تواجه تركيا أحد أكبر التحديات بفعل الزلزال الذي دمر مساحات شاسعة من البلدات والمدن، وهو كيفية إيواء مئات الآلاف ممن صاروا من دون مأوى في أشد أوقات برد الشتاء قسوة.
وتشهد ملاعب كرة قدم ومراكز المدن المتضررة نصب مئات الخيام، فيما تفتح المنتجعات الصيفية المطلة على بحر إيجه والبحر المتوسط خارج منطقة الزلزال أبوابها لإسكان النازحين في غرفها الفندقية.
ومع انهيار نحو 6500 مبنى وتضرر عدد لا يحصى غيرها، يفتقر مئات الآلاف إلى السكن الآمن.
وخيم اللاجئ السوري بهجت صيلو (62 عاما) وأسرته بالقرب من منزلهم المبني من الطوب الخرساني والأسمنت ومسقوف بألواح معدنية مموجة في كهرمان مرعش، إذ تسبب الزلزال في تصدعات في حوائط المنزل.
وقال إنه "من الخطر جداً البقاء بالداخل. حينما ندخل لإحضار أشياء، ندخل كاللصوص".
وأضاف بصوت متهدج قبل أن يجهش بالبكاء: "أمضينا 4 أعوام في أحد المخيمات وهذا أصعب. الظلام دامس".
الفنادق تفتح أبوابها
وفي مدينة من الخيام نُصبت في ملعب كرة قدم بكهرمان مرعش، تزاحمت صفوف طويلة من المقيمين الملطخة ملابسهم بالطين، لاستلام الكباب الذي يتصاعد دخان شوائه، والتنقيب داخل حقائب الملابس الثقيلة المتبرع بها.
وقالت فاطمة نصار، وهي متطوعة تعمل بقطاع الطيران، إنها تساعد على الرغم من أن عمتها وبعض أبناء إخوتها، فقدوا أرواحهم في الزلزال.
وأضافت: "بعد دفنهم، أتينا إلى هنا للعمل متطوعين"، مشيرة إلى أن المساعدات تصل ببطء بسبب الطرق المغلقة.
وتشير حسابات إدارة الكوارث والطوارئ التركية إلى أن أكثر من 28 ألف مشرد أُخرجوا من منطقة الزلزال حتى الآن، إذ تم إخراج نحو 5 آلاف براً وأكثر من 23 ألف جواً.
في منطقة مرماريس الساحلية المطلة على بحر إيجه، فتح مالك فندق "سيتيا بيتش" أبواب فندقه للناجين من الزلزال.
وقال المالك بولنت بلبل أوغلو: "فندقي مغلق في الشتاء، وكان من المقرر أن يُفتح بحلول أبريل عند بدء موسم الصيف. كنا نجدد الفندق، ولكننا سنتوقف ونفتح الفندق الأسبوع المقبل".
وقال اتحاد الفنادق التركية لـ"رويترز"، إن الآلاف من الغرف الفندقية خُصصت في مناطق ساحلية مثل أنطاليا وآلانية ومرماريس وفتحية وبودروم بالإضافة إلى إزمير وكبادوكيا.
وقال أولكاي أتماجا رئيس اتحاد مديري الفنادق المحترفين: "رحبت الفنادق في أنطاليا بأول نزلائها من منطقة الكارثة بحلول صباح الأربعاء".
"ما زالوا تحت الحطام"
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن الحكومة تفعل كل ما بوسعها لتوفير الإقامة المؤقتة للناجين الذين يريدون أن يُعاد تسكينهم في منازل.
وقال للصحافيين إن 15 ألفاً و 729 شخصاً تم تسكينهم في بيوت ضيافة تابعة للحكومة ومساكن طلاب وفنادق، بينما في أنطاليا وحدها تم تسكين 11 ألفاً و165 شخصاً في فنادق.
لكن مع استمرار وجود الآلاف تحت أكوام من الحطام، بدا كثير من الناجين غير عازمين على مغادرة المنطقة على الرغم من البرد القارس.
وقال هاكان ساتشي أوغلو: "خصصنا غرفاً في فنادقنا، لكن ما زلنا نرى أن كثيراً من الناجين لا يريدون القدوم الآن، لأنهم ما زالوا ينتظرون إنقاذ أسرهم أو أصدقائهم من تحت الحطام".
وساتشي أوغلو هو منسق شركة "ليماك إنترناشونال" للفنادق والمنتجعات التي تشغل 4 فنادق في أنطاليا.
ومن المشكلات الأخرى في منطقة الزلزال مشكلة الصرف الصحي. ففي حي هطاي بوسط أنطاكية، من شبه المستحيل دخول مرحاض عام.
وفي مخيم بالقرب من استاد هطاي قرب وسط المدينة وحتى في مستشفى ميداني قريب من مستشفى هطاي للبحوث الذي دُمر جزئياً، لم تكن ثمة مراحيض عامة أو متنقلة متاحة حتى ليل الأربعاء.
اقرأ أيضاً: