حذر رئيس أكبر شركة خاصة لإنتاج الطاقة في أوكرانيا من أن كييف قد تخسر حرب الطاقة ضد روسيا في حال لم تصل المساعدات الأميركية العالقة في الكونجرس قريباً.
واعتبرت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية أن تحذير الرئيس التنفيذي لشركة "DTEK" مكسيم تيمشينكو يعزز مخاوف كييف المتزايدة بالفعل بشأن حزمة المساعدات التي يعرقل الجمهوريون تمريرها في الكونجرس، ويقول المسؤولون الأوكرانيون إنها يجب أن تصل "في غضون شهر" لمساعدة الأوكرانيين على صد الغزو الروسي.
وقال تيمشينكو في مقابلة مع الصحيفة: "بعد عامين من القتال، لا يمكننا أن نتحمل خسارة حرب الطاقة هذه، لكن هناك خطر من أن نبدأ بالخسارة لمجرد ألا يتم تنفيذ ما تم التعهد به لنا".
وتابع تيمشينكو: "انتصار أوكرانيا في هذه الحرب لا يعتمد على القوات المتواجدة على خط المواجهة فحسب، بل يعتمد أيضاً على كيفية بقاء اقتصادنا، واستمرار صناعاتنا وشركاتنا العادية في العمل، كما أن إمدادات الكهرباء لها نفس القدر من الأهمية خلال الصيف والشتاء، على حد سواء".
تراجع إمكانيات كييف
وكان البنك الدولي قد قدَر في نوفمبر أن الأضرار التي لحقت بقطاع الطاقة في أوكرانيا خلال الحرب بلغت 12 مليار دولار، مع تضرر أكثر من 50% من البنية التحتية للطاقة في البلاد في شتاء 2022/2023.
وأشار تيمشينكو إلى أن كييف كانت في البداية أكثر استعداداً وقدرة على حماية بنيتها التحتية للطاقة في الأشهر الأولى من فصل الشتاء، لكن في الأسابيع الأخيرة وصل المزيد من الطائرات بدون طيار والصواريخ إلى أهدافها"، وذلك في الوقت الذي تكافح فيه البلاد لنشر عدد كافٍ من أنظمة الدفاع الجوي وسط استنفاد الذخيرة الغربية.
وتفاقم هذا النقص في الذخيرة بسبب النزاع في الكونجرس، والذي أدى إلى تجميد المساعدات الأميركية البالغة 60 مليار دولار ويتم تخصيص نصفها للأسلحة، فضلاً عن نقص الذخائر والصواريخ الأوروبية.
وتابع: "نقوم بإصلاح معدات الطاقة لدينا كل أسبوع جراء القصف، كما أن شعورنا بأننا أصبحنا غير محميين يضر بثقتنا في قدراتنا كثيراً".
وسجلت الشركة، التي توفر حوالي 20% من احتياجات أوكرانيا من الطاقة، أكثر من 9700 هجوم على بنيتها التحتية منذ بدء الغزو الروسي في فبراير 2022، وقالت "DTEK" إن ما يقرب من 160 ضربة استهدفت محطات الطاقة الحرارية التابعة لها، مشيرة إلى أنها تعرضت هذا العام لـ150 هجوماً مما أدى إلى معاناة أكثر من مليون أسرة وشركة من انقطاع التيار الكهربائي.
الطاقة المتجددة
ومن المتوقع أن ينخفض الطلب على الطاقة خلال الفترة المقبلة مع اقتراب فصل الشتاء من نهايته، لكن تيمشينكو يحذر من الشعور بالاطمئنان خلال الأشهر الستة المقبلة، قائلاً إن إحدى الطرق التي يمكن لأوكرانيا من خلالها تحسين قدرتها على الصمود في مواجهة الهجمات الروسية هي توسيع الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة.
وافتتحت "DTEK" محطة "Tyligulska" لطاقة الرياح بقدرة 114 ميجاوات في مايو، وتخطط لزيادة القدرة إلى 500 ميجاوات في السنوات القادمة، كما تهدف أيضاً إلى بناء مشروع آخر بقدرة 650 ميجاوات جنوب كييف.
ويضيف تيمشينكو: "يمكننا بناء المزيد من مصادر الطاقة المتجددة، مما يمكننا من تعزيز أمن الطاقة لدينا، فنحن نصدر الطاقة من أوكرانيا الآن، وبالتالي فإن بناء المزيد من مصادر الطاقة المتجددة يمكن أن يعزز أمن الطاقة في الاتحاد الأوروبي أيضاً".
واعترف تيمشينكو بأنه سيكون من الصعب على الشركات الأجنبية أن تنفق ملايين الدولارات على تطوير الطاقة المتجددة في أوكرانيا الآن، وذلك بسبب المخاوف الأمنية، لكنه قال إنه "يجب على هذه الشركات أن تبدأ في الاستعداد عندما تحصل كييف على المزيد من أنظمة الدفاع الجوي".
