أعلنت إسبانيا، نجاح السيطرة على حريق غابات ضخم مشتعل منذ عدة أيام بأكبر جزر الكناري، فيما عثر رجال الإطفاء في اليونان على 18 جثة متفحمة يُعتقد أنها لمهاجرين وسط رماد غابة بقرية قرب الحدود مع تركيا.
وتم العثور على جثث ما يفترض أنهم مجموعة من المهاجرين بالقرب من قرية "أفانتاس" شمال شرقي البلاد، حيث اجتاح حريق شرس بسرعة مدمرة ما كانت ذات يوم غابة خضراء تُوفر للمهاجرين الغطاء المثالي للعبور إلى الاتحاد الأوروبي.
وعُثر على مجموعة مكونة من 7 أو 8 جثث مجتمعة، وبدا أن أصحابها كانوا يحتضنون بعضهم البعض للمرة الأخيرة. ودُفن آخرون تحت أنقاض ملجأ دمرته النيران التي أججتها الحرارة المرتفعة والرياح العاتية، جراء تغير المناخ.
وقال بافلوس بافليديس الطبيب الشرعي الذي استدعته السلطات إلى المكان، الثلاثاء، لفحص الجثث التي احترقت لدرجة يصعب معها التعرف على هوية أصحابها "أدركوا في اللحظة الأخيرة أن النهاية قادمة... كانت محاولة يائسة لحماية أنفسهم".
وبعد ما يزيد قليلاً عن شهرين من غرق مئات المهاجرين في البحر قبالة اليونان في أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا عبر ليبيا، توقفت مجموعة أخرى سلكت ما بدا أنه طريق أكثر أماناً، ولكن ليس بسبب قارب متهالك وإنما بسبب قوة الطبيعة الضاربة.
وتُظهر صور الأقمار الصناعية قبل حرائق الغابات، وبعدها الدمار الذي حدث على طول طريق يقبل عليه المهاجرون من الشرق الأوسط وآسيا.
"فخ مميت"
وتحوّلت مساحات من المناطق الخضراء إلى أرض قاحلة تشبه سطح القمر، وتحوّلت الأشجار إلى أعواد من الفحم. وتحوّل الزرع الذي كان من المفترض أن يوفر الحماية للمهاجرين خلال هربهم من الشرطة اليونانية إلى "فخ مميت".
ويُعتقد أن الأشخاص الذين لقوا حتفهم في الغابة من الآلاف، الذين يعبرون من تركيا إلى اليونان كل عام عبر نهر إيفروس، الذي يرسم جزءاً كبيراً من الحدود البرية بين البلدين.
وتظهر بيانات الأمم المتحدة أن من بين 18 ألفاً و700 شخص وصلوا إلى اليونان العام الماضي، جاء ثلثهم عن طريق البر. وعبر نحو أربعة آلاف شخص النهر هذا العام، وتقول الشرطة اليونانية إن عددهم زاد بشكل طفيف في أغسطس.
وتتهم جماعات حقوق الإنسان والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليونان بـ"إساءة معاملة" الأشخاص الموجودين على الحدود، و"إعادتهم قسراً" أحياناً إلى تركيا، وهي ممارسة غير قانونية بموجب القانون الدولي.
وقالت أدريانا تيدونا الباحثة في شؤون الهجرة بمنظمة "العفو الدولية" في بيان بعد اكتشاف الجثث، إن السلطات "ترد بشكل منهجي بعمليات إعادة قسرية غير قانونية على الحدود، وبالحرمان من الحق في طلب اللجوء وبممارسة العنف".
وتنفي اليونان هذه الاتهامات، وتقول إن سياسة الهجرة "الصارمة والعادلة"، التي تنتهجها تحمي حدود الاتحاد الأوروبي.
إجلاء 13 ألف شخص
وقالت السلطات الإسبانية في وقت متأخر، الخميس، إن رجال الإطفاء نجحوا في السيطرة على حريق غابات ضخم مشتعل منذ عشرة أيام في جزيرة تينيريفي، وأتى على آلاف الأفندة من الغابات.
وكتبت خدمات الطوارئ بالجزيرة على منصة "إكس" تويتر سابقاً، إن من المحتمل عودة اشتعال بؤر ملتهبة في محيط الحريق، الذي امتد على مسافة 90 كيلومتراً تقريباً "خاصة في منتصف اليوم"، مضيفة أن فرق الإطفاء تعمل على احتواء تلك البؤر.
ودمر الحريق، الذي اندلع في 15 أغسطس نحو 37 ألف فدان من الغابات داخل المتنزه الوطني المحيط ببركان جبل تيدي، وهو أعلى القمم في إسبانيا.
واضطر نحو 13 ألف شخص إلى إخلاء منازلهم، لكن سُمح لمعظمهم بالعودة. ووصفت السلطات في جزر الكناري الحريق، بأنه الأسوأ على الإطلاق الذي يشهده الأرخبيل.
ومنذ بداية العام الجاري أتت حرائق الغابات على أكثر من 160 ألف فدان في إسبانيا، وهو ما يتفق مع المتوسط المسجل في الآونة الأخيرة، لكنه يقل بكثير عن المساحة المحترقة التي تجاوزت 560 ألف فدان خلال الفترة نفسها من العام الماضي، والذي كان الأسوأ منذ عشرة أعوام وفقاً لبيانات رسمية.
اقرأ أيضاً:
