قرية شوشحلة الفلسطينية.. جرافات إسرائيلية تدمر منازل عمرها 200 عام

أحد المنازل الأثرية في قرية شوشحلة الفلسطينية جنوب الضفة الغربية التي طالها تخريب المستوطنين الإسرائيليين - "الشرق"
أحد المنازل الأثرية في قرية شوشحلة الفلسطينية جنوب الضفة الغربية التي طالها تخريب المستوطنين الإسرائيليين - "الشرق"
القدس-الشرق

هدمت جرافات تابعة لمجموعات من المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين في الضفة الغربية المحتلة، 17 منزلاً تاريخياً تعود ملكيتها لفلسطينيين في قرية شوشحلة، الواقعة جنوب غرب بلدة الخضر، قرب محافظة بيت لحم.

وفي حديث لـ"الشرق "، قال مهند صلاح، الذي يملك أحد البيوت التاريخية في القرية إن "مجموعات المستوطنين استغلوا وضع الطوارئ وحالة الحرب على قطاع غزة، وداهموا القرية وهدموا 17 منزلاً تاريخياً مشيداً من الحجر القديم يعود بناؤه إلى أكثر من 200 عام".

شجرة زيتون في قرية شوشحلة الفلسطينية جنوب الضفة الغربية اقتلعها مستوطنون إسرائيليون خلال عمليات تخريب في المنطقة
شجرة زيتون في قرية شوشحلة الفلسطينية جنوب الضفة الغربية اقتلعها مستوطنون إسرائيليون خلال عمليات تخريب في المنطقة - "الشرق"

وأضاف صلاح أن "المستوطنين مسحوا القرية بشكل كامل، وهدموا بواسطة الجرافات البيوت كلها، إضافة إلى هدم مسجد القرية التاريخي المشيد في عهد العثمانيين في عام 1878، وكذلك آبار المياه التاريخية التي تعود إلى أكثر من 400 سنة. كما اقتلعوا أشجار الزيتون".

وأوضح أن "قرية شوشحلة الأثرية تتربع على سفح أحد الجبال في موقع استراتيجي مميز، وتطوّقها 5 مستوطنات إسرائيلية: هي سيدي بوعزّ، واليعازر، وأفرات، ونيفي دانيال، وكفار عتصيون، ولهذا دمرها المستوطنون لمسح أي وجود عربي في المنطقة".

ويُشار إلى أن قرية شوشحلة تم بناؤها في عام 1878 إبان الحكم العثماني في فلسطين، وتبلغ مساحتها 1200 دونم (1.2 كيلو متر مربع)، وتتواجد فيها 30 عائلة فلسطينيّة، قبل أن يغادرها سكانها عام 1976 إلى بلدة الخضر المجاورة للقرية نتيجة الحروب الإسرائيلية، وخوفاً من اعتداء وتهديدات المستوطنين المتواصلة لأهالي القرية.

بقايا جدار أثري من الحجر في قرية شوشحلة الفلسطينية بالضفة الغربية بعد عمليات تخريب استخدم فيها مستوطنون جرافات لتدمير المنازل
بقايا جدار أثري من الحجر في قرية شوشحلة الفلسطينية بالضفة الغربية بعد عمليات تخريب استخدم فيها مستوطنون جرافات لتدمير المنازل - "الشرق"

وتابع صلاح الذي يسكن وزوجته وابنته في بيت تاريخي على سفح الجبل: "نحن العائلات الفلسطينية هنا نمتلك أوراق الملكية والطابو لهذه البيوت الحجرية من الدولة العثمانية. وحجارة البيوت ونقوشها تحمل شواهد عثمانية، وحتى الإدارة المدنية في إسرائيل منحتنا رخص للبيوت المقامة قبل عام 1948".

وأضاف أن المستوطنين أجبروه وعائلته على النزوح من القرية، ما اضطره إلى استئجار منزل لإيواء عائلته، حتى باتت شوشحلة اليوم خالية تماماً من الفلسطينيين، في الوقت الذي وقفت الشرطة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي مكتوفي الأيدي أمام "اعتداءات المستوطنين على السكان بحجة الحرب وانفلات الوضع الأمني".

بدوره أشار ممثل هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم حسن بريجية، إلى أن "شوشحلة قرية أثرية وجدت فيها أثار وشواهد لأختام عثمانية على جدران منازلها، ويمتلك الفلسطينيون فيها ملكية خاصة بورق طابو".

أحد المنازل في قرية شوشحلة الفلسطينية جنوب الضفة الغربية التي طالها تخريب المستوطنين الإسرائيليين
أحد المنازل في قرية شوشحلة الفلسطينية جنوب الضفة الغربية التي طالها تخريب المستوطنين الإسرائيليين - "الشرق"

وقال بريجية في حديث لـ"الشرق": "قمنا خلال السنوات الماضية بمساعدة عائلات القرية على استصلاح أراضيهم الزراعية وترميم منازلهم، حتى يتمكنوا من السكن فيها وإثبات وجودهم في أراضيهم، ومع ذلك لم يسلموا من اعتداءات المستوطنين واستفزازاتهم، حيث تمكنوا هذه المرة من هدم القرية كاملة ومسح هذه الشواهد التاريخية".

وتقع شوشحلة قرب بيت لحم جنوب الضفة الغربية، في المنطقة المصنفة "ج"، تحيط بها 5 مستوطنات إسرائيلية من جهاتها الأربع، ويسكنها أكثر من 120 ألف مستوطن".

تصنيفات

قصص قد تهمك