بدأت فصائل المعارضة السورية في رفع علم جديد على المؤسسات الرسمية السورية، يختلف عن العلم الرسمي لنظام الرئيس السابق بشار الأسد الذي سقط في سوريا، الأحد، بعد سيطرة الفصائل على العاصمة دمشق.
ولطالما أثار العلم الجديد جدلاً حول جذور استخدامه ودلالاته منذ عودته إلى الواجهة أواخر العام 2012.
بعد اندلاع الانتفاضة السورية ضد نظام الرئيس السابق بشار الأسد في مارس 2011، رفعت المعارضة السورية "علم الاستقلال"، خلال الاحتجاجات الشعبية، متأثرة بالخطوة التي أقدم عليها الليبيون خلال الاحتجاجات المناهضة للرئيس السابق معمر القذافي إبان الانتفاضة المسلحة التي أطاحت به في أكتوبر من نفس العام.
وفي أكتوبر 2011، عقد المجلس الوطني السوري، الذي كان بمثابة المظلة السياسية للمعارضة رسمياً، "علم الاستقلال" كشعار له للمرحلة المقبلة، ثم بدأت الفصائل المسلحة باعتماد هذا العلم.
تاريخ العلم السوري "علم الاستقلال"
ويعود استخدام "علم الاستقلال" في الأصل إلى 1 يناير 1932، عندما رُفع لأول مرة في دمشق خلال عهد الجمهورية السورية الأولى عندما كانت البلاد لا تزال تحت الانتداب الفرنسي.
ولُقّب هذا العلم بـ "علم الاستقلال" لأنه شهد استقلال سوريا عن الانتداب الفرنسي يوم 17 أبريل عام 1946.
ونصّت المادة السادسة من الفصل الأول في النسخة النهائية لدستور سوريا، الذي أقرته الجمعية التأسيسية عام 1950، على أن "يكون العلم السوري على الشكل التالي: طوله ضعف عرضه، وهو ذو ثلاثة ألوان متساوية متوازية، أعلاها الأخضر فالأبيض فالأسود، ويحتوي القسم الأبيض في خط مستقيم على ثلاثة كواكب حمر خماسية الأشعة".
وتوثق الكثير من الصور عن تاريخ سوريا خلال القرن الماضي رفع "علم الاستقلال" في العديد من المناسبان الرسمية والاحتفالات الشعبية، كما حملت صورته العديد من الطوابع التي صدرت في مرحل سابقة، إضافة إلى استخدامه في المسلسلات الدرامية التي تتناول فترة النضال ضد الاستعمار الفرنسي على وجه التحديد، على اعتبار رمزية العلم إلى الاستقلال.
وبقي "علم الاستقلال" رسمياً حتى قيام الوحدة بين سوريا ومصر في 22 فبراير 1958، حيث اعتمد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر علماً جديداً لـ"الجمهورية العربية المتحدة"، ويتألف من 3 ألوان بالترتيب من الأعلى: الأحمر فالأبيض فالأسود، وفي المنتصف نجمتان باللون الأخضر، لكن توقف استخدام هذا العلم بعدما تم الانفصال في 28 سبتمبر 1961.
ثم أعاد الحكم الجديد في سوريا بعد الانفصال عن مصر استخدام "علم الاستقلال" رسمياً، مستمراً لمدة عامين فقط، حيث قام حزب البعث بعد انقلابه على السلطة في 8 مارس 1963، باعتماد نفس علم "الجمهورية المتحدة" مع إضافة نجمة ثالثة.
عودة علم الاستقلال السوري
وبعد عام 2011، عنما بدأ العديد من السوريين المناهضين لنظام الأسد يرفعون "علم الاستقلال" خلال الاحتجاجات السلمية، بدأت وسائل الإعلام الرسمية تبث دعاية تقول إن العلم "يُمثل الانتداب الفرنسي" على سوريا، وبدأ التلفزيون الرسمي بقطع المشاهد التي تتضمن مشاهد للعلم في الأعمال الدرامية، لا سيما المتعلقة بالبيئة الشامية.
وعندما بدأت بعض المناطق تخرج عن سيطرة نظام الأسد بعد تطور الاحتجاجات إلى نزاع مسلح، بدأت المدن والبلدات التي تُسيطر عليها المعارضة السورية استخدام "علم الاستقلال".
واليوم يُرفرف "علم الاستقلال" السوري في كافة أنحاء البلاد تقريباً، كما قامت الكثير من منصات التواصل الاجتماعي التابعة لوزارات وسفارات ووسائل إعلام كانت تتبع لنظام الأسد قبل 8 ديسمبر، باستبدال الصورة الرسمية لحساباتها بـ"علم الاستقلال".