الفيضانات تُغرق كاليفورنيا.. وتحذيرات من عاصفة ممطرة جديدة

فيضانات وسلسلة من العواصف الشتوية في مدينة جيرنفيل بولاية كاليفورنيا الأميركية. 15 يناير 2023 - REUTERS
فيضانات وسلسلة من العواصف الشتوية في مدينة جيرنفيل بولاية كاليفورنيا الأميركية. 15 يناير 2023 - REUTERS
كاليفورنيا -أ ف ب

تتهيّأ ولاية كاليفورنيا الأميركية، التي تشهد منذ 3 أسابيع عواصف وأمطاراً غزيرة تسببت في مصرع 19 شخصاً على الأقل، مساء الأحد والاثنين، إلى جولة جديدة من الأمطار الغزيرة التي يتوقّع أن تنحسر بعد ذلك.

فالولاية الواقعة في الغرب الأميركي والأكبر من حيث التعداد السكاني في الولايات المتحدة، تستعد لجولة جديدة من الأمطار المستمرة هي التاسعة خلال نحو 3 أسابيع.

وقالت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية إنه على السكان في جميع أنحاء وسط وجنوب كاليفورنيا الاستعداد لهطول أمطار وثلوج غزيرة، مع احتمال حدوث سيول وانهيارات طينية.

والسبت، انهمرت على سواحل الولاية المطلة على المحيط الهادئ أمطار غزيرة، ما أدى إلى فيضان مجارٍ مائية عدة، فغمرت المياه مناطق سكنية ومنازل وأراضي زراعية كانت قد عانت لفترة طويلة من الجفاف.

ومن المتوقع أن تضرب أحدث موجة من الأمطار السلاسل الجبلية إلى الشمال من لوس أنجلوس والشرق من سان دييجو، حيث من المتوقع أن يتراوح منسوب مياه الأمطار بين 50 مليمتراً و100 مليمتر تقريباً اعتباراً من وقت متأخر من مساء الأحد، وفقاً لمارك تشينارد مسؤول الأرصاد الجوية في الهيئة.

وقال تشينارد في مقابلة "الأسوأ قد انتهى بالتأكيد، لكن لا يزال هذا التهديد الليلة حتى الغد، ما قد يؤدي لبعض التأثيرات الإضافية".

ومن المفترض أن تتحسّن الأحوال في الولاية، الأحد، قبل وصول "نهر غلاف جوي" جديد، وهو مصطلح يدل على ظاهرة تتشبّع فيها الغيوم بكميات كبيرة من المياه من المناطق المدارية، وفق ما حذّرت السلطات.

وقال حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم "ليس هذا سوى ثامن نهر غلاف جوي من أصل التسعة التي نترقّبها"، مضيفاً "الأمر لم ينتهِ بعد".

ووافق الرئيس جو بايدن، السبت، على إعلان حالة الطوارئ في ولاية كاليفورنيا، ما يجعل التمويل الاتحادي للولاية متاحاً.

تحذيرات من فيضانات 

وفي مقاطعة سانتا كروز (جنوب مدينة سان فرانسيسكو)، حيث لا تزال نواح عدة مشمولة بالتحذير من الفيضانات، كانت، الأحد، جذوع الأشجار والنفايات التي جرفها نهر سان لورينزو في الأسبوعين الأخيرين لا تزال تملأ شاطئ المدينة.

ومن الممكن أن تكون سلسلة العواصف المتتالية التي تشهدها الولاية منذ أسابيع قد أوشكت على نهايتها.

وتتوقّع الأرصاد الجوية "أحوالاً جوية أكثر جفافاً في كاليفورنيا وجنوب غرب الولايات المتحدة".

وقد يكون لكاليفورنيا أخيراً متّسع من الوقت لإصلاح الأضرار وإعادة التغذية بالتيار الكهربائي الذي كان، صباح الأحد، لا يزال مقطوعاً عن نحو 20 ألف منزل، واستخلاص العبر من هذه الظواهر المناخية القصوى "التي لم نشهد لها مثيلاً"، وفق الحاكم.

وفي سان فرانسيسكو كانت الأشهر الثلاثة الأخيرة الأكثر غزارة من حيث الأمطار منذ شتاء (1972-1973).

وكانت كاليفورنيا التي تغذي زراعاتها أميركا الشمالية تعاني منذ سنوات من جفاف غير مسبوق. لكن الأمطار الغزيرة التي هطلت في الأسابيع الأخيرة لن تقلب المعادلة.

واعتبرت الأرصاد أن هذه الأمطار "لن تكون كافية لملء بحيرة ميد"، في إشارة إلى الخزان المائي الضخم المقام على نهر كولورادو الذي يروي كاليفورنيا، والذي يشهد منسوبه انخفاضاً مطرداً منذ سنوات.

ولكن البنى التحتية المقامة لاحتواء المياه من سدود وبحيرات اصطناعية ومجار نهرية "صمّمت قبل 40 أو 50 عاماً" لعالم "لم يعد موجوداً"، وفق نيوسوم.

ويعتزم نيوسوم وهو من بين أكثر الديمقراطيين التزاماً بمكافحة ظاهرة التغيّر المناخي، التصدي لهذه المشكلات.

في حين يصعب إيجاد رابط مباشر بين سلسلة العواصف هذه والتغيّر المناخي، ويوضح علماء بانتظام أن الاحترار يزيد من وتيرة الظواهر المناخية القصوى وحدّتها.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات