إثيوبيا وأوكرانيا الأعلى.. تضاعف وفيات النزاعات المسلحة في 2022

مزارعون محليون يسيرون إلى جوار دبابة تابعة للجيش الإريتري في إقليم تيجراي. 20 يونيو 2021 - AFP
مزارعون محليون يسيرون إلى جوار دبابة تابعة للجيش الإريتري في إقليم تيجراي. 20 يونيو 2021 - AFP
القاهرة-محمد منصور

أظهرت دراسة جديدة نشرت في دورية "أبحاث السلام" وفاة أكثر من 237 ألف شخص في 2022، بسبب الحروب المنظمة، بزيادة نسبتها 97% مقارنة بعام 2021، ما يُمثل أعلى رقم منذ الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا عام 1994. 

وقال المؤلف المشارك في الدراسة شون ديفيز، وهو باحث في جامعة أوبسالا السويدية، إن الزيادة تأتي "رغم التراجع الكبير في التصعيد في نزاعي اليمن وأفغانستان في 2021". 

وأضاف أن التصور الشائع بأن "الغزو الروسي لأوكرانيا كان أكثر الصراعات دموية في عام 2022، خاطئ تماماً، فقد قتل عدد أكبر من الناس في إثيوبيا، حيث قاتلت جبهة تحرير تيجراي الشعبية الجيش الإثيوبي منذ أواخر عام 2020". 

وأسفرت الحروب في إثيوبيا وأوكرانيا معاً عن سقوط ما لا يقل عن 180 ألف شخص مرتبط بالمعركة في عام 2022، وهذا تقدير منخفض، لأن المعلومات من هذه النزاعات شحيحة وخاضعة لدعاية واسعة النطاق، إذ من المرجح أن تتم مراجعة الأرقام بشكل كبير مع توفر المزيد من المعلومات.  

إثيوبيا وأوكرانيا.. حرب الخنادق

وتُظهر البيانات أن عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم في النزاعات في إثيوبيا وأوكرانيا عام 2022 يفوق عدد الضحايا في العالم بأسره في العام الذي سبقه. 

وفي كل من إثيوبيا وأوكرانيا، اتسم القتال بحرب الخنادق، حيث اتهمت الأطراف المتحاربة باستخدام تكتيكات "الموجة البشرية".  

وتكتيكات الموجة البشرية، والمعروفة أيضاً بـ"هجمات المشاة الجماعية" هي استراتيجية عسكرية تتضمن تقدم عدد كبير من القوات في تشكيلات معبأة بشكل وثيق نحو مواقع العدو.

ويتميز هذا التكتيك بالتفوق العددي المطلق للقوة المهاجمة، بهدف التغلب على العدو من خلال القوة الهائلة للأعداد، وساهم هذا النوع من التكتيكات في ارتفاع أعداد الضحايا. 

ويُعد الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022 أول حرب واسعة النطاق بين الدول منذ 20 عاماً.  

وفي هذا الصدد، قالت تيريز بيترسون قائدة المشروع في جامعة أوبسالا إنه "أصبح شائعاً أيضاً أن ترسل الدول الخارجية دعماً لقوات الجماعات المتمردة التي تقاتل ضد الحكومات الأخرى، ما يعني أساساً أن جيوش الدولة تقاتل بعضها البعض". 

نزاعات نشطة

ولا يزال عدد النزاعات النشطة في العالم عند مستوى عالٍ تاريخياً، إذ سجل الباحثون في جامعة أوبسالا 55 صراعاً مختلفاً كانت الحكومات طرفاً فيها خلال عام 2022.  

وتم تسجيل ما بين 31 و39 من هذه النزاعات سنوياً بين عامي 2000 و2013، في حين تباين العدد السنوي بين 52 و56 من 2015 فصاعداً. 

ورغم أن معظم الصراعات صغيرة، فقد زاد عدد الحروب من خمسة في عام 2021 إلى ثمانية في عام 2022.

وتعتبر النزاعات التي تسبب ما لا يقل عن 1000 حالة وفاة مرتبطة بالمعركة خلال عام واحد حروباً. 

نزاعات غير حكومية

كما أن عدد النزاعات غير الحكومية، حيث تقاتل الجماعات المتمردة أو غيرها من الجهات الفاعلة المنظمة المسلحة بعضها البعض، يظل أيضاً عند مستوى عالٍ، إذ سجل الباحثون في جامعة أوبسالا 82 صراعاً من هذا القبيل في عام 2022. 

ووقعت 9 من أعنف 10 صراعات غير حكومية في العام في المكسيك، حيث تقاتلت عصابات المخدرات المتنافسة مع بعضها البعض منذ الثمانينيات، كما تصاعد العنف المرتبط بالعصابات في البرازيل وهايتي وهندوراس والسلفادور في السنوات الأخيرة. 

علاوة على ذلك، ازداد العنف من جانب واحد، حيث يكون المدنيون مستهدفين، في عام 2022، فقد سقط آلاف المدنيين في هذا النوع من العنف المتعمد والموجه، الذي نفذته 45 دولة مختلفة أو مجموعة منظمة.  

وكان الفاعل الذي قتل معظم المدنيين في أعمال عنف من جانب واحد هو تنظيم "داعش"، لكن الدول هاجمت أيضاً المدنيين على نطاق واسع في عدة صراعات، إذ استخدمت كل من روسيا وإريتريا العنف المكثف ضد المدنيين في الحروب ضد أوكرانيا وإثيوبيا، وفق التقرير. 

اقرأ أيضاً:

 

تصنيفات