غزة الواقفة على حافة المجاعة تترقب وصول سفينة مساعدات

أطفال فلسطينيون من النازحين ينتظرون تسلم أغذية تم التبرع بها قبيل آذان المغرب خلال رمضان. رفح، فلسطين. 11 مارس 2024 - AFP
أطفال فلسطينيون من النازحين ينتظرون تسلم أغذية تم التبرع بها قبيل آذان المغرب خلال رمضان. رفح، فلسطين. 11 مارس 2024 - AFP
غزة-أ ف ب

يُرتقب وصول سفينة تحمل 200 طن من الأغذية وتتقدم ببطء في اليوم الستين بعد المئة للحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة مع تسارع الجهود لإدخال مزيد من المساعدات إلى القطاع المحاصر والذي يقف على شفا المجاعة.

وفيما لا يتوقع التوصل إلى اتفاق هدنة قريباً بعد أكثر من 5 أشهر على بدء الحرب، يمطر الجيش الإسرائيلي مختلف أنحاء غزة من دون توقف بالصواريخ والقذائف التي أودت بحياة 69  شخصاً خلال 24 ساعة حتى صباح الخميس، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

وأُحصيت أكثر من 40 غارة جوية على خان يونس ورفح في الجنوب، وكذلك على النصيرات وجباليا وبيت حانون في شمال القطاع. كذلك، استهدفت نيران المدفعية الكثيفة شرق رفح وخان يونس في الجنوب والزيتون وبيت حانون في الشمال.

وجنوب مدينة غزة، قال شهود عيان إن الجيش الإسرائيلي أطلق النار على حشد من المواطنين ينتظرون ليلاً وصول المساعدات قرب دوار الكويت.

والخميس، أكد طبيب في قسم الطوارئ بمستشفى الشفاء بمدينة غزة: "وصلتنا إصابات هذه الليلة من دوار الكويت. 86 إصابة و7 شهداء كلهم إصابات متفرقة بطلقات نارية مختلفة ومتعددة في جميع أنحاء الجسم في الصدر والأطراف".

وما زال توزيع المساعدات داخل غزة صعباً وخطراً جراء الدمار الهائل ولا سيما في شمال القطاع بسبب الانفلات الأمني وفقدان السيطرة على الوضع.

ويقول مكتب "حماس" الإعلامي إن الجيش الإسرائيلي يطلق النار على عناصر الدفاع المدني والشرطة والعاملين في البلديات وحتى طواقم الإسعاف ولا يمكنهم المساعدة في توزيع المساعدات، وهو ما "يمعن في زعزعة الوضع الأمني".

والوضع حرج جداً في شمال القطاع، حيث تهدد المجاعة نحو 300 ألف شخص لم ينزحوا إلى الجنوب.

ويُشاهد السكان وهم يتطلعون إلى السماء يومياً على أمل الحصول على ما تلقيه الطائرات، لكن الكميات التي تم إسقاطها محدودة.

وقال مخلص المصري لوكالة "فرانس برس" وهو يحمل كيس طحين على كتفيه في بيت لاهيا: "الجميع يتدافعون للحصول على صندوق لأطفالهم، أو علبة تونة أو فول. كل الناس جائعون ومنهكون".

وفي الجنوب في رفح، أظهرت لقطات مصورة لوكالة "فرانس برس"، الخميس حشداً يندفع لالتقاط بضعة أكياس من الطحين سقطت من شاحنة مساعدات.

ونددت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الأربعاء، بالقصف الذي استهدف أحد مستودعاتها لتوزيع الأغذية في رفح، ما أودى بحياة أحد موظفيها وإصابة 22 بجروح.

وذكرت وزارة الصحة في غزة أن 4 أشخاص قتلوا في القصف الصاروخي، بينهم محمد أبو حسنة مدير شرطة المركز.

لكن الجيش الإسرائيلي قال إنه استهدف أبو حسنة الذي قال إنه أحد كوادر "حماس".

من البر والبحر

وتقول وكالات الإغاثة إن الشاحنات الداخلة إلى القطاع لا تلبي الحد الأدنى من الاحتياجات، وإن إسرائيل تعيقها بسبب عمليات التفتيش المرهقة وحصارها المطبق على القطاع منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر.

وتقول إسرائيل إنه ما زال في غزة 130 رهينة، يعتقد أن 32 منهم لقوا حتفهم، من بين نحو 250 اختطفوا في ذلك اليوم.

وتوعدت إسرائيل حركة حماس "بالقضاء" عليها، وهي تنفذ في القطاع حملة عسكرية أسفرت عن دمار هائل وأودت بحياة 31 ألفاً و341 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفقاً لوزارة الصحة حتى الخميس.

ومنذ أسابيع تشارك عدة دول يومياً تقريباً في إنزال المساعدات جواً. لكن هذه الكميات تبقى محدودة.

أما سفينة "أوبن آرمز" الإسبانية الخيرية الآتية من قبرص، فرُصدت بعد ظهر الخميس قبالة أشدود، إلى الشمال من غزة، وفق موقع تتبع حركة الملاحة "مارين ترافيك".

وتنتظر سفينة ثانية في قبرص عبور هذا الممر البحري وعلى متنها حمولة أكبر.

كما توجهت 4 زوارق تابعة للجيش الأميركي إلى المنطقة محملة بالمعدات اللازمة لبناء رصيف لتفريغ المساعدات الإنسانية في غزة وهو ما يستغرق 60 يوماً.

لا بديل عن  الطرق البرية

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، الأربعاء، خلال تفقد قواته إن "العنصر الإنساني الذي يجب معالجته بسرعة مع الوصول المتوقع للسفن هو قضية مركزية ستسهل إيصال الغذاء إلى السكان وليس إلى حماس". 

لكن الأمم المتحدة تؤكد أن إيصال المساعدات عبر البحر أو إنزالها جواً لا يمكن أن يحل محل الطرق البرية.

وهو ما أكدت عليه الولايات المتحدة وقبرص والإمارات العربية المتحدة والاتحاد الأوروبي وقطر في بيان مشترك، قالت فيه إنه لا بديل عملياً للطرق البرية عبر مصر والأردن والمعابر الإسرائيلية لإيصال المساعدات بكميات كبيرة. وقالت إنه من المقرر أن يعقد اجتماع الأسبوع المقبل في قبرص لإجراء مناقشات معمقة بشأن تفعيل الممر البحري.

ورأت هذه الدول أن فتح ميناء أشدود الإسرائيلي، شمال غزة، أمام المساعدات الإنسانية من شأنه أن يسهم في إيصال عدد أكبر من المساعدات.

في الوقت الحالي، تُنقل المساعدات براً بشكل رئيسي من الأردن أو مصر إلى نقطتي تفتيش إسرائيليتين في جنوب غزة حيث تخضع لعمليات تفتيش طويلة ومرهقة.

لكن إسرائيل تنفي مسؤوليتها عن بطء دخول المساعدات. وقال الكولونيل إيلاد جورين، رئيس هيئة الشؤون المدنية بوزارة الدفاع (كوغات) الخميس: "إذا أرادت الأمم المتحدة إدخال مزيد من المساعدات إلى شمال غزة، فعليها إرسال مزيد من القوافل".

وسمح الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، للمرة الأولى بدخول 6 شاحنات تابعة لبرنامج الأغذية العالمي إلى شمال غزة، ما أحيا الأمل في تسريع عمليات التسليم لتلبية الاحتياجات الهائلة لنحو 2.4 مليون نسمة من سكان القطاع معظمهم صاروا نازحين وفقدوا كل ما يملكونه.

تصنيفات

قصص قد تهمك