في مخيم البريج وسط غزة، تُصر عائلة بريك على البقاء داخل ما تبقى من منزلها الذي دمرته الغارات الإسرائيلية، رغم الحصار والقصف المكثف الذي يشنه الجيش الإسرائيلي، في أعقاب انهيار هدنة قصيرة امتدت لنحو أسبوع.
ونشر الصحافي أسامة الكحلوت، صوراً لعائلة بريك التي تعيش فوق ركام منزلها وبين جدرانه المحطمة، رغم تهديدات الجيش الإسرائيلي المتكررة بإخلاء هذه المنطقة.
ويظهر بعض أفراد عائلة بريك وهم جالسون فوق ركام منزلهم، فيما تُحضّر سيدة الخبز من أجل الأسرة التي تحاول تدفئة نفسها أيضاً بسبب انخفاض درجات الحرارة.
وتكشف الصور عن حجم المعاناة التي تواجهها عائلة بريك وغيرها من العائلات التي فضَّلت البقاء، في ظل ظروف معيشية قاسية، حيث لا كهرباء، أو مياه صالحة للشرب، أو وقود، أو غيرها من متطلبات الحياة.
ويبعد مخيم البريج عن مدينة غزة 9 كيلومترات جنوباً، وكانت منطقة البريج عبارة عن ثكنات للجيش البريطاني خلال فترة الانتداب البريطاني على فلسطين، ولا تزال بعض بنايات المعسكرات موجودة حتى الآن، وتسكن فيها بعض العائلات، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
النزوح نحو الجنوب
وتصر عائلة بريك على البقاء في المنطقة رغم التهديدات الإسرائيلية بالقتل، فيما نزح 1.8 مليون شخص من سكان غزة من شمال القطاع إلى جنوبه وفق إحصاءات الأمم المتحدة.
ويبلغ عدد سكان غزة نحو 2.3 مليون شخص، يعيشون على مساحة تُقدر بنحو 360 كيلومتراً مربعاً، وفق إحصائيات البنك الدولي.
وصارت خان يونس محوراً للقصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي بعد استئنافهما، الجمعة، في أعقاب انهيار الهدنة بين إسرائيل و"حماس"، وشهدت المدينة قفزة في أعداد قاطنيها خلال الأسابيع القليلة الماضية بعد أن فرَّ إليها الكثير.
ويمكث بعض النازحين في خيام ومدارس، فيما ينام البعض الآخر على الدَّرَج أو أمام ما تبقى من مستشفيات لا تزال في الخدمة.
من جهته، قال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، الأحد، إن "التقارير عن استمرار الأعمال العدائية والقصف العنيف في غزة تثير الرعب".
فيما قال المفوض الأممي لحقوق الإنسان فولكر تورك إن "استئناف الحرب في غزة وتأثيرها المروع على المدنيين يؤكد ضرورة إنهاء العنف، وإيجاد حل سياسي بين إسرائيل والفلسطينيين".
ولا تنتهي معاناة سكان غزة بنزوحهم من الشمال نحو المناطق الوسطى أو الجنوبية، حيث يعيش أكثر من 550 ألف شخص في 92 منشأة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا)، فالبنية التحتية والمرافق في حالة مزرية والأمراض منتشرة.
وحذرت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق، من الخطر المتزايد لانتشار الأمراض في قطاع غزة بسبب القصف الإسرائيلي الذي أدى إلى تعطل النظام الصحي، وصعوبة الحصول على المياه النظيفة، إضافة إلى تكدس الناس في الملاجئ.