توقيع اتفاقات مع شركات دولية لتشييد 12 مشروعاً استراتيجياً في قطاعات النقل والبنية التحتية والتنمية الحضرية

سوريا تكشف عن مشاريع استثمارية بـ14 مليار دولار وسط دعم خليجي متنامٍ

جانب من مراسم توقيع مذكرات تفاهم استثمارية مع عدد من الشركات الدولية بحضور الرئيس السوري أحمد الشرع في قصر الشعب بالعاصمة دمشق. 6 أغسطس 2025 - وكالة الأنباء السورية
جانب من مراسم توقيع مذكرات تفاهم استثمارية مع عدد من الشركات الدولية بحضور الرئيس السوري أحمد الشرع في قصر الشعب بالعاصمة دمشق. 6 أغسطس 2025 - وكالة الأنباء السورية
دبي-الشرق

أعلنت سوريا عن واحدة من أضخم خططها الاستثمارية منذ عقود، كاشفة عن مشاريع تفوق قيمتها 14 مليار دولار في قطاعات حيوية تشمل النقل والتنمية الحضرية، في إشارة واضحة إلى انطلاق مرحلة جديدة من إعادة الإعمار بعد أكثر من عقد على الحرب.

وجاء الإعلان خلال حفل رسمي في قصر الشعب بدمشق، بحضور الرئيس السوري أحمد الشرع، والمبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك، حيث كشف رئيس هيئة الاستثمار السورية طلال الهلالي عن 12 مشروعاً استراتيجياً، على رأسها تطوير مطار دمشق الدولي باستثمارات تبلغ 4 مليارات دولار، وإنشاء مترو أنفاق في العاصمة بتكلفة ملياري دولار، في خطوة تستهدف تعزيز البنية التحتية الحضرية وتسهيل حركة النقل والسياحة.

وشملت الحزمة الاستثمارية أيضاً مشروعات عقارية وتجارية ضخمة، مثل مشروع "أبراج دمشق" بقيمة ملياري دولار، و"أبراج البرامكة" بنحو 500 مليون دولار، إلى جانب مركز تسوق ضخم باسم "مول البرامكة" بتكلفة 60 مليون دولار.

وقال الهلالي إن هذه الاستثمارات "ستمثل نقلة نوعية في البنية التحتية والحياة الاقتصادية، وستكون موزعة في مواقع استراتيجية تمتد في عموم سوريا".

زخم استثماري خليجي

الإعلان السوري يأتي على وقع تصاعد الزخم الاستثماري الخليجي في البلاد. ففي يوليو الماضي، وقّعت السعودية 47 اتفاقية مع الحكومة السورية بقيمة 6.4 مليار دولار، خلال "منتدى الاستثمار السوري السعودي 2025" الذي استضافته دمشق.

وتغطي هذه الاتفاقات 11 قطاعاً أساسياً، من بينها الإسكان، والسياحة، والصناعة، والطاقة، والاتصالات، والطيران. وأكد وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح أن أكثر من 500 شركة سعودية أبدت اهتماماً بالدخول إلى السوق السورية، فيما أصدر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان توجيهاً بتشكيل مجلس أعمال سعودي–سوري برئاسة محمد عبدالله أبو نيان، رئيس مجلس إدارة "أكوا باور"، لتعزيز أطر التعاون المؤسسي بين البلدين.

قطر تدخل على الخط

بدورها، أعلنت شركة "بلدنا" القطرية مطلع يوليو عن ضخ 250 مليون دولار في مشروع لإنتاج الحليب والعصائر داخل سوريا، في خطوة تؤشر إلى عودة تدريجية لرؤوس الأموال القطرية إلى السوق السورية، وتكشف عن الإمكانات الكامنة في القطاع الزراعي والصناعات الغذائية لدعم الأمن الغذائي وتوفير فرص عمل.

الإمارات تتوسع في الموانئ

وفي مايو، وقعت الهيئة العامة للمنافذ البحرية والبرية في سوريا مذكرة تفاهم مع "موانئ دبي العالمية" بقيمة 800 مليون دولار، لتطوير وتشغيل محطة حاويات متعددة الأغراض في ميناء طرطوس.

الاتفاق يتضمن أيضاً التعاون في إنشاء مناطق صناعية وحرة، وموانئ جافة، ومحطات لوجستية على امتداد محاور استراتيجية داخل البلاد، في مؤشر على سعي الإمارات لترسيخ حضورها اللوجستي والتجاري في شرق المتوسط.

استقطاب أوروبي

الزخم لم يقتصر على الخليج، فقد أعلنت شركة CMA CGM الفرنسية -ثالث أكبر شركة شحن بحري في العالم- عن استثمار بقيمة 230 مليون يورو لتطوير وتشغيل ميناء اللاذقية، بموجب اتفاقية وقّعتها مع الهيئة السورية للمنافذ البحرية، في تحرّك يفتح الباب لعودة تدريجية لرؤوس الأموال الأوروبية إلى سوريا.

المشهد الأوسع: معركة إعادة الإعمار تبدأ

تأتي هذه الاستثمارات في ظل تقديرات تشير إلى أن سوريا تحتاج إلى ما يزيد على 800 مليار دولار لإعادة بناء ما دمرته الحرب. ومع رفع بعض العقوبات وتزايد الانفتاح الإقليمي، يبدو أن "معركة الإعمار" بدأت فعلياً، مع بروز الخليج كمحرك أساسي للمرحلة المقبلة، وسط سعي دمشق لإعادة تموضعها الاقتصادي والاستراتيجي في المنطقة.

هذا المحتوى من "اقتصاد الشرق مع بلومبرغ".

تصنيفات

قصص قد تهمك