قالت منظمة أطباء بلا حدود إن ما يقرب من 500 ألف شخص فروا من غرب دارفور في السودان إلى شرق تشاد هرباً من المعارك القتالية خلال عام 2023، ويواجهون حالياً أزمة إنسانية وخيمة؛ بسبب نقص الغذاء والماء والرعاية الصحية.
ونقلت "بلومبرغ" عن المنظمة قولها في بيان، الثلاثاء، إن دراسة استقصائية للوفيات بأثر رجعي شملت أكثر من 3 آلاف لاجئ في مقاطعة وداي في تشاد، وجدت أن الوفيات في المنطقة زادت بشكل كبير بين التجمعات التي استهدفتها الهجمات منذ اندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل 2023.
وأضافت أن روايات الأشخاص الذين فروا "ترسم صورة لدوامة لا تطاق من العنف، مع النهب وحرق المنازل والضرب والعنف الجنسي والمجازر".
وأودت الحرب الأهلية المستمرة في السودان، بحياة أكثر من 9 آلاف شخص، وأجبرت حوالي 5.8 مليون آخرين على الفرار من منازلهم، وفق "بلومبرغ".
تحذير أممي
وحذرت هيئة الأمم المتحدة من كارثة إنسانية في السودان، حيث يحتاج 25 مليون شخص (أكثر من نصف السكان) إلى المساعدة.
وفي مخيم أورانج، الذي يأوي حوالي 44 ألف لاجئ سوداني، أفاد أكثر من شخص من بين كل 10 أشخاص أن أحد أفراد أسرتهم لقي حتفه بين أبريل وأغسطس، بحسب منظمة أطباء بلا حدود.
وقالت المنظمة، إنه في جميع أنحاء المخيمات في تشاد، أبلغت الأسر عن وفاة الرجال بأعلى المعدلات، وكانت الأسلحة النارية هي السبب الأكثر شيوعاً للوفاة، مشيرة إلى أن "ما بين 4 و 5% من الرجال الذين تقل أعمارهم عن 44 عاماً، اختفوا".
ووجدت المنظمة أن معدلات سوء التغذية كانت "مرتفعة بشكل مثير للقلق" في المخيمات التي شملتها الدراسة، وكان الإسهال هو السبب الأكثر شيوعاً لوفاة الأطفال دون سن الخامسة، وفق "بلومبرغ".
وساد هدوء حذر جبهات القتال في العاصمة السودانية الخرطوم وولايتي الجزيرة وسط البلاد، وسنار في الجنوب الشرقي، بالتزامن مع جولات خارجية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) لإنهاء الصراع المستمر مع الجيش السوداني بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان.
وأكد البرهان، الذي يرأس مجلس السيادة السوداني، الجمعة، أنه لا مجال للصلح أو التوصل إلى اتفاق مع قوات الدعم السريع، مؤكداً أن الجيش مستمر في معركته لاسترداد كل السودان.