طالبت منظمات إغاثة دولية، الجمعة، المجتمع الدولي باتخاذ تدابير مالية طارئة بشأن التكيف مع تغير المناخ، على غرار الاتفاق التاريخي بشأن صندوق "الخسائر والأضرار"، الذي توصل إليه الأسبوع الماضي مؤتمر الأطراف للمناخ "COP 28" بدبي.
وكان تقرير حديث أصدره برنامج الأمم المتحدة للبيئة، بعنوان "نقص التمويل. عدم الجاهزية الكافية عدم كفاية الاستثمارات والتخطيط بشأن التكيف مع المناخ يعرض العالم للخطر"، قال إن احتياجات تمويل التكيف ينبغي أن تصل إلى ما يتراوح بين 194 مليار و366 مليار دولار سنوياً.
وقالت مسؤولة السياسات الدبلوماسية والمناخية بالاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر ماري فريل: "مع دخولنا الأسبوع الثاني من COP 28، يتأخر التكيف الضروري لإنقاذ الأرواح"، وفق ما أوردت صحيفة "جارديان" البريطانية.
وأضافت أن "التقدم المحدود على مسار تحقيق هدف عالمي جديد والتحرّك البطيء لتحقيق مضاعفة تمويل التكيّف، كما تم الاتفاق عليه في جلاسكو قبل عامين، أمر مثير للقلق العميق"، معتبرة أنه "يضع نجاح مؤتمر الأطراف هذا موضع شك".
وأكدت أن "التقدم التاريخي بشأن (صندوق) الخسائر والأضرار الذي أطلق خلال مؤتمر الأطراف هذا كان بمثابة نجاح ملحوظ. لكن عدم المضي قدماً بشأن (تمويل) التكيف سيكون بمثابة فشل كبير".
بينما قالت مسؤولة شؤون السياسة العالمية والدبلوماسية بالاتحاد الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر كيرستن هاجون إنه "لا ينبغي للأحداث المرتبطة الأحوال الجوية والمناخية القاسية أن تؤدي بالضرورة إلى كوارث، لكن ذلك سيحدث إذا فشلنا في الاستثمار في التكيف".
وشددت على أن "الحاجة الملحة التي تشعر بها المجتمعات التي تواجه ارتفاع منسوب مياه البحر أو الجفاف أو الفيضانات أو موجات الحر تغيب عن قاعات التفاوض بشأن أجندة التكيف"، مؤكدة أنه "قد حان الوقت لتنحية الخلافات جانباً، والتركيز على الإجراءات الإيجابية التي تمس حاجة الشعوب والمجتمعات إليها، لحماية سبل عيشهم، وإنقاذ الأرواح، ومنع الخسائر والأضرار".
366 مليار دولار
مع ذلك، تظهر أحدث الأدلة أن تمويل التكيف انخفض بنسبة 15% في عام 2021 مقارنة بالعام السابق، ليصل إلى 21 مليار دولار، بحسب تقرير فجوة التكيف لعام 2023.
وخلص التقرير، الذي يبحث في التقدم المحرز في تخطيط وتمويل وتنفيذ إجراءات التكيف إلى أن احتياجات تمويل التكيف في البلدان النامية تزيد بمقدار 10 إلى 18 مرة عن تدفقات التمويل العام الدولي. وهذا أعلى بنسبة تزيد عن 50% من تقدير النطاق السابق.
وتقدر التكاليف النموذجية للتكيف في البلدان النامية بنحو 215 مليار دولار سنوياً خلال هذا العقد، فيما يقدر تمويل التكيّف اللازم لتنفيذ أولويات التكيف المحلية بنحو 387 مليار دولار سنوياً.
وقال التقرير إنه "نتيجة لاحتياجات تمويل التكيف المتزايدة وتعثر التدفقات، تقدر فجوة تمويل التكيف الحالية الآن بما يتراوح بين 194 و366 مليار دولار سنوياً. وفي الوقت نفسه، يبدو أن التخطيط للتكيف وتنفيذه قد يتجه نحو الهبوط. ويؤدي هذا الفشل في التكيف إلى آثار هائلة على الخسائر والأضرار، وخاصة بالنسبة للفئات الأكثر ضعفاً".
ويحدد التقرير 7 طرق لزيادة التمويل، تشمل "الإنفاق المحلي، والتمويل الدولي، وتمويل القطاع الخاص. وتشمل السبل الإضافية التحويلات المالية، وزيادة التمويل وتخصيصه للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم، وإصلاح الهيكل المالي العالمي".
ووفقاً للتقرير، "سيحتاج صندوق الخسائر والأضرار الجديد أيضاً إلى التحرك نحو آليات تمويل أكثر ابتكاراً للوصول إلى الحجم اللازم للاستثمار".
