عادت المتسلقة الإيرانية إلناز ركابي، إلى بلادها وحظيت باستقبال من مناصرين لموقفها بعد أن أثارت جدلاً بخوضها مسابقة دولية دون غطاء رأس، فيما قالت الخارجية الأميركية إن "أنظار العالم تتجه" إلى مصير ركابي.
وأظهرت لقطات ركابي (33 عاماً) وهي تتسلق جداراً دون غطاء رأس، خلال منافسات في كوريا الجنوبية ممثلة لإيران، التي تجتاحها احتجاجات أشعلت شرارتها وفاة الشابة مهسا أميني إثر احتجاز "شرطة الأخلاق" لها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدنت باتيل للصحافيين، الأربعاء، إن "أنظار العالم والشعب الايراني ستتجه إلى كيفية التعامل معها"، معتبراً أنه "لا يمكن تبرير" عودتها القسرية على ما يبدو من كوريا الجنوبية.
وفي تصريحات أدلت بها للتلفزيون الرسمي لدى وصولها إلى طهران، قالت ركابي إنها عادت وهي "بصحة جيدة"، واعتذرت "للشعب الإيراني عما سببته من توتر وقلق" وتحدثت وشعرها مغطى بقبعة رياضية وقلنسوة.
وأضافت: "المعاناة التي لاقيتها بسبب ارتداء حذائي وتجهيز معداتي أنستني ارتداء الحجاب المناسب كما يجب، وتوجهت إلى الجدار وتسلقت".
وهلّل حشد من الداعمين لموقفها وصفقوا وصوروا المشهد على هواتفهم المحمولة لدى وصولها للمطار وخروجها منه، واستقلالها سيارة.
"سوء ترتيب"
وقالت ركابي في بيان نشرته على حسابها على إنستجرام، الثلاثاء، إن سبب خوضها المنافسة "دون حجاب هو سوء ترتيب للمسابقات"، موضحة أنها استدعيت للتسلق في موعد لم تتوقعه.
وفي تعليقات نقلها التلفزيون، نفت ركابي، التي احتلت المركز الرابع في المسابقة، أنها ظلت 48 ساعة لا يمكن التواصل معها، وقالت إن الفريق عاد إلى إيران في الموقع المقرر، وإنها ليس لديها نية لترك الفريق الوطني.
وكانت الخدمة الفارسية في هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" قالت، الثلاثاء، إن أصدقاء ركابي لم يتمكنوا من التواصل معها، وإن هناك مخاوف على سلامتها.
ونفت سفارة إيران في كوريا الجنوبية هذه التقارير، كما قالت اللجنة الأولمبية الدولية إنها تحدثت مع ركابي وتلقت تأكيدات من اللجنة الأولمبي الوطنية الإيرانية بأنها لن تواجه متاعب.
وقال متحدث باسم اللجنة الأولمبية الدولية إن "اجتماعاً مشتركاً عُقد بين اللجنة الأولمبية الدولية، واتحاد التسلق الدولي واللجنة الأولمبية الإيرانية، تلقت خلاله اللجنة الأولمبية الدولية واتحاد التسلق الدولي تأكيدات واضحة بأن السيدة ركابي لن تعاني من أي عواقب وستستمر في التدريب والمنافسة".
وقال المتحدث إن "اجتماعاً مشتركاً آخر عقد مع ركابي"، مضيفاً أن "اللجنة الأولمبية الدولية ستراقب الوضع عن كثب في الأيام والأسابيع المقبلة".
وأثارت وفاة مهسا أميني الشهر الماضي أثناء احتجازها لدى "شرطة الأخلاق"، التي احتجزتها بسبب ارتدائها "ملابس غير لائقة"، احتجاجات في جميع أنحاء البلاد، وقامت خلالها نساء بخلع الحجاب وحرقه.
وتطورت الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة أميني لتصبح واحدة من أشد التحديات التي تواجه البلاد منذ 1979.
