حذر خبراء من أن ملايين الأميركيين سيواجهون ارتفاعاً كبيراً في درجات حرارة الجو بحلول عام 2035، مما قد ينعكس بتأثيرات مناخية شديدة على سلامة السكان أو الإضرار بالبنية التحتية من شبكات كهرباء وطرق وجسور.
وتوقع الخبراء في تقرير نشرته، الاثنين، مؤسسة "فيرست ستريت"، غير الربحية في نيويورك التي تدرس مخاطر المناخ، أنه في غضون 3 عقود، سيعيش أكثر من 100 مليون أميركي في "حزام حراري شديد" حيث سيتجاوز مؤشر درجة الحرارة في يوم واحد على الأقل في السنة 125 درجة فهرنهايت (52 درجة مئوية).
وهذا هو أعلى مستوى لمؤشر الحرارة لخدمة الطقس الوطنية الأميركية، أو مستوى الخطر الشديد، الذي يجمع بين درجة الحرارة والرطوبة للوصول إلى ما تشعر به عند الخروج من المنزل، وفقاً لما نقلته وكالة "بلومبرغ".
وإلى جانب التقرير، أصدرت مؤسسة "فيرست ستريت" أداة ويب مجانية تتيح للمستخدمين البحث في العناوين السكنية بالولايات المتحدة لتحديد مخاطر ارتفاع درجات الحرارة لديهم.
مساحة شاسعة
ويغطي الحزام الحراري المستقبلي مساحة شاسعة من البلاد تشمل الجنوب الشرقي والمنطقة الواقعة غرب جبال الأبالاش مباشرة، وتمتد من تكساس ولويزيانا على طول الطريق عبر ميزوري وأيوا إلى حدود ويسكونسن.
وذكر التقرير أن تلك المنطقة ذات طبيعة أرضية داخلية، إذ لا توجد "تأثيرات ساحلية للتخفيف من درجات الحرارة القصوى"، مشيراً إلى أن العديد من المجتمعات "لا تتأقلم مع الطقس الأكثر دفئاً مقارنة بمناخها الطبيعي".
ومع ذلك، فإن أكبر زيادة في الحرارة سيشعر بها السكان في مقاطعة ميامي بولاية فلوريدا، حيث ستزداد الأيام الأكثر سخونة الآن، التي تصل إلى 103 درجات فهرنهايت، من 7 أيام في السنة إلى 34 بحلول عام 2053.
وتعد هذه النتائج جزء من التقرير السادس الذي أعدته مؤسسة "فيرست ستريت" لمساعدة الأميركيين على تصور كيفية تأثير الاحترار عليهم في الداخل.
وقدمت تقارير سابقة نظرة تتعلق بالحرائق والفيضانات، وأتاحت المؤسسة درجات مخاطر الحرائق والفيضانات لكل عقار في الولايات المتحدة على موقعها الإلكتروني.
وعلى عكس تلك التهديدات، لا تؤثر الحرارة على بقاء المنازل نفسها وتكاليف التأمين ذات الصلة، لذلك ليس لديها نفس التهديد المباشر لقيمة الممتلكات. لكن ماثيو إيبي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "فيرست ستريت"، يقول إنه شعر أنه من الضروري القيام بذلك.
وقال إيبي في بيان: "تتم مناقشة ارتفاع درجات الحرارة على نطاق واسع في المتوسطات السنوية، ولكن يجب أن يكون التركيز على تمديد الأحداث المتقلبة المتوقعة في طرف المنحنى خلال عام معين".
وتقول "بلومبرغ" إنه بعبارة أخرى، عندما يناقش الناس تغير المناخ، فإنهم غالباً ما يستخدمون المتوسطات السنوية، والتي يمكن أن تقلل عن غير قصد من شدة ما هو قادم. وحتى الزيادات الصغيرة نسبياً في المتوسطات السنوية العالمية ستشمل أحداثاً أكثر شيوعاً في درجات الحرارة الشديدة.
ووفقاً للتقرير سيرتفع الوصول إلى درجات الحرارة القصوى في جميع أنحاء البلاد في المتوسط من 7 أيام في السنة إلى 18 يوماً في السنة في معظم المناطق.
مخاطر أخرى
ويقول التقرير إنه "على الرغم من أنك قد لا تفقد منزلك بسبب الحرارة الشديدة، إلا أن الأمر ينطوي بالتأكيد على مخاطر أخرى".
وأوضح أن موجة الحر الأخيرة في شمال غرب المحيط الهادئ تسببت في دخول ما يقرب من ألف شخص إلى المستشفيات. وتعاني شبكات الطاقة من انقطاع التيار الكهربائي، مما يؤدي إلى توقف مكيفات الهواء. ويمكن أن يعاني الأشخاص من الإرهاق والجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة ويمكن أن يموتوا من جراء ضربة شمس. ويمكن أن تنبعج الجسور والطرق.
ومن الصعب التنبؤ بدرجات الحرارة بدقة خلال فترات بعيدة، ومع ذلك، هناك اختلافات بين علم المناخ والأرصاد الجوية.
وتستخدم "فيرست ستريت" نمذجة علم المناخ التي تظهر ارتفاع درجات الحرارة العالمية بناء على المستوى الحالي لانبعاثات غازات الدفيئة للتنبؤ باتجاهات الاحترار، ثم تعتمد على معلومات خاصة بالمناطق، مثل مقدار غطاء مظلة الأشجار القريب، أو ما إذا كان المنزل يقع في منطقة حضرية محاطاً بأسطح منيعة، مثل مواقف السيارات، التي تمتص الحرارة وتحتفظ بها.
ويأخذ النموذج الذي تمت مراجعته، في الاعتبار أيضاً متغيرات مثل القرب من مسطح مائي كبير، مما قد يؤدي إلى اعتدال درجات الحرارة، وما إذا كان المنزل مرتفعاً في الجبال ليكون أكثر برودة.
وقال جيريمي بورتر الباحث الرئيسي في المؤسسة إن هناك اختلافاً أقل بكثير من منزل إلى آخر بسبب الحرارة الشديدة مقارنة بالحرائق أو الفيضانات.