عادت إمدادات الكهرباء إلى إسبانيا والبرتغال بعد انقطاع كبير للتيار الكهربائي في أجزاء واسعة، بما في ذلك العاصمتان مدريد ولشبونة، الاثنين، مما تسبب في توقف القطارات والمطارات، وانقطاع خدمات الإنترنت والهواتف المحمولة، وتعطل إشارات المرور وأجهزة الصراف الآلي.
وأعلنت شركة ريد إليكتريكا، مشغل شبكة الكهرباء في إسبانيا، أن جميع محطات الكهرباء الفرعية في البلاد عادت للعمل بشكل طبيعي صباح الثلاثاء، لتلبية جميع الطلبات على مستوى البلاد.
كما أعلنت شركة REN، مشغلة شبكة الكهرباء في البرتغال، الثلاثاء، استقرار شبكة الكهرباء في كل أرجاء البلاد، وأن جميع محطات الطاقة الفرعية عادت إلى العمل.
وكان رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، قال، مساء الاثنين، إن شركة تشغيل شبكة الكهرباء في إسبانيا أعادت حوالي نصف إمدادات الكهرباء، مُضيفاً أنّ الباقي سيعود بحلول الثلاثاء.
وفي خطاب متلفز، قال سانشيز، إن السلطات لم تُحدّد بعد سبب انقطاع الكهرباء في شبه الجزيرة الأيبيرية، ولا تستبعد "أيّ احتمال".
وعادت الكهرباء إلى معظم المناطق الشمالية والجنوبية لإسبانيا، ويعود الفضل في ذلك جزئياً إلى إمدادات الطاقة من فرنسا والمغرب عبر خطوط الربط الكهربائي التي تربط البلدين بإسبانيا، حسبما قال سانشيز.
من جانبه، قال إدواردو برييتو، رئيس العمليات في شركة "ريد إلكتريكا" الإسبانية لتشغيل شبكة الكهرباء، إنّ هذا الحدث غير مسبوق، واصفاً إياه بـ"الاستثنائي".
وأضاف في بيان نقلته "بوليتيكو"، بأن الانقطاع ناجم عن "تذبذب قوي جداً في الشبكة الكهربائية"، أدى إلى "انفصال نظام الكهرباء الإسباني عن النظام الأوروبي، وانهيار شبكة الكهرباء في الساعة 12:38 من ظهر الاثنين".
في غضون ذلك، صرّح رئيس وزراء البرتغال، لويس مونتينيجرو، بأن الكهرباء في بلاده ستُعاد بالكامل خلال الساعات المقبلة من الثلاثاء.
وأكّد في بيان، أنّ جميع خدمات الدولة لا تزال تعمل في البلاد رغم كلّ الصعوبات. كما أكّد أنّه "لا يوجد أيّ مؤشر" على أنّ هجوماً إلكترونياً هو السبب.
وذكرت "بوليتيكو" أن معارضة إسبانيا للحرب الإسرائيلية على غزة ودعمها لأوكرانيا جعلاها هدفاً رئيسياً للهجمات الإلكترونية، وتزايدت التكهنات بأن الأزمة قد تكون نتيجة "هجوم عدائي".
ولكن في بروكسل، بدت نائبة الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية، تيريزا ريبيرا، وكأنها تستبعد هذا الاحتمال، قائلةً إنه "لا يوجد ما يسمح لنا بالقول إن هناك أي نوع من التخريب أو الهجوم الإلكتروني".
وأضافت ريبيرا: "نحن نعمل بأقصى درجات الحذر، وسيتعين علينا مواصلة التحقيق لتحديد الأسباب المحددة التي أدت إلى هذه الحادثة، التي تُعد من أخطر الحوادث التي سُجلت في أوروبا منذ فترة طويلة".
إعلان حالة الطورائ
وأعلنت وزارة الداخلية الإسبانية، حالة الطوارئ الوطنية، وعقدت حكومتا البلدين اجتماعات طارئة لمجلس الوزراء، في حين حاول المسؤولون معرفة سبب الانقطاع الذي بدأ حوالي الساعة 12.30 ظهراً بالتوقيت المحلي (11.30 صباحاً بتوقيت جرينيتش).
وأفادت وسائل إعلام محلية، بأنه تم إخلاء أجزاء من مترو مدريد، وتعطلت إشارات المرور في المدينة.
وتوقفت مباريات بطولة مدريد المفتوحة للتنس بسبب انقطاع الكهرباء، إذ اضطر البريطاني جاكوب فيرنلي، إلى مغادرة الملعب في لحظة حرجة خلال مباراته في الدور الثالث مع جريجور ديميتروف.
وأثر انقطاع الكهرباء على لوحات النتائج والكاميرا المثبتة فوق الملعب. وأعلن المنظمون لاحقاً أن البطولة لن تُستأنف الاثنين، مع إلغاء مباريات ما بعد الظهر والمساء.
وعلى الرغم من الاضطراب واسع النطاق الذي أصاب الشركات في جميع أنحاء المنطقة، أكدت بورصة الأسهم الإسبانية، أنها تعمل بشكل طبيعي وتواصل التداول، حتى مع مواجهة بعض المتداولين الرئيسيين مشاكل في الاتصال.
وقال متحدث باسم الحكومة الإسبانية، إنه على الرغم من الوضع الفوضوي، لم تُسجل أي حوادث أمنية تُذكر. وكإجراء احترازي، نُشر 30 ألف عنصر من قوات الشرطة والحرس المدني في جميع أنحاء البلاد. ووُضعت وحدات احتياطية إضافية في حالة تأهب وجاهزة للتدخل عند الحاجة.
وفي البرتغال، حيث من المقرر إجراء انتخابات مبكرة خلال أقل من شهر، سارعت السلطات الوطنية إلى إلقاء اللوم في انقطاع التيار الكهربائي على مشاكل حدثت خارج حدود البلاد.
وفي بيان صحفي، أصر رئيس الوزراء البرتغالي، لويس مونتينيجرو، على أن الانقطاع قد يكون ناجماً عن حادث في إسبانيا، وأن شبكة الكهرباء في البلاد قد تأثرت بـ"تأثير الدومينو".
وألغى زعيم المعارضة البرتغالية، بيدرو نونو سانتوس، مناظرة انتخابية كانت مقررة الاثنين.
وظلت المطارات الإسبانية مفتوحة طوال فترة انقطاع التيار الكهربائي، ولكن تم إلغاء حوالي 20% من الرحلات الجوية للحد من حركة النقل الجوي في البلاد. وأكد وزير النقل الإسباني أوسكار بونتي إلغاء جميع رحلات القطارات المتوسطة والطويلة حتى إشعار آخر، لكن محطات القطارات في مدريد وبرشلونة والمدن الكبرى الأخرى ظلت مفتوحة لاستقبال المسافرين العالقين.