قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الاثنين، إن الدول الغربية لا ترغب في الوصول إلى "حل سلمي" مع روسيا، في أوكرانيا، معتبراً أن مبادرة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "لا تمت إلى السلام بصلة، ولا نتعامل معها بشكل جدي".
واعتبر لافروف، خلال مؤتمر صحافي في العاصمة السعودية الرياض، أن مبادرة المستشار الألماني أولاف شولتز، الذي دعا إلى إشراك روسيا في مفاوضات لحل الأزمة من خلال تبادل الأراضي "غير واقعية، لأن المشكلة لا تتعلق بالأراضي، وإنما بتعامل كييف مع المواطنين، الذين حرموا من التكلم بلغتهم الأم (الروسية) ودينهم وثقافتهم، يجب معاملتهم باحترام كما تنص القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة".
وتابع لافروف: "لا توجد مبادرة واحدة لحل النزاع في أوكرانيا بشأن حقوق السكان الناطقين بالروسية وهذه مشكلة رئيسية". وقال إنه "ليس من الجدية أن نتحدث عن حل الصراع الأوكراني كمسألة تبادل للأراضي، فالحديث هنا يدور بشأن حقوق الناس".
وشدد على أن روسيا "لا تعارض خطة الصين للسلام بشأن الصراع في أوكرانيا"، وتابع لافروف: "دون النظر في جذور مشكلة أوكرانيا لا يمكن حل الأزمة الحالية".
وأشار إلى أن الغرب لا يسعى إلى "التفاوض بصدق" لحل الحرب الدائرة في أوكرانيا ولكنه يريد فقط أن يرى روسيا "تعاني من هزيمة استراتيجية".
توازن المصالح
وقال لافروف إن موسكو ستكون على استعداد للدخول في محادثات للسلام في أوكرانيا بـ"مجرد أن ترى استعداد الغرب للدفاع عن حقوق الإنسان"، مؤكداً أن بلاده لا تريد "إغلاق الباب" أمام التواصل مع الغرب، لكنه أصر على أن السعي إلى "توازن المصالح" ضروري.
وفي حديثه لقناة ZDF الألمانية، قال شولتز الاثنين، إنه تحدث مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، واتفقا على الحاجة إلى عقد مؤتمر سلام جديد يشمل روسيا أيضاً، وفق "بوليتيكو".
وانتهى مؤتمر السلام الدولي السابق الذي عٌقد خلال يونيو في سويسرا بتعبير 78 دولة عن دعمها لـ"وحدة أراضي" أوكرانيا، ولكن في غياب مشاركة روسيا، لم تحقق المباحثات أي تقدم.
وقال شولتز: "أعتقد أن الوقت قد حان لمناقشة كيفية الخروج من هذا الوضع الحربي بشكل أسرع مما هو عليه الوضع الحالي"، مضيفاً أنه "سيكون هناك بالتأكيد مؤتمر سلام آخر، والرئيس (زيلينسكي) وأنا نتفق على أنه يجب أن يكون بحضور روسيا".
وفي سياق آخر، قال وزير الخارجية الروسي إن موسكو تسعى كي تكون المنطقة الأوراسية الغنية بالقدرات والموارد قادرة على تقرير مصيرها بنفسها، ونسعى إلى ذلك من خلال منظمات "شنغهاي للتعاون" وغيرها من المنظمات.
وبشأن الاهتمام المتزايد بأنشطة مجموعة "بريكس" التي توسعت من 5 أعضاء إلى 10، وتلقت طلبات من دول أخرى آخرها تركيا، قال لافروف إنها "بمثابة قوة محركة أساسية للتوسع".