برنامج الأغذية العالمي: 18 مليون شخص يواجهون خطر "الجوع الحاد" في السودان

time reading iconدقائق القراءة - 4
سيدة سودانية تعد الخبز في فرن من الطين بوادي حلفا في السودان. 29 أبريل 2023 - AFP
سيدة سودانية تعد الخبز في فرن من الطين بوادي حلفا في السودان. 29 أبريل 2023 - AFP
الخرطوم -وكالات

حذَّر برنامج الأغذية العالمي، الأربعاء، من أن أجزاء من السودان مهددة بشكل كبير بالانزلاق إلى "كارثة جوع" في "موسم العجاف"، العام المقبل 2024، إذا لم يتمكن البرنامج التابع للأمم المتحدة من توسيع نطاق الوصول، وتقديم مساعدات غذائية، بانتظام، للأشخاص المحاصرين في المناطق الساخنة للصراع، مثل: الخرطوم، ودارفور، وكردفان.

وأضاف، في بيان نشره على موقعه الإلكتروني، أن السودان الذي مزقته الحرب؛ يواجه أزمة جوع متفاقمة مع اقتراب الصراع المستعر في جميع أنحاء البلاد من شهره الثامن، مشيراً إلى أن الأمن الغذائي في البلاد وصل إلى أعلى مستويات الجوع على الإطلاق خلال موسم الحصاد، الذي يمتد من أكتوبر إلى فبراير.

ودعا البرنامج جميع أطراف النزاع في السودان إلى هدنة إنسانية، وإتاحة الوصول، دون قيود، لتجنب كارثة الجوع في "موسم العجاف" في مايو المقبل. 

وكان السودان يُوصف في السابق بأنه سلة الخبز المستقبلية لشرق إفريقيا، حسب البيان. 

ونقل البيان عن إيدي رو، المدير القُطري لبرنامج الأغذية العالمي، وممثله في السودان قوله: "هناك عدد كبير جداً من المحاصَرين في المناطق التي تشهد قتالاً نشطاً، ولا يمكننا الوصول إليهم سوى بشكل متقطع، هذا إن استطعنا ذلك من الأساس".

"الجوع الحاد"

وقال البيان إن ما يقرب من 18 مليون شخص في جميع أنحاء السودان يواجهون مستوى "الجوع الحاد"، وهو ما يزيد عن ضعف العدد المسجل في نفس الوقت من العام الماضي، وهو أعلى من التوقعات الأولية عند مستوى 15 مليوناً، وفق تقييم سابق في أغسطس، مما يشير إلى مدى سرعة تدهور وضع الأمن الغذائي.

وذكر البيان أن هناك ما يقرب من 5 ملايين شخص بلغوا مستويات الطوارئ في انعدام الأمن الغذائي، مع حصار أكثر من ثلاثة أرباعهم في مناطق كان وصول المساعدات الإنسانية إليها متقطعاً، وفي بعض المناطق مستحيلاً، بسبب استمرار القتال.

أزمة في الإنتاج الزراعي والداجني

وبسبب تداعيات الحرب، يواجه الإنتاج الزراعي والداجني في السودان تحديات عديدة. وسلطت تقارير سابقة الضوء على هذه التحديات دون اتخاذ إجراءات جدية للتعامل معها.

ومن تلك التحديات ما صرح به وزير الزراعة السوداني، أبو بكر عمر البشرى، قبل أسابيع، بأن القطاع الزراعي بحاجة إلى دعم طارئ لعملية حصاد 36 مليون فدان تمت زراعتها في الموسم الصيفي.

وأوضح الوزير، أن "حصاد هذه الأراضي يتطلب مستلزمات متنوعة، في مقدمتها مواد بترولية بقيمة تبلغ 4 ملايين دولار، فيما يحتاج الموسم الشتوي إلى مواد بترولية، وأسمدة، ومستلزمات أخرى، بقيمة تعادل 370 مليون دولار".

وأعلن اتحاد منتجي الدواجن في السودان، في وقت سابق، خروج جميع مزارع الدواجن في الخرطوم عن العمل بسبب الحرب.

ضغوط دولية

ويأتي التحذير الأممي من كارثة إنسانية، في ظل مساعٍ دولية مستمرة لكبح تفاقم الصراع المسلح بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع إلى مستويات أشد خطورة.

وقبل يومين، طالب مشرعون أميركيون، إدارة الرئيس جو بايدن، بالضغط من أجل إنهاء القتال في السودان، محذرين من تكرار سيناريو "إبادة جماعية جديدة" في دارفور.

وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أصدر بياناً، الخميس، اتهم فيه طرفي النزاع في السودان بارتكاب جرائم حرب، واتهم قوات الدعم السريع والجماعات المسلحة المتحالفة معها بـ"ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وتطهيراً عرقياً"، مؤكداً أن واشنطن "ملتزمة باستخدام كل الوسائل المتاحة لإنهاء الصراع". وقوبلت هذه الاتهامات بالنفي من طرف متحدث باسم الجيش السوداني.

تصنيفات

قصص قد تهمك