"فتاة دونباس".. ضابطة أميركية متورطة بتسريب "الوثائق السرية"

كشف تقرير أوردته صحيفة "وول ستريت جورنال"، الأحد، أن حساباً على وسائل التواصل الاجتماعي تشرف عليه ضابطة سابقة في البحرية الأميركية، ويعد بمثابة صوت بارز يدعم الغزو الروسي لأوكرانيا، لعب دوراً رئيساً في تسريب الوثائق السرية الخاصة بوزارة الدفاع الأميركية (بنتاجون)، التي نشرها العضو في الحرس الوطني التابع للقوات الجوية الأميركية جاك تيشيرا.

ووفقاً لما أوردته الصحيفة، فإن الحساب المذكور موجود على وسائل تواصل اجتماعي عدة، ويحمل اسم Donbass Devushka ومعناه "فتاة دونباس"، وهو مسؤول عن جمع تبرعات للكرملين، لكن المشرفة عليه هي فنية إلكترونيات سابقة في قطاع الطيران الأميركي واسمها الحقيقي سارة بيلز.

وفي مقابلة أجريت السبت، في منزلها في واشنطن، قالت بيلز إنها هي من أدارت حساب Donbass Devushka، وأقرت بجمع أموال واستضافة برامج "بودكاست" تحت هذا الاسم، لافتة إلى أنها واحدة من 15 شخصاً يشاركون في إدارة تلك الشبكة، رافضة تحديد هويتهم.

وخدمت بيلز (37 عاماً) في القاعدة الجوية للبحرية الأميركية في جزيرة ويدبي حتى أواخر 2022، ورغم أن الحسابات التي أنشأتها وأشرفت عليها "تمجد" الجيش الروسي ومجموعة "فاجنر" شبه العسكرية، إلا أنها تحظى بمتابعة على نطاق واسع.

تلاعب بالمحتوى

قبل أيام، وتحديداً في 5 أبريل الجاري، نشر حساب "Donbass Devushka" على تطبيق "تليجرام" 4 من المستندات السرية لمتابعيه الذي يبلغ عددهم 65 ألفاً، ما أدى إلى قيام العديد من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الروسية بحفظها وإعادة نشرها، وبعد ذلك بدأت وزارة الدفاع الأميركية تحقيقها.

وقالت بيلز إن شخصاً آخر هو من نشر الملفات الأربعة وأنها حذفتها لاحقاً. وبالإضافة إلى حساب "تليجرام"، الذي تم إنشاؤه قبل عام، تدير شخصية "Donbass Devushka" حسابات شائعة على منصات "تويتر"، "يوتيوب"، و"سبوتيفاي" ومنصات أخرى. 

ولفتت الصحيفة إلى أن بعض الملفات التي أعيد نشرها على حساب "تيلجرام" تم تغييرها لتضخيم الخسائر الأوكرانية والتقليل من الخسائر الروسية، لكن الحساب نفى في منشور لاحق في 12 أبريل الجاري، أن يكون المسؤولون عنه قد تلاعبوا بالمحتوى.

وسجلت بيلز، مقابلات صوتية مع ضيوف يدافعون عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويعارضون المساعدات الأميركية لأوكرانيا، كما زعمت أنها ولدت في إقليم لوغانسك التابعة لدونباس الذي تجري فيه أغلب المعارك بين القوات الروسية والأوكرانية.

"لا دليل"

وتعليقاً على قضية "فتاة دونباس"، قال الجنرال بات رايدر، الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية "بنتاجون"، إنه "لا يوجد دليل على أن بيلز، التي حصلت على تصريح أمني أثناء خدمتها في البحرية، قد استخدمت هذا الوصول لسرقة أي معلومات سرية بنفسها". 

 وذكّر رايدر بأن وزير الدفاع لويد أوستن "أمر بمراجعة الوصول إلى المعلومات الاستخباراتية وإجراءات المساءلة والرقابة داخل البنتاجون للمساعدة في منع التسريبات مستقبلاً".

تجدر الإشارة إلى أنه تم استدعاء  العضو في الحرس الوطني التابع للقوات الجوية الأميركية جاك تيشيرا، الجمعة، لاحتفاظه ونقله وثائق سرية يزعم أنه أخذها من الجيش الأميركي من دون حق، فيما لم يتقدم الشاب بالتماس في مثوله أمام المحكمة، وأمر القاضي بسجنه حتى جلسة الاستماع المقررة الأربعاء المقبل.

وبعد نشر بعض الملفات على حساب Donbass Devushka تم العثور على عشرات الملفات السرية الأخرى في Discord منذ ذلك الحين، تناول معظمها الغزو الروسي ومجموعة متنوعة من المعلومات حول الدول الأخرى.

وروجت حسابات تستخدم الاسم ذاته على منصات أخرى للأجندة الروسية بعد غزو موسكو لأوكرانيا في فبراير 2022. 

وعلى الرغم من تسليط الضوء على الحساب، إلا أنه لا يزال نشطاً، لا بل أنه نشر في نهاية الأسبوع الماضي مقطعاً مصوراً لدب يصف حاكم منطقة أوكرانية بـ"النازي".

وظيفة حساسة

ووفقاً للسجلات العسكرية، فإن سارة بيلز كانت ضابط صف برتبة رفيعة (E 7)، وهي تركت الجيش في نوفمبر 2022 برتبة أقل من رتبتها الأخيرة التي كانت تحملها قبل التسريح، فيما قالت بيلز إنها غادرت البحرية "لأسباب طبية، بعد معاناتها من اضطراب ما بعد الصدمة".

بدورها، قالت راشيل ستيفنز، وهي زميلة سابقة لبيلز في البحرية وعملت معها في قاعدة جوية وبحرية في جزيرة ويدبي، إن "أي شخص في منصب بيلز ورتبتها كان سيحصل عادةً على تصريح سري للغاية، لأنها عملت على إلكترونيات طيران حساسة". 

وتقع جزيرة ويدبي في شمال غربي المحيط الهادئ، وتضم منشأة طيران بحري رئيسية تضم أسراباً من طائرات الهجوم الإلكترونية التكتيكية البحرية، بالإضافة إلى ثمانية طائرات مخصصة للدورية والاستطلاع بحسب موقع البحرية الأميركية.

اقرأ أيضاً: