حملة هاريس تخطط للاستعانة بكوادر بريطانية لهزيمة ترمب

مسؤولة استطلاعات الرأي السابقة لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ديبورا ماتينسون - research-live.com
مسؤولة استطلاعات الرأي السابقة لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ديبورا ماتينسون - research-live.com
دبي-الشرق

تعمل حملة المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأميركية كامالا هاريس على الاستعانة بخبرات كوادر سابقة ساعدت حزب العمال البريطاني في الفوز بالانتخابات، لمعرفة كيفية استهداف مجموعات رئيسية من "ناخبي الطبقة العاملة المضغوطين الراغبين في التغيير"، حسبما ذكرت صحيفة "الجارديان".

ومن المقرر أن تلتقي مسؤولة استطلاعات الرأي السابقة لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ديبورا ماتينسون، بفريق "حملة هاريس" في واشنطن هذا الأسبوع، لمشاركة هذه التفاصيل.

ويأتي لقاء ماتينسون بحملة هاريس قبل رحلة منفصلة يقوم بها ستارمر إلى واشنطن، للقاء الرئيس الأميركي جو بايدن، وهي الثانية له منذ توليه منصب رئيس الوزراء، والأولى منذ تنحي بايدن عن السباق الرئاسي.

ومع وصول السباق نحو البيت الأبيض إلى خط النهاية، تعتقد ماتينسون، التي تنحت عن مكتب ستارمر بعد الانتخابات، وكلير أينسلي، المديرة السابقة للسياسة لدى رئيس الوزراء البريطاني، والتي ستحضر أيضاً الجلسات، أن الاستراتيجية التي نجحت مع حزب العمال، يمكن أن "تلعب دوراً هاماً في انتصار هاريس على ترمب في الخامس من نوفمبر".

ومن بين الأشخاص الذين من المرجح أن تلتقيهم المساعدتان السابقتان لستارمر، ميجان جونز، المستشارة السياسية البارزة لنائبة الرئيس الأميركي، وويل مارشال، مؤسس معهد السياسة العامة، الذي سبق أن تعاون مع كبار الشخصيات في حزب العمال بما في ذلك توني بلير، عندما كان الحزب يحاول الاستفادة من النجاح الانتخابي الذي حققه الديمقراطيون بقيادة بيل كلينتون في أوائل منتصف التسعينيات، قبل الانتخابات العامة عام 1997.

وكتبت ماتينسون، وأينسلي في مقال نشرته صحيفة "الأوبزرفر": "إن العديد من مخاوف الناخبين المحايدين الذين لم يحسموا أمرهم بعد، ستكون متشابهة على جانبي الأطلسي".

وأشارتا إلى حالات الرفض من قبل الناخبين الذين يعتقدون أن الحزب لم يعر مخاوفهم الاهتمام: "لقد رفض ناخبون حزب العمال، على الرغم من أنهم كانوا في كثير من الأحيان من ناخبي حزبنا السابقين؛ لأنهم اعتقدوا أن الحزب رفضهم. وفي كثير من الأحيان، كانوا من ناخبي حزب المحافظين في عام 2019، وشكلوا ما يقرب من 20% من الناخبين. وقد نجح تركيز حزب العمال على المخاوف الاقتصادية، من الإسكان بأسعار معقولة إلى الأمن الوظيفي، في استعادتهم".

وألمحتا إلى أن معالجة قضايا الطبقة المتوسطة هي الأساس بالنسبة لهاريس، ولفتتا إلى أن معالجة القضايا الأساسية مثل الإسكان والأسعار وخلق فرص العمل، يمكن أن تجعل المرشحة الديمقراطية تكسب أيضاً أصوات الناخبين من الطبقة المتوسطة في الولايات المتحدة، والذين يواجه العديد منهم ضغوطاً اقتصادية مماثلة.

وأضافتا: "كانوا وطنيين، وكانوا مهتمين بأسرهم، وكانوا يكافحون من أجل مواجهة تكاليف المعيشة: الناخبون من الطبقة العاملة الذين أرادوا التغيير".

"الناخبون الأبطال"

وصاغت ماتينسون عبارة "الناخبون الأبطال" لوصف مجموعة كانت في أغلب الأحيان مؤيدة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ويمكن إقناعها من قبل القادة السياسيين، إذا شعروا أنهم "سيعالجون مخاوفهم الأساسية".

وتطرقتا في المقال إلى التغير الذي شهده السباق الرئاسي الأميركي بانسحاب بايدن "قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر، قلبت هاريس المنافسة التي بدت وكأنها محسومة لصالح ترمب رأساً على عقب. ومع ذلك، وكما تظهر البيانات بوضوح، لا يزال من الصعب التكهن بنتيجة الانتخابات. ونحن نعتقد أن تبني نهج مماثل للناخب البطل يمكن أن يحدث فرقاً حيوياً، تماماً كما حدث هنا في المملكة المتحدة".

وأكدتا على ضرورة أن تحدد حملة هاريس من هم "الناخبين الأبطال"، كما حدث في حملة ستارمر "إن نقطة البداية هي تحديد وفهم الناخبين الأبطال لهاريس، الناخبين غير الحاسمين الذين فكروا في ترمب، ويعيشون في حفنة من الولايات المتأرجحة الأكثر أهمية".

وتمت دعوة ماتينسون وأينسلي من قبل مؤسسة الفكر الديمقراطية بمعهد السياسة التقدمية (PPI)، والتي تعمل معها أينسلي منذ مغادرتها فريق ستارمر أواخر عام 2022.

وفي الآونة الأخيرة، قامت ماتينسون أينسلي بإجراء استطلاعات بين الناخبين الأميركيين، وعقدتا مجموعات تركيزية لمحاولة فهم ما الذي قد يجذب أصواتهم، وما هي المجموعات الأكثر أهمية.

واعتبرت هذه المجموعة، التي تحدد نفسها في الولايات المتحدة باعتبارها من الطبقة المتوسطة، وليس الطبقة العاملة، كما قد تفعل نفس المجموعة في المملكة المتحدة، أنها "تكافح".

واعتبرتا في ثنايا المقال أن الطبقة المتوسطة لديها اعتقاد راسخ بأنها تواجه ضغوطاً منهكة، إذ "يعتقد المنتمون للطبقة المتوسطة أنهم في خطر، ومحرومون من حلم امتلاك المسكن الذي اعتبرته الأجيال السابقة أمراً مسلماً به، وغير قادرة على تغطية الضروريات، ومدركة تماماً لتكاليف البقالة والمرافق والفواتير الأخرى. ويعمل كثيرون منهم في وظائف متعددة لمجرد البقاء على قيد الحياة".

وقالت ماتينسون وأينسلي إنهما امتلكتا وقتاً أطول بكثير للتخطيط لاستراتيجيتهما بالتفصيل، بالمقارنة بأعضاء حملة هاريس، "منذ اللحظة التي حددنا فيها تركيزنا على الناخبين الأبطال، كان أمامنا 3 سنوات لترسيخ التفكير من خلال النشاط الحزبي. أما فريق هاريس فلديه أقل من 3 أشهر، ولكن بالنظر إلى ما حققوه في الأسابيع القليلة الماضية، يبدو النجاح الآن في متناول اليد، وقد يساعد الناخبون الأبطال في سد هذه الفجوة".

تصنيفات

قصص قد تهمك