مثل جناح أوكرانيا في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP 28) المقام في الإمارات شهادة على مأساة "الحرب والمناخ"، إذ عرض الجناح عملاً فنياً ضخماً يوضح تأثير الحرب والمناخ على تلك الدولة.
ويضم العمل الفني قطعاً من أشجار محترقة "بفعل الصواريخ الروسية" حسبما قال ممثل المعرض أوليسكندر فيستسكي في تصريحات لـ"الشرق".
وذكر فيستسكي أن العمل يضم أيضاً قطعاً معدنية من الصواريخ الروسية، وبذور غير قابلة للإنبات، وقطع من الأراضي الجنوبية التي تلوثت بالمعادن الثقيلة "جراء القصف المتواصل".
في يونيو 2023، شهدت أوكرانيا بشكل مأساوي واحدة من أكبر الكوارث التي من صنع الإنسان عندما فجرت روسيا سد محطة "كاخوفكا" للطاقة الكهرومائية.
ولم يؤد هذا الحدث الكارثي، إلى تعطيل إمدادات الكهرباء والمياه في المنطقة فحسب، بل أدى أيضاً إلى تداعيات بيئية طويلة المدى سيتردد صداها لعقود من الزمن.
وقال فيستسكي إن "هذا هو الرابط بين الحرب والتغير المناخي الذي نحتاج إلى توضيحه في جناحنا".
في قلب الجناح يوجد عرض للدمار الذي حدث وهو تذكير مؤثر بعدد لا يحصى من المنازل التي فقدت عندما غمرت المياه العديد من المدن والبلدات والقرى جراء انهيار ذلك السد.
وعلى الرغم من التعقيدات التي تفرضها الحرب المستمرة، والتي تعقد بشكل كبير الجهود المبذولة لمعالجة قضايا المناخ، شدد فيستسكي على أن أوكرانيا تظل "ثابتة في التطلع إلى المستقبل"، وتشارك العالم بنشاط في مبادرات الطاقة الخضراء، وتبدأ في استعادة الغابات والأراضي الزراعية، وتنفيذ استراتيجيات لإعادة تدوير الحطام الناجم عن التدمير.
وعن برنامج أوكرانيا خلال "كوب 28"، أوضح فيستسكي أن دولته "تقدم للعالم صيغة تتلخص في 10 مبادئ عالمية تنطبق على الكوكب بأسره "بدءاً من السلامة الإشعاعية والنووية إلى الأمن الغذائي وأمن الطاقة، وامتداداً من الالتزام بميثاق الأمم المتحدة إلى الاهتمامات القصوى بالسلامة البيئية، لكن السلام هو النقطة المحورية داخل جناحنا".
وأضاف: "أوكرانيا قدمت عدة مبادرات طموحة لتعزيز مستقبلها المستدام، وهو أمر بالغ الأهمية"، مشيراً إلى أنها تبدأ من بناء الشبكات الذكية إلى تعزيز الإنتاج المحلي لمعدات الطاقة المتجددة، فضلاً عن التركيز المكثف على استعادة البيئة ومراكز شتلات الأشجار، وهي استراتيجية شاملة أوكرانيا "أكثر مرونة ووعياً بالبيئة".
ولإنجاح تلك المبادرات، ستقوم الحكومة الأوكرانية بالمشاركة مع المنظمات العالمية، مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والبنك الدولي، ومختلف المنظمات البيئية غير الحكومية، لتأمين الدعم والخبرة والتمويل لهذه المبادرات.
