السعودية "ضيف شرف" الدورة الـ62 تشارك تحت شعار: "نشبه بعضنا"

بمشاركة عربية ودولية.. معرض دمشق الدولي يعود بعد غياب 6 سنوات

الرئيس السوري أحمد الشرع خلال افتتاح الدورة الـ62 من معرض دمشق الدولي وسط حضور وزراء وشخصيات سياسية واقتصادية عربية وأجنبية. 27 أغسطس 2025 - "الرئاسة السورية"
الرئيس السوري أحمد الشرع خلال افتتاح الدورة الـ62 من معرض دمشق الدولي وسط حضور وزراء وشخصيات سياسية واقتصادية عربية وأجنبية. 27 أغسطس 2025 - "الرئاسة السورية"
دبي-الشرق

افتتح الرئيس السوري أحمد الشرع، الأربعاء، فعاليات الدورة الـ62 من معرض دمشق الدولي، بعد توقف استمر 6 سنوات، بمشاركة نحو 850 شركة محلية وعالمية، وحضور رسمي واقتصادي بارز من دول عدّة، ما يمنح هذه الدورة بعداً استثنائياً في ظل المرحلة السياسية الجديدة التي أعقبت سقوط النظام السابق.

ويقام المعرض الدولي تحت شعار "سوريا تستقبل العالم"، وعلى مساحة عرض تقدر بـ95 ألف متر مربع، بأرض مدينة المعارض الجديدة بريف دمشق، حيث سيفتح أبوابه أمام الزوار اعتباراً من الخميس وحتى الـ5 من سبتمبر المقبل.

ويشارك في المعرض شركات من 20 دولة عربية وأجنبية، وعمل على التحضيرات أكثر من 20 ألف موظف وعامل، وسط إجراءات أمنية مشددة على امتداد مدينة المعارض وطريق المطار.

وحضر حفل الافتتاح وزراء ودبلوماسيون ورجال أعمال عرب وأجانب، وشخصيات دينية وثقافية وفنية.

الشرع: نفتتح صفحة جديدة

وقال الشرع في كلمة خلال حفل الافتتاح: "لطالما احتلت الشام عبر تاريخها التجاري، المراكز المرموقة بين دول العالم حيث أكسبها موقعها الهام، تميزا بما تقدمه من خدمات، وما توفره من رعاية، ما جعلها بيئة آمنة لسلامة القوافل التجارية، فكانت منطقة حيوية مزدهرة، على طريق القوافل التجارية بين الشرق والغرب".

وأضاف: "اشتهرت الشام بصناعاتها التاريخية، من المعادن والنسيج، والصناعات الغذائية والسياحية، فكانت مركزاً استراتيجياً للتداول التجاري، والاستثمار الصناعي لدول عدة، ووصلت منتجاتها الصناعية لسائر أصقاع الأرض، ولا سيما تلك الصناعات التي تحمل ثقافة الأرض وحضارتها".

وتابع الشرع: "مع كل الحروب والأطماع التي مرت على هذه الأرض، إلّا أنها حافظت على مكانتها، وصنعتها التي انطبعت على أهلها ومجتمعها، فالزراعة والصناعة والتجارة، وما يربط بينها من سلاسل التوريد والخدمات، ليست مهناً عابرةً في سوريا، بل هي همة شعبٍ وثقافة مجتمع".

الرئيس السوري أحمد الشرع يلقي كلمة خلال حفل افتتاح الدورة الـ62 من معرض دمشق الدولي- 27 أغسطس 2025
الرئيس السوري أحمد الشرع يلقي كلمة خلال حفل افتتاح الدورة الـ62 من معرض دمشق الدولي- 27 أغسطس 2025 - "الرئاسة السورية"

وأردف: "منذ لحظة التحرير، جعلت سوريا الجديدة أولوياتها في الاستقرار الأمني والتنمية الاقتصادية، فوضعت الخطط لزيادة معدلات الإنتاج الزراعي والصناعي، وخططت لعودة النازحين واللاجئين، وبدأت الخدمات تتحسن تدريجياً، من توفير للكهرباء والماء والخدمات الطبية وغيرها، كما تضاعفت معدلاتُ الأجور والرواتب وعُدل قانون الاستثمار لجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية".

وختم الرئيس السوري كلمته بالقول: "نجتمع هنا في أول صرح من نوعه عرفته المنطقة في أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ لنُحيي وجهاً من وجوه تاريخ شامنا العريق، وإرثها الاقتصادي التليد، ونفتح معاً، صفحة مشرقة جديدة، عنوانها: معرض دمشق الدولي".

استكمال الاتفاقيات السعودية السورية

من جانبه، قال مساعد وزير الاستثمار السعودي عبد الله الدبيخي، إن معرض دمشق الدولي "ليس مجرد فعالية اقتصادية، بل رمز لتاريخ يمتد من عام 1954 عندما فتحت دمشق أبوابها للعالم"، مشيراً إلى أن شركات سعودية عدة تشارك في هذا المعرض لتوسيع التعاون مع سوريا.

وأضاف الدبيخي أن "سوريا لن تكتفي بأن تستقبل العالم من جديد، بل ستلهم العالم من جديد"، واعتبر أنه "عندما تنهض سوريا ننهض معها جميعاً ومن هنا اخترنا شعار الجناح السعودي (نشبه بعضنا)"، لافتاً إلى أن مشاركة السعودية في المعرض هي استكمال للاتفاقيات الاقتصادية التي تم توقيعها سابقاً مع سوريا بقيمة 24 مليار ريال سعودي.

وتابع مساعد وزير الاستثمار السعودي: "سنشهد قريباً توقيع اتفاقيات في مجالات متعددة منها الطاقة".

وكشف الدبيخي عن تأسيس فرق عمل ومكاتب داخل سوريا لتسهيل بيئة الاستثمار، بما يشمل إنشاء صناديق استثمارية مشتركة، مؤكداً أن ما تحقّق حتى الآن هو ثمرة لتوجيهات القيادة السعودية ورؤية المملكة 2030 التي تمثل نموذجاً للتعاون والتنمية.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس"، أن السعودية تشارك في النسخة الـ62 من معرض دمشق الدولي، باعتبارها ضيف الشرف، من خلال مشاركة عدد من الجهات الحكومية، إضافة إلى أكثر من 80 شركة وطنية من قطاعات متنوعة، بهدف تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية، وإبراز تنافسية المنتجات والخدمات السعودية في الأسواق الإقليمية.

وأكدت الجهات المشاركة من المملكة أن الحضور السعودي يعكس متانة الروابط الأخوية والتاريخية بين البلدين، ويترجم حرص المملكة على تعزيز التعاون الاقتصادي، وتنمية التجارة البينية، بما يفتح آفاقًا جديدة أمام السلع والخدمات الوطنية في السوق السورية.

وأوضحت الجهات السعودية المشاركة أن هذه النسخة من المعرض، ستشهد توقيع عددٍ من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في قطاعات متعددة من بينها الطاقة والطاقة المتجددة، والاستثمار، والتجارة بما يسهم في فتح آفاق جديدة للتكامل بين البلدين.

سوريا تستعيد روحها الاقتصادية

فيما أكد المدير العام للمؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية محمد حمزة خلال حفل الافتتاح أنّ "إطلاق المعرض هو إعلان بفخر واعتزاز عن استعادة سوريا لروحها الاقتصادية، وتقديم نفسها شريكاً موثوقاً على الساحة الدولية”، مشدداً على أن هذه اللحظة جاءت بفضل تضحيات الشهداء.

بدوره، شدد وزير التجارة التركي عمر بولات على دعم أنقرة لمسيرة سوريا الجديدة، وأضاف: "سوريا الجديدة ستكون أقوى من الماضي، ونحن سنقدم كل العون والمساعدة من الدفاع إلى الدبلوماسية، بمشاركة أكثر من 500 رجل أعمال تركي”.

تاريخ تأسيس معرض دمشق الدولي

ويُقام معرض دمشق الدولي منذ عام 1954، ويُعد أحد أقدم وأعرق المعارض في الشرق الأوسط، وانطلقت دورته الأولى عام 1954 في عهد الرئيس السوري السابق هاشم الأتاسي.

وتعود فكرة إنشاء المعرض إلى مطلع ثلاثينيات القرن الماضي، عندما أراد أول رئيس للجمهورية السورية محمد علي العابد خلال حقبة الانتداب الفرنسي إقامة معرض سنوي للصناعات الدمشقية، بهدف تعريف التجار المحليين بالعالم الخارجي وتقديم منتجاتهم للأسواق العالمية.

وبعد خروج الفرنسيين عام 1946، قرر تجار دمشق إحياء الفكرة مجدداً، وواجه المشروع تحديات تتعلق بشكل رئيسي بالاضطرابات السياسية الداخلية.

وكان الموقع الأول للمعرض وسط العاصمة قرب ساحة الأمويين، قبل أن ينقل بعد عقود وتحديداً عام 2003 إلى مدينة المعارض على طريق مطار دمشق الدولي. وخلال الحرب الأهلية أقفل المعارض أبوابه منذ 2011 حتى 2016، وتوقف ثانية بسبب جائحة كورونا.

تصنيفات

قصص قد تهمك