تعهد عمالقة التكنولوجيا في الصين بدعم سياسة "الرخاء المشترك" التي طرحها الرئيس شي جين بينج، وحملة تنظيمية تشنّها السلطات على القطاع الرقمي، حسبما أفادت وكالة "بلومبرغ".
وأعرب الرئيس التنفيذي لمجموعة "علي بابا"، دانيال تشانج، والنائب الأول لرئيس شركة "تنسنت" جوو كايتان، خلال "المؤتمر العالمي للإنترنت" التي تنظمه بكين سنوياً، عن دعمهما لهدف شي جين بينج، بتضييق فجوة الثروة في البلاد.
وقال المؤسّس المشارك في شركة "شاومي"، لي جون، إن على شركات التكنولوجيا أن تساعد في سدّ الفجوة الرقمية وتعزيز الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، وهذان هدفان بعيدا المدى لبكين.
انتقادات جاك ما
المؤتمر يأتي فيما يواجه عمالقة التكنولوجيا في الصين اضطرابات تنظيمية هائلة، من الألعاب عبر الإنترنت إلى ملكية البيانات والتمويل الخارجي. وفتحت السلطات تحقيقات بشأن "علي بابا"، وشركة "ميتوان" لتوصيل الطعام، المدعومة من "تنسنت"، وتطبيق "ديدي" لسيارات الإجرة.
وجاءت الحملة لكبح قطاع التكنولوجيا بعدما وجّه مؤسس "علي بابا"، جاك ما، انتقادات للهيئات المنظمة في الصين، متهماً إياها بخنق الابتكار، في أكتوبر الماضي، ما يشير إلى أهمية عدم تحدي سياسة الحكومة في منتدى عام، بحسب "بلومبرغ".
وقال إريك جينج، رئيس مجلس إدارة شركة "آنت غروب"، إن إرشادات السياسة الجديدة لشبكة الإنترنت كانت "مهمة وفي الوقت المناسب، وذكّرتنا في هذا القطاع (بوجوب) الامتناع عن تشتيت انتباهنا، عبر المنافسة، بل العودة إلى النية الأصلية للإنترنت".
واعتبر أن التكنولوجيا "يمكن أن تؤمّن أساساً قوياً من الثقة للتعاون" في القطاع، ودعا المشاركين في المؤتمر إلى "المساهمة في التنمية الشاملة والمستدامة للبلد".
ونقلت "بلومبرغ" عن كندرا شايفر، من شركة الاستشارات "تريفيوم تشاينا" التي تتخذ من بكين مقراً، قولها إن الصين تريد من كل شركات التكنولوجيا الكبرى "فهم الرسالة والدخول في قارب الرخاء المشترك".
وأضافت: "الصين ليست مهتمة بتطوير نظام بيئي تكنولوجي ضخم، يكرّر ما تعتبره إخفاقات في وادي السيليكون (الأميركي)، بل بنظام مبنيّ على هدف مشترك، يتمثل في خدمة نمو الاقتصاد الرقمي في الصين، والشعب".
مشاركة أميركية
وأشارت "بلومبرغ" إلى أن شي جين بينج أطلق "المؤتمر العالمي للإنترنت"، عام 2014، لافتة إلى مشاركة نجوم في قطاع التكنولوجيا، مثل تيم كوك من "أبل" وسوندار بيشاي من "جوجل"، ولقائهم رجال أعمال صينيين.
وأشاد مؤسس شركة "تيسلا"، إيلون ماسك، بالقواعد الصينية الجديدة لتعزيز إدارة البيانات، قائلاً في رسالة عبر الفيديو إن شركته تبقي بياناتها المرتبطة بالصين على أراضيها.
وأشاد رئيس شركة "كوالكوم"، كريستيانو آمون، بسرعة بكين في طرح الجيل الخامس من الإنترنت، وحضّ الشركات الأميركية والصينية على التعاون بشكل أكبر، فيما تحدث تشاك روبينز، الرئيس التنفيذي لشركة "سيسكو سيستمز"، عن توافق مع رؤية شي جين بينج لمجتمع مشترك في الفضاء الإلكتروني يفيد الجميع.
"البيانات في خدمة الناس"
تنظّم المؤتمر "إدارة الأمن السيبراني في الصين"، وهي الوكالة التي قادت الحملة على عمالقة التكنولوجيا.
وقال شنج رونجهوا، نائب رئيس الإدارة: "على البيانات أن تخدم الناس. علينا تعزيز المعلومات والموارد ومشاركة النتائج في القطاع الرقمي".
وتأسست "إدارة الأمن السيبراني في الصين" عام 2011، وهي هيئة رقابية تعمل بإشراف "اللجنة المركزية لشؤون الفضاء الإلكتروني"، برئاسة شي جين بينج، وبرزت هذا العام بعدما وضعت قواعد جديدة تفرض نيل موافقة الإدارة، قبل أن تطرح أي شركة أسهمها للاكتتاب العام في الخارج، إذا كان لديها أكثر من مليون مستخدم.
وحذرت السلطات الصينية قبل شهور من توسّع غير منضبط لرأس المال في اقتصادات المنصات، وطالبت "آنت" بالخضوع لبرنامج "تصحيح"، بعد وقف مفاجئ لما كان مقرراً أن يكون أضخم طرح عام أولي في العالم.