رضيعة سورية تولد تحت الركام بعد وفاة والدتها

الرضيعة التي ولدت بأعجوبة تحت الركام في منطقة جنديرس بسوريا. 7 فبراير 2023 - AFP
الرضيعة التي ولدت بأعجوبة تحت الركام في منطقة جنديرس بسوريا. 7 فبراير 2023 - AFP
جنديرس (سوريا)- أ ف ب

في بلدة جنديرس شمالي سوريا، انتشل سكان وعمال إنقاذ رضيعة ولدت بأعجوبة تحت الركام، وبقيت متصلة عبر حبل السرة بوالدتها التي فارقت الحياة بعدما دمر الزلزال منزل العائلة.

أبصرت الصغيرة النور يتيمة، بينما توفي أفراد أسرتها جميعاً، وهم والدها عبدالله المليحان، ووالدتها عفراء مع أشقائها الأربعة، إضافة إلى عمتها.

لا تسعف الكلمات خليل السوادي، قريب العائلة، الذي قال بتأثر شديد لوكالة "فرانس برس" الثلاثاء: "كنا نبحث عن أبو ردينة وعائلته، وجدنا أولاً شقيقته ثم عثرنا على أم ردينة وكان هو قربها". 

وأضاف: "سمعنا صوتاً عندما كنّا نحفر، سبحان الله نظفنا التراب لنجد الطفلة مع حبل السرة، قطعناه وأخذها ابن عمي إلى المستشفى".

في مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر مجموعة من الرجال فوق ركام مبنى مدمّر، بينما يهرول رجل من خلف جرافة صفراء، وهو يحمل الرضيعة عارية إلا من طبقة من الغبار الممزوج بالدماء غطت جسدها الهزيل الذي تدلى منه حبل السرة.

وسط درجات حرارة متدنية، يعلو صوت رجل في خلفية الفيديو يطلب إحضار سيارة لنقل الطفلة إلى المستشفى، بينما يركض رجل آخر فوق الركام ويرمي بطانية ملونة للفّها وسط تدني درجات الحرارة التي لامست الصفر.

وتمكن عناصر الإنقاذ وسكان من إخراج جثث العائلة بعد ساعات من البحث والعمل المضني بإمكانيات ضئيلة، فيما تتلقى الرضيعة العناية الطبية في مستشفى في مدينة عفرين المجاورة في أقصى شمال محافظة حلب.

بعد سحب الجثث، نقلت إلى منزل مجاور لمنزلها المدمر. وداخل غرفة خافتة الإضاءة، ينظر السوادي بحزن شديد الى الجثث الممددة على الأرض.

على غطاء أخضر اللون، وضعت جثث الأطفال الأربعة مغطاة. ويظهر وجه فتاة مهشماً ومكسواً بالغبار الذي خلفه الركام. وفي ناحية من الغرفة جثث الرجل وشقيقته وزوجته مغطاة أيضاً.

وقال السوادي بحزن: "هذه عائلة الطفلة التي ولدت تحت الأنقاض"، معدداً أسماءهم واحداً تلو الآخر، وزاد: "نحن مهجرون من دير الزور، عبدالله ابن عمي وأنا زوج شقيقته".

في شوارع بلدة جنديرس القريبة من الحدود التركية، يظهر حجم الدمار الرهيب الذي خلّفه الزلزال الذي ضرب سوريا، الاثنين، ومركزه تركيا.

وتسبب الزلزال في وفاة أكثر من 2000 شخص في سوريا، وإصابة أكثر من 5000، في حصيلة غير نهائية، فيما لا تزال مئات العائلات عالقة تحت الأنقاض.

وأحصى مراسل لوكالة "فرانس برس" انهيار أكثر من 50 مبنى بشكل كامل في البلدة التي سيطرت القوات التركية مع فصائل سورية موالية عليها في مارس 2018، إثر هجوم واسع على المنطقة ذات الأغلبية الكردية.

ولا تتوافر في المنطقة، الخاضعة عملياً لنفوذ تركيا وغالباً ما تتلقى مساعدات منها، إمكانيات للاستجابة السريعة لأضرار الزلزال، ما يؤخر عمليات البحث عن ناجين، مع انشغال المنظمات التركية الإنسانية بما يجري على الجانب الآخر من الحدود.

وأحصت منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني العامل في مناطق الشمال السوري الخارجة عن سيطرة دمشق) انهيار أكثر من 210 مبانٍ بشكل كامل، وأكثر من 520 بشكل جزئي وتصدّع آلاف الأبنية والمنازل في شمال غربي سوريا.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات