية مع إسرائيل.

وكتبت أرمسترونج، عميدة كلية الطب في جامعة كولومبيا، في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى كل المتواجدين في الحرم الجامعي الأسبوع الماضي "إدارة الاحتجاجات والمظاهرات بفاعلية تسمح لنا بتطوير مهامنا التعليمية والبحثية وإتاحة الفرصة أمام حرية التعبير والنقاش".

وتتولى أرمسترونج رئاسة الجامعة مؤقتاً، منذ استقالة نعمت شفيق في وقت سابق من هذا الشهر بعد انتقادات لها بشأن طريقة تعاملها مع الاحتجاجات تضمنت تصويت أعضاء هيئة التدريس في كلية الآداب والعلوم على حجب الثقة بعدما أثار قرارها استدعاء الشرطة لاعتقال الطلاب غضبهم.

وتقود الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين حملة (جامعة كولومبيا لنزع الفصل العنصري) وهي تحالف طلابي يطالب الجامعة بوقف استثماراتها في شركات تصنيع الأسلحة وغيرها من الشركات التي تدعم الاحتلال العسكري الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

وقال محمود خليل، وهو طالب دراسات عليا فلسطيني وأحد المفاوضين الرئيسيين عن الحملة إن الوسطاء لم يحرزوا نجاحا يذكر خلال الصيف في محاولة إحياء المفاوضات بين إدارة الجامعة والحملة.

وأضاف: "يجب أن تتعامل الجامعة مع الطلاب باعتبارهم طلابا، وليسوا تهديدا لكولومبيا وصورتها".

"عودة بدون عقاب"

وأخبرت جامعة كولومبيا الكونجرس، أنه سيتم السماح لمعظم الطلاب الذين تم اعتقالهم في العام الماضي للاحتجاج ضد حرب إسرائيل على غزة بالعودة إلى الحرم الجامعي في الخريف، وفق ما نقله موقع theintercept.

 

وفي الأسبوع الماضي، نشر رئيس اللجنة الجمهورية للتعليم والقوى العاملة في مجلس النواب، والتي كانت تجري تحقيقاً في تعامل جامعة كولومبيا مع الاحتجاجات منذ هذا الربيع، رسالة تنتقد الجامعة لعدم معاقبة الطلاب بقسوة كافية، وأصدر استدعاءً للسجلات الداخلية.

واتهمت النائبة فيرجينيا فوكس، الجمهورية من ولاية نورث كارولاينا، الجامعة بـ"رفع العلم الأبيض استسلاماً، بينما عرضت بطاقة الخروج من السجن مجاناً" للمحتجين من الطلاب.

كما ألقت باللوم على "الطلاب وأعضاء هيئة التدريس المتطرفين" لمقاطعة العملية التأديبية، ووصفت المحتجين بـ "المعادين للسامية". (يواجه الطلاب اتهامات بانتهاك سياسات المدرسة بشأن الاحتجاج، وليس التحرش أو التحيز ضد الطلاب اليهود).

ثم استدعت فوكس، الجامعة في وقت لاحق من الأسبوع للحصول على السجلات المتعلقة بالاحتجاجات، بما في ذلك الاتصالات بين الإداريين في التعامل مع المخيمات، ومحاضر اجتماعات مجلس الأمناء، وتوثيق الحوادث المعادية للسامية المزعومة في الحرم الجامعي.

وتلقى العشرات من الطلاب المحتجين إخطارات تفيد بأن قضاياهم ستُحال بسرعة إلى جلسات التأديب الجامعية، الأمر الذي يختصر عملية التحقيق في جامعة كولومبيا. كما تم إلغاء المقابلات المقررة مع الطلاب، وتنتقل القضايا مباشرة إلى مجلس القضاء الجامعي، الذي يمكنه طرد الطلاب أو اتخاذ إجراءات أخرى ضدهم.

تصنيفات

قصص قد تهمك