دراسة: أطفال اليوم سيواجهون 3 أضعاف الكوارث المناخية مستقبلاً

أطفال يلعبون في مياه الفيضانات عند مهبط طائرات بالقرب من مروحية تابعة لبرنامج الأغذية العالمي، في منطقة بيبور جنوب السودان، 6 أكتوبر 2020. - REUTERS
أطفال يلعبون في مياه الفيضانات عند مهبط طائرات بالقرب من مروحية تابعة لبرنامج الأغذية العالمي، في منطقة بيبور جنوب السودان، 6 أكتوبر 2020. - REUTERS
دبي -الشرق

حذرت دراسة، هي الأولى من نوعها بشأن تأثيرات تغير المناخ على الأجيال المتعاقبة، من أن سلوك البشر جعل العالم مكاناً "أكثر خطورة" على الأجيال المقبلة.
 
ووجدت الدراسة التي نشرت في دورية "ساينس" الأميركية، أنه إذا استمر ارتفاع درجة حرارة الكوكب في مساره الحالي، فإن الطفل البالغ من العمر 6 سنوات سيعيش ما يقرب من ثلاثة أضعاف عدد الكوارث المناخية التي عاشها أسلافه، حسبما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
 
وقالت الدراسة إن هذه الأجيال ستشهد ضعف عدد حرائق الغابات، و1.7 ضعف عدد الأعاصير الاستوائية، و3.4 ضعف فيضانات الأنهار، و2.5 ضعف تلف المحاصيل، و2.3 ضعف عدد حالات الجفاف؛ مقارنة بأي شخص وُلد في عام 1960.



وأضافت أن أكثر من نصف جميع الغازات الدفيئة، المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، نشأت بعد عام 1990، ما يعني أن معظم الكوارث، التي سيواجهها أطفال اليوم، يمكن ربطها بالانبعاثات الكربونية الناتجة خلال حياة أسلافهم.

من جانبه، قال المؤلف الرئيسي للدراسة، ويم تيري، إن هذه النتائج نتيجة جهد هائل لتحديد ما وصفه بأنه "عدم المساواة بين الأجيال"، في ما يتعلق بتغير المناخ.

إجراءات حاسمة

ويقول العلماء إنه بدون اتخاذ "إجراءات حاسمة" لمكافحة تغير المناخ، سيعيش الأطفال سبعة أضعاف موجات الحر، التي شهدها أجدادهم. 
 
وبالاعتماد على نماذج مناخية وديموغرافية متعددة، قارن تيري و36 عالماً من زملائه، المخاطر التي واجهتها الأجيال السابقة بعدد الظواهر المناخية القاسية التي سيشهدها أطفال اليوم، في حياتهم المستقبلية. 
 
وأكدت الدراسة أنه ما لم يتفق قادة العالم على سياسات أكثر طموحاً عندما يجتمعون في قمة الأمم المتحدة للمناخ في جلاسكو بأسكتلندا، نوفمبر المقبل، سيتعرض أطفال اليوم إلى ظروف مناخية قاسية تقدر بخمسة أضعاف، لو أنهم عاشوا قبل 150 عاماً.




 
وأوضحت الدراسة أن التغييرات ستكون "كبيرة" بشكل خاص في الدول النامية. ومن المتوقع أن يعيش الأطفال الرضع، في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في موجات حرارة، تزيد بمقدار 50 إلى 54 مرة عن موجات الحر التي يعيشها شخص ولد في عصر ما قبل الثورة الصناعية.
 
وأشار تيري إلى أن أسوأ آثار تغير المناخ سوف تشهدها الأماكن التي ساهمت بشكل أقل في ارتفاع درجات الحرارة، ويعيش فيها أشخاص لم يكن لهم رأي يُذكر في السياسات التي تسمح باستمرار الانبعاثات الكربونية، مثل أولئك الذين يعيشون في دول إفريقيا.



تعهدات بايدن

كان الرئيس الأميركي جو بايدن قد تعهد بمضاعفة المساعدات للدول الفقيرة التي تتعامل مع تغير المناخ، قائلاً: "يتعرض الشباب لأزمة المناخ، لكنهم ليسوا في وضع يسمح لهم باتخاذ القرارات".
 
وأضاف أن الجهود الحثيثة للحد من استخدام الوقود الأحفوري، وأنشطة الاحتباس الحراري الأخرى، لا يزال بإمكانها تحسين مستقبل أطفال اليوم بشكل كبير. 
 
وفي حال نجاح الحد من الاحترار إلى 1.5 درجة مئوية (2.7 درجة فهرنهايت)، أعلى من مستويات ما قبل الثورة الصناعية، فإن خطر تعرض الأطفال حديثي الولادة للحرارة الشديدة سينخفض بمقدار النصف تقريباً.



كما يمكنهم أن يشهدوا انخفاضاً بنسبة 11% في تلف المحاصيل، و27% أقل من حالات الجفاف، وثلث عدد فيضانات الأنهار تقريباً، مقارنة بما لو استمرت الانبعاثات بلا هوادة، بحسب الدراسة.

ترحيب أممي

ورحَّب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، الثلاثاء الماضي، بالالتزامات الصادرة عن الرئيس الأميركي جو بايدن، ونظيره الصيني شي جين بينج فيما يتعلق بالمناخ، وذلك خلال خطابيهما في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولكنه شدد على أن الطريق لمكافحة التغير المناخي لا يزال طويلاً.


 وقال جوتيريش في بيان: "لقد شجعتني الإعلانات المهمة التي قدَّمها اليوم خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة قائدا أكبر اقتصادين في العالم، بشأن التزامات بلديهما تجاه العمل المناخي".
 
وأشاد جوتيريش بإعلان بايدن أن الولايات المتحدة ستزيد بشكل كبير تمويلها الدولي للمناخ إلى نحو 11.4 مليار دولار سنوياً، لافتاً إلى أن هذه المساهمة من الولايات المتحدة "ستقرب الدول المتقدمة من الوفاء بالتزاماتها الجماعية، لحشد 100 مليار دولار سنوياً من أجل التمويل المرتبط بالمناخ".
 
كما ثمّن الأمين العام إعلان الرئيس الصيني، أن بكين ستنهي كل التمويلات ذات الصلة بمحطات الطاقة العاملة بالفحم خارج الصين، وأنها ستعيد توجيه دعمها إلى الطاقة الخضراء ومنخفضة الكربون.




اقرأ أيضاً: