الصين تطمئن القطاع الخاص بعد حملة تنظيمية هزّت أسواق المال

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الصيني شي جين بينغ على لوحة إعلانية في شنغهاي - 30 أغسطس 2021 - Bloomberg
الرئيس الصيني شي جين بينغ على لوحة إعلانية في شنغهاي - 30 أغسطس 2021 - Bloomberg
دبي-الشرق

تعهد نائب رئيس الوزراء الصيني،- ليو هي، بمواصلة دعم الشركات الخاصة بعدما اتخذت السلطات تدابير تنظيمية صارمة، في قطاعات تتراوح بين الدروس الخصوصية ومنصات الإنترنت، هزّت أسواق المال في البلاد، كما أفادت وكالة "بلومبرغ".

وقال ليو وهو أبرز المستشارين الاقتصاديين للرئيس الصيني، شي جين بينغ، في خطاب عبر الفيديو أمام معرض للاقتصاد الرقمي في مقاطعة هيبي: "مبادئ وسياسات دعم تنمية الاقتصاد الخاص لم تتغيّر الآن، ولن تتغيّر مستقبلاً".

وشدد على وجوب أن تلتزم الصين بإصلاحات اقتصاد السوق الاشتراكي، والاستمرار في الانفتاح الاقتصادي، متعهداً بأن تحمي البلاد حقوق الملكية، وحقوق الملكية الفكرية.

وأضاف أن الاقتصاد الخاص ساهم في أكثر من نصف الإيرادات الضريبية للصين، وأكثر من 60٪ من نموّها الاقتصادي، و80٪ من الوظائف الحضرية، كما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية "شينخوا".

تنمية الصناعة

تعليقات ليو هي جاءت بعدما شددت الحكومة قيوداً في قطاعات كثيرة، ما أدى إلى عمليات بيع بدّدت 1.5 تريليون دولار من الأسهم الصينية.

وتتخذ السلطات إجراءات أكثر صرامة فيما تحوّل تركيزها إلى أهداف بعيدة المدى، مثل تعزيز المساواة في الدخل وتحقيق "الرخاء المشترك"، وزيادة معدل المواليد وحماية الأمن القومي.

واعتبر ليو أن على الصين أن تدعم بقوة تنمية الصناعة الخاصة، كي تؤدي دوراً أكبر في استقرار الاقتصاد والتوظيف، وكذلك تعزيز هيكل الاقتصاد وتشجيع الابتكار.

وشدد ليو، وهو عضو بالمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني الحاكم، على دفع عجلة الاقتصاد الرقمي، من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية عالية الجودة في الصين.

ولفت إلى وجوب جذب المواهب وتدريبها، والتحسين المستمر للبيئة القانونية، وتشييد البنية التحتية بشكل مناسب سلفاً، وتحسين تأمين الموارد والخدمات، وحماية المنافسة العادلة، ومكافحة الاحتكار، بحسب "شينخوا".

"ثورة ثقافية" ثانية؟

يأتي ذلك بعدما أثار مقالان متباينان لمعلقَين صينيين، بشأن الحملة التنظيمية التي يشنّها الحزب الشيوعي على قطاعات اقتصادية، نقاشاً عاماً أوسع حول المسار الذي تسلكه البلاد. وإمكان أن تعاني اضطرابات لم تشهدها منذ الثورة الثقافية التي أطلقها الزعيم الراحل ماو تسي تونغ، كما أوردت صحيفة "وول ستريت جورنال".

وأعادت وسائل إعلام رسمية أساسية في الصين نشر مقال صاغه لي غوانغمان، وهو رئيس تحرير متقاعد لصحيفة رسمية، أشاد بتلك الحملة، التي تطاول قطاعات التكنولوجيا والتعليم والترفيه، ووصفها بأنها "ثورة عميقة".

المقال الذي نُشر بشكل واسع عبر الإنترنت، أثار مخاوف من أن الصين تناقش استحضار "فصل مظلم من تاريخها المضطرب"، كما ذكرت الصحيفة.

ودفع ذلك هو شيجين، رئيس تحرير صحيفة "غلوبال تايمز" القومية، وأحد أبرز مروّجي فكر الحزب الشيوعي، إلى دحض ما ورد في المقال، معتبراً أنه سوء تفسير لاتجاه الحزب، ومشدداً على أن لا مبرر لإسقاط النظام الحالي.

لكن هو شيجين نشر تعليقه على حساباته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، لا من خلال "غلوبال تايمز"، كما يفعل عادة. وعلّق أحدهم، بعد قراءته التعليق، مشيراً إلى تشابهه مع مقال نُشر في عام 1965، ويُعتبر بشكل واسع مُطلِق الثورة الثقافية في الصين.

"الرخاء المشترك"

تزامن ذلك مع طرح شي جين بينغ مخططاً لـ"الرخاء المشترك"، يتضمّن تنظيم الدخل وإعادة توزيعه، موجّهاً تحذيراً إلى مواطنيه الأكثر ثراءً، كما أفادت "بلومبرغ".

وأشارت الوكالة إلى أن بكين بذلت جهوداً ضخمة للحدّ من الفقر، لا سيّما في المناطق الريفية. واستهدفت أخيراً الطبقة المخملية، إذ شنّت حملة على قطاع التكنولوجيا، الذي أتاح ظهور مليارديرات، وانتقدت تجاوزات ثقافة المشاهير.

علماً أن التفاوت في الدخل واسع في الصين، إذ يكسب أغنى 20% من مواطنيها أكثر من 10 أضعاف من أفقر 20% منهم، وهذا الرقم ثابت منذ عام 2015.

وتعهد مسؤولون صينيون بزيادة أعداد ذوي الدخل المتوسط​​، وتعزيز الإيرادات للفئات ذات الدخل المنخفض، وحظر الدخل غير المشروع لتعزيز الإنصاف الاجتماعي والعدالة. كذلك أعادوا التأكيد على كلمات شهيرة للزعيم الصيني الراحل، دينغ شياو بينغ، تفيد بوجوب "السماح للبعض بالثراء أولاً"، مشيراً إلى تشكيل بيئة تتيح لمزيد من الناس أن يصبحوا أثرياء.

اقرأ أيضاً: