قالت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية إن التحقيق الأولي أظهر أن العطل الذي لحق بنظام تنبيه الملاحة الجوية ومنع إقلاع الطائرات في الولايات المتحدة بالكامل لمدة 90 دقيقة، تسبب فيه ملف فاسد في قاعدة البيانات، وأن لا دليل حتى هذه اللحظة على وقوع هجوم إليكتروني.
وشددت الإدارة على أنها تواصل القيام بمراجعة دقيقة لقاعدة البيانات لتحديد أساس المشكلة التي أدت إلى تعطل النظام.
ومنعت هيئة الطيران الفيدرالية الأميركية الطائرات في المجال الجوي الأميركي من الإقلاع لنحو 90 دقيقة بسبب عطل في نظام تنبيه يوفر معلومات تتعلق بالأمان والسلامة للطيارين والمطارات، قبل أن تعيد الحركة الجوية تدريجياً إلى عملها الطبيعي.
وكانت الإدارة الفيدرالية الأميركية أنهت العمل بقرار وقف إقلاع الرحلات الجوية على مستوى الولايات المتحدة، معلنة على تويتر أن "العمليات المعتادة للحركة الجوية تُستأنف تدريجياً في كل أنحاء الولايات المتحدة" بعد تعطل لساعات جراء عطل طرأ على نظام توفير معلومات السلامة لطواقم الطيران، مشيرة إلى "مواصلة التحقيق في سبب المشكلة الأساسية".
بدورها، أعلنت هيئة مراقبة الملاحة الجوية في كندا، الأربعاء، استعادة العمل بنظام تنبيه الملاحة الجوية NOTAM المماثل للنظام الأميركي.
وكانت الهيئة قد أبلغت عن أعطال بالنظام إلا أنها قالت إن تلك الأعطال لم تؤد إلى أي تأخير في الرحلات الجوية.
خلل تقني
وقال وزير النقل الأميركي بيت بوتيجيج، الأربعاء، إن خللاً في نظام الرسائل الموجهة للطيارين أدى إلى قرار إدارة الطيران الفيدرالية لإصدار قرار بوقف جميع الرحلات الجوية في الولايات المتحدة، وعطل أكثر من 7 آلاف رحلة طيران، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".
وقال الوزير الأميركي لشبكة "سي إن إن" إن الخلل عكس "مشكلة أكبر" في النظام، مشيراً إلى أنه لا تزال هناك مشكلات في التحقق من أن الرسائل يتم توجيهها إلى الطيارين بالفعل.
وأشار إلى أن إدارة الطيران الفيدرالية لا تزال بحاجة لاكتشاف السبب وراء منع الإجراءات المعتادة لفشل النظام.
وشدد على أن قرار الإدارة بمنع إقلاع جميع الرحلات كان "القرار الصحيح"، وقال إنه لا دليل مباشراً أو مؤشر على أنه كان هناك هجوم إلكتروني، مضيفاً: "علينا أن نفهم كيف حدث هذا في المقام الأول".
معلومات حيوية
ويوفّر نظام "نوتيس تو اير ميشنز Notice To Air Missions"، الذي تأثر بالعطل، الأربعاء، معلومات للطواقم الجوية حول الأخطار والتطورات في المطارات وغيرها من المعلومات الحيوية.
وهذا النظام "أساسي في المعلومات المطلوبة لإجراء العمليات البرية والجوية" كما أوضح ميشال ميرلوزو المحلل في مجموعة "إير" للأبحاث لوكالة "فرانس برس".
وأضاف: "قد يشمل ذلك معلومات بشأن المطارات ونشاطات خاصة مثل عمليات عسكرية أو قيود موقتة على الرحلات الجوية".
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير على "تويتر" إن وزير النقل بيت بوتيجيج أطلع الرئيس جو بايدن هذا الصباح على تعطل شبكة حاسوب إدارة الطيران الفيدرالية، مضيفة: "لا توجد أدلة على وقوع هجوم إلكتروني في هذه المرحلة، لكن الرئيس أمر وزارة النقل بإجراء تحقيق كامل في الأسباب".
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قال، بعد اتصال بوزير النقل، إن الوزارة لا تعرف سبب العطل، وإنه وجه الوزير بالتواصل مباشرة معه، مشيراً إلى أن "الطائرات تستطيع الهبوط بسلام، لكنها لا تستطيع الإقلاع حالياً".
وفي وقت سابق، قال وزير النقل الأميركي، عبر "تويتر"، إن إدارة الطيران الفيدرالية تعمل على حل المشكلة بسرعة وسلامة، حتى يمكن لحركة النقل الجوي استئناف نشاطها الطبيعي.
وكانت وكالة "أسوشيتد برس" أفادت بأن مئات الرحلات الجوية تأخرت في جميع أنحاء الولايات المتحدة، إثر عطل أصاب شبكة حاسوب إدارة الطيران الفيدرالية.
وأشارت إلى أنه قبل الساعة 7 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (12:00 مساء بتوقيت جرينتش)، كان هناك ما يقرب من 1200 رحلة جوية متأخرة داخل أو من أو إلى الولايات المتحدة، فيما تركزت معظم التأخيرات على طول الساحل الشرقي.
وقالت إدارة الطيران الفيدرالية على "تويتر" إنها تعمل على استعادة "نظام إخطارات الملاحيين الجويين" (NOTAMs).
وأضافت: "نجري عمليات فحص نهائية، ونعيد تحميل النظام الآن، وقد تأثرت العمليات عبر نظام المجال الجوي الوطني".
وكان من المعتاد إتاحة "إخطارات الملاحين الجويين" من خلال خط ساخن، قبل الاستغناء عن هذا تدريجياً مع ظهور الإنترنت. وتمتد التنبيهات من معلومات عادية حول عمليات البناء في المطارات إلى حظر رحلات الطيران العاجل أو المعدات المعطلة.
ورجحت "أسوشيتد برس" حدوث اضطرابات على نطاق واسع بسبب العطل، إذ يتعين على جميع الطائرات المرور عبر النظام، بما في ذلك الرحلات التجارية والعسكرية.
تأخر في المطارات
وحذّرت العديد من المطارات في أميركا الشمالية (أوتاوا وبالتيمور وأوستن وبوسطن...) من احتمال تأخر رحلاتها وطلبت من المسافرين التحقق من وضع رحلاتهم قبل الذهاب إلى المطار.
من جهتها، أكدت شركة "يونايتد إيرلاينز" الأميركية في رسالة إلى وكالة "فرانس برس"، أن إدارة الطيران المدني ألغت التعليق وأن عملياتها استؤنفت.
وأضافت الشركة "قد يستمر العملاء في مواجهة تأخير وإلغاء رحلات فيما نعمل على إعادة برنامجنا، ويجب عليهم التحقق من" تطبيق الشركة أو موقعها للحصول على أحدث المعلومات حول رحلاتهم.
بدورها، أكّدت شركة "أميريكان إيرلاينز" في بيان منفصل "نحن نراقب الوضع عن كثب ونعمل مع هيئة الطيران المدني للحد من إزعاج العملاء".
وتأخرت نحو 6000 رحلة جوية في الولايات المتحدة حتى الساعة 10,35 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (15,35 بتوقيت جرينتش) وفقاً لموقع تتبع الرحلات "فلايت آوير"، مع تداعيات في كندا والمكسيك.
في مطار رونالد ريجان قرب واشنطن قالت لوكالة "فرانس برس" ليزا نهو، التي تنتظر مع طفلتها، البالغة عامين تقريباً، رحلة إلى تكساس تليها عادة رحلة أخرى إلى كابو في المكسيك: "سنفوّت رحلتنا". وأوضحت: "كنا نهم بالمغادرة عندما تلقينا رسالة نصية تفيد بأن الرحلة ستتأخر".
وأرجئت العديد من الرحلات الجوية المغادرة إلى الولايات المتحدة في مطار مكسيكو سيتي، بحسب "فرانس برس".
ويتوقع أن تقلع 21,464 رحلة جوية من الولايات المتحدة، الأربعاء، معظمها رحلات داخلية، وفقاً للأرقام الصادرة عن شركة جولييت ألفا المتخصصة. يحتمل أن يتأثر حوالى مليوني مسافر بالحادث.
بدورها، أعلنت رئيسة لجنة النقل في مجلس الشيوخ الأميركي ماريا كانتويل أن لجنة ستدرس أسباب العطل. وأضافت في بيان "الناس يحتاجون إلى نظام نقل جوي مرن".
اقرأ أيضاً: