احتجت اليابان لدى الصين بعد دخول سفينة مسح تابعة للبحرية الصينية مياها الإقليمية السبت، وهذه هي المرة الثانية التي يتوغل فيها الجيش الصيني في أراضي اليابان، وأجواءها خلال أقل من أسبوع بعد "انتهاك" إحدى طائراته العسكرية المجال الجوي الياباني الأسبوع الماضي.
وتشعر طوكيو بالقلق إزاء تزايد النشاط العسكري الصيني بالقرب من اليابان، وحول تايوان في السنوات القليلة الماضية. وردت اليابان بتعزيزات دفاعية تقول إنها تهدف إلى منع بكين من استخدام القوة العسكرية لتحقيق أغراضها في المنطقة.
وقالت وزارة الدفاع اليابانية، إن السفينة رصدت في المياه اليابانية قبالة ساحل إقليم كاجوشيما جنوب غرب البلاد نحو الساعة السادسة صباحاً تقريباً (21:00 الجمعة بتوقيت جرينتش) وغادرت بعد ما يقرب من ساعتين.
وأعربت الوزارة عن "قلقها الشديد" عبر القنوات الدبلوماسية، مشيرة إلى أنها أرسلت كاسحة ألغام وطائرة دورية لمراقبة السفينة الصينية، بحسب وكالة "كيودو" اليابانية للأنباء.
وأشارت إلى أن دخول السفينة الصينية من فئة شوبانج إلى المياه الإقليمية جنوب غرب جزيرة كوتشينورابوا بمحافظة كاجوشيما يمثل المرة الثالثة عشرة منذ سبتمبر الماضي، التي تدخل فيها سفينة صينية المياه اليابانية، قائلة إن هذه التحركات "تثير القلق".
وأضافت الوزارة في بيان نشرته على منصة التواصل "إكس" أن "الوزارة ستدافع بشكل حازم عن الأراضي والمياه الإقليمية والمجال الجوي الياباني".
وتُستخدم سفن المسح غالباً لإجراء أبحاث حول التضاريس تحت الماء للمساعدة في حركة ملاحة الغواصات.
وذكرت وكالة "كيودو" أن الواقعة تمثل التوغل العاشر لسفينة مسح صينية في المياه اليابانية قبالة محافظة كاجوشيما منذ نوفمبر 2021.
احتجاج ياباني
وقالت وزارة الخارجية في بيان إن طوكيو سجلت "قلقها الشديد واحتجاجها بشأن هذه الواقعة" لدى مسؤول بالسفارة الصينية، كما أشارت أيضاً إلى أول انتهاك للمجال الجوي من قبل طائرة عسكرية صينية الاثنين.
وأضاف البيان أن هيرويوكي نامازو، المدير العام لمكتب الشؤون الآسيوية والأوقيانوسية بالوزارة، أعرب عن "قلقه الشديد" بشأن هذه التحرّكات إلى السفارة الصينية في طوكيو في ضوء انتهاك المجال الجوي هذا الأسبوع، مشيراً إلى أن الجانب الصيني قدم تفسيراً لموقفه، دون مزيد من التفاصيل.
وأبلغت طوكيو الدبلوماسيين الصينيين بأن انتهاك مجالها الجوي "غير مقبول على الإطلاق".
بكين: نحافظ على التواصل مع اليابان
في المقابل، قال مسؤولون صينيون إن بكين تحافظ على التواصل مع اليابان عبر القنوات الدبلوماسية، لكنهم نفوا أي نية لانتهاك المجال الجوي لأي دولة.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية العقيد وو تشيان، الخميس: "الصين تحترم دائماً سيادة جميع الدول، وتأمل ألا يجري المبالغة في تفسير هذه المسألة".
وخلال السنوات الأخيرة، دخلت سفن صينية بشكل متكرر المياه الإقليمية اليابانية في بحر الصين الشرقي، حول جزر "سينكاكو" التي تسيطر عليها اليابان، والتي تطالب بها الصين وتسميها "دياويو".
وترسل بكين بشكل روتيني طائرات عسكرية إلى المجال الجوي الدولي فوق بحر الصين الشرقي، وأماكن أخرى حول اليابان، لكن انتهاك، الاثنين، للمجال الجوي الإقليمي ربما كان يهدف إلى "اختبار ردود فعل طوكيو"، في حين يستكشف في الوقت نفسه وقت استجابة قوات الجيش، بحسب صحيفة "جابان تايمز".
ويشير المجال الجوي الإقليمي إلى السماء فوق إقليم ومياهه الإقليمية على بعد 12 ميلاً بحرياً (نحو 22 كيلومتراً) من الساحل. ولا يُسمح بالتحليق بحرية داخل المجال الجوي الإقليمي لدولة أخرى بموجب القانون الدولي.
وبموجب اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، يُسمح للسفن، ويشمل ذلك السفن الحربية، بحق "المرور البريء"، الذي يسمح لها بالمرور عبر المياه الإقليمية لدول أخرى، طالما أنها لا تشارك في أنشطة من شأنها أن تهدد "سلام أو نظام أو أمن" الدولة الساحلية.
