تغير المناخ والنزاعات يرفعان نسبة الجوع عالمياً في 2022

جانب من أزمة الجوع التي ضربت الصومال عام 2011 - REUTERS
جانب من أزمة الجوع التي ضربت الصومال عام 2011 - REUTERS
باريس- أ ف ب

أفاد تقرير أممي بأن النزاعات والصدمات الاقتصادية وظواهر المناخ، أدت إلى زيادة انعدام الأمن الغذائي العام الماضي، إذ أن 258 مليون شخص بحاجة لمساعدة عاجلة مقابل 193 مليوناً في السنة السابقة.

وفي مقدّمة النسخة السابعة من "التقرير العالمي حول أزمات الغذاء"، اعتبر الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو جوتيريش أنّ هذا الواقع يمثّل "وصمة عار" على جبين الإنسانية، لأنّها عجزت عن إحراز تقدّم نحو القضاء على الجوع والذي يمثل الهدف الثاني للأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

ولفت جوتيريش إلى أن "التمويل الإنساني لمكافحة الجوع وسوء التغذية لا يصل إلى المستوى المطلوب".

والأطراف الـ 17 المشاركة في التقرير والتي تضمّ منظمة الأمم المتّحدة للأغذية الزراعة "فاو" وبرنامج الأغذية العالمي والاتّحاد الأوروبي أكدت أن انعدام الأمن الغذائي يرتفع للسنة الرابعة على التوالي مع ملايين الأشخاص الذين يعانون جوعاً شديداً لدرجة أنه يهدد بشكل مباشر حياتهم، كما يشمل التقرير 5 دول إضافية عن التقرير السابق، أي 58 دولة، ما ساهم في رفع الأرقام.

وشدّد التقرير على أن انعدام الأمن الغذائي يبقى في مستوى غير مقبول، لا سيما في جمهورية الكونغو الديموقراطية وإثيوبيا وأفغانستان ونيجيريا وحتى اليمن.

غزو أوكرانيا والمناخ

وانعدام الأمن الغذائي الحاد يشمل المستويات 3 إلى 5 على المقياس الدولي للأمن الغذائي: "أزمة" و"وضع طارىء" و"كارثة"، إذ هناك 376 ألف شخص في تصنيف "كارثة"، الأشد خطورة، فيما يعيش 57% منهم في الصومال.

ومنذ نهاية العام 2020، عانى هذا البلد على غرار بقية دول القرن الإفريقي من أسوأ جفاف في الأعوام الـ 40 الماضية، ما نسبته دراسة علمية حديثة أصدرها "World Weather Attribution" إلى الاحتباس الحراري.

وفي الدول الـ 58 التي حللها هذا التقرير "هناك أكثر من 35 مليون طفل تقل أعمارهم عن 5 سنوات يعانون سوء التغذية، و9.2 مليوناً منهم بمستويات حادة".

"الفاو" بدورها، قالت في ملخّص عن التقرير، إن الصراعات "لا تزال المحرك الرئيسي للأزمات الغذائية في 2022، مذكرة بان هذه الأزمات ناجمة عن عدة عوامل".

كما أن الصدمات الاقتصادية المرتبطة بوباء فيروس كورونا وتداعيات الغزو، أثرا بشكل إضافي على بعض الدول في العام الماضي، لا سيما أفغانستان وسوريا وجنوب السودان.

وأوضحت المنظمة أن "التقرير يؤكد تأثير الغزو الروسي لأوكرانيا على الأمن الغذائي العالمي بسبب المساهمات الكبرى لأوكرانيا وروسيا في إنتاج وتجارة الوقود عالمياً وكذلك المواد الزراعية والمنتجات الغذائية الأساسية، لا سيما القمح والذرة وزيت دوار الشمس".

وأدّى الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022 إلى "تعطيل الإنتاج الزراعي والتجارة في منطقة البحر الأسود، ما تسبب في ارتفاع غير مسبوق في أسعار المواد الغذائية عالمياً في النصف الأول من عام 2022".

ورغم أن الاتفاق الذي أتاح تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود في 22 يوليو الماضي أدى إلى خفض الأسعار، فإنّ الغزو لا يزال يؤثر بشكل غير مباشر على الأمن الغذائي، خصوصاً في الدول ذات الدخل المنخفض والتي تعتمد على الواردات الغذائية وقد سبق أن أضعفت بسبب الوباء.

كما أنّ ظواهر الطقس الشديدة المرتبطة بالتغير المناخي مثل الجفاف التاريخي في القرن الإفريقي أو الفيضانات المدمرة في باكستان شكلت أيضاً سبباً رئيسياً لتفاقم حالة انعدام الأمن الغذائي.

اقرأ أيضاَ:

تصنيفات