ممر المساعدات الأميركي إلى غزة: 3 مقترحات بانتظار "التنسيق والتمويل"

واشنطن تدرس عرضاً من شركة "فوجبو" الخاصة.. و"مدينة غزة الصناعية" مرشحة للاستقبال والتوزيع

time reading iconدقائق القراءة - 10
فلسطينيون يحتشدون على الشاطئ أملا في الحصول على مساعدات تسقطها طائرات على غزة. 27 فبراير 2024 - رويترز
فلسطينيون يحتشدون على الشاطئ أملا في الحصول على مساعدات تسقطها طائرات على غزة. 27 فبراير 2024 - رويترز
واشنطن-هبة نصر

منذ أن أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع الماضي، عن المبادرة الأميركية لإدخال المساعدات إلى غزة، وآليات التنفيذ محط تساؤل، خاصةً فيما يتعلق بإدخال المساعدات وتوزيعها، وذكرت مصادر لـ"الشرق"، أن "هناك 3 مقترحات لم يكتمل بعد التنسيق بينها"، وأن توزيع المساعدات سيتم بالتعاون مع الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية، وشركة فلسطين لإنشاء وإدارة المناطق الصناعية - مدينة غزة الصناعية "Piedco".

ويأتي المقترح الأول لتقديم المساعدات من خلال إقامة رصيف مؤقت قرب سواحل قطاع غزة، فيما يأتي الثاني عبر شركة "فوجبو" (Fogbow) الخاصة لتولي توصيل وتوزيع المساعدات للقطاع، بينما يأتي المقترح الثالث، عبر دولة الإمارات و"المطبخ المركزي العالمي".

و"المطبخ المركزي العالمي" World Central Kitchen منظمة غير ربحية تأسست في عام 2010 من قبل الشيف خوسيه أندريس، وترتكز في الكثير من أعمالها على إطعام الناجين من الكوارث الطبيعية، وفي بعض الأحيان المناطق التي تعاني من النزاعات أيضاً.

وعلى الرغم من إنطلاق أول شحنة محملة بالمساعدات في إطار التجربة في وقت سابق الثلاثاء، وذلك بدعم من دولة الإمارات و"المطبخ المركزي العالمي"، إلا أن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، أعلنت أن استكمال بناء الميناء البحري المؤقت في غزة سيستغرق نحو 60 يوماً.

وكان مسؤول حكومي إماراتي ذكر لـ"الشرق"، أنه ستكون هناك تجربة على مشروع نقل المساعدات بحرياً إلى غزة، مشيراً إلى أن أبوظبي تعمل مع "المطبخ المركزي العالمي"، وعدد من الشركاء لتسهيل دخول المساعدات عبر البحر.

وسبق أن تحدثت قبرص بعد فترة وجيزة من أحداث السابع من أكتوبر، عن فكرة الممر كما قال وزير الخارجية الإسرائيلي السابق إيلي كوهين خلال زيارة إلى لارنكا في ديسمبر الماضي، إنه ناقش خطة مفصلة وضعتها السلطلت القبرصية لتنفيذ هذه العملية.

وقال وزير الخارجية القبرصي قسطنطينس كومبوس حينها إن الفكرة تكمن في استخدام سفن قادرة على الوصول إلى شاطئ غزة لتوصيل المساعدات مباشرة بعد أن يتم تفتيشها بدقة في ميناء لارنكا بحضور مسؤولين إسرائيليين وأفراد من دول أخرى.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن الأسبوع الماضي، في خطاب "حالة الاتحاد" السنوي، أنه وجه الجيش الأميركي بإنشاء ميناء مؤقت في غزة لتقديم المساعدات، مضيفاً أنه لن تكون هناك قوات أميركية على الأرض للمساعدة.

لكن ما إن أنهى بايدن خطابه حتى بدأت التساؤلات عن آلية تطبيق هذه المهمة، خصوصاً أن الأميركيين شددوا على أن الهدف من رمي المساعدات من الجو واللجوء إلى تأمين ممر بحري سببه صعوبة توزيع المساعدات داخل غزة، وليس إعاقة إسرائيل لدخولها، بحسب ما قال مسؤول في الإدارة خلال إحاطة حضرتها "الشرق".

وقالت مصادر مطلعة لـ"الشرق"، إن فكرة إدخال المساعدات إلى غزة بهذه الطريقة، كانت قيد الدراسة لفترة، لكن جرت المسارعة في تبنيها بعد نتيجة الانتخابات في ولاية ميشيجان، والتي اختار فيها أكثر من 100 ألف التصويت بـ"غير ملتزم" والتي تعني عدم  في حملة ضد الرئيس الأميركي على خلفية تعامله مع الحرب في غزة. 

وبحسب مسؤول لـ"الشرق"، فإن هذه أكثر مسألة سياسية خارجية محكومة بحسابات داخلية منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001.

وعلمت "الشرق" أنه بالنسبة للجهات التي ستستقبل المساعدات في غزة وتتولى توزيعها، فإن التنسيق جار مع الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية، بالإضافة إلى شركة فلسطين لإنشاء وإدارة المناطق الصناعية - مدينة غزة الصناعية "Piedco".

ما هي "فوجبو" (Fogbow)؟

أشارت معلومات خاصة حصلت عليها "الشرق"، إلى أن شركة "فوجبو" عمرها 18 شهراً، وتضم عسكريين قدامى وموظفين حكوميين، وعاملين سابقين في الأمم المتحدة من أصحاب الخبرة في المسائل الدفاعية والأمن والإغاثة.

وبحسب مصدر مطلع على سير الأمور، فإن الشركة بدأت بتطوير إقامة ممر إنساني بحري بعد أسبوعين من الحرب في غزة، وتواصلت مع كل الأطراف المعنية بدءاً بإسرائيل، والسلطات القبرصية والإدارة الأميركية.

وفي نهاية يناير الماضي، تمت إحاطة الأطراف المعنية بتفاصيل مقترح مفصل لعملية إدخال المساعدات بحضور ممثلين عن السلطات القبرصية والقطاع الخاص ووزارة الخارجية الأميركية.

ومهمة "فوجبو" بحسب المقترح الذي تقدمت به للأطراف المعنية، هي تولي مهمة نقل المساعدات منذ لحظة مصادقة السلطات الإسرائيلية والقبرصية عليها في لارنكا، وصولاً إلى شواطئ غزة، حيث ستقوم بتحميل المساعدات عبر قوارب إلى القطاع، على أن يجري إنشاء منطقة لإفراغها قرب شواطئ غزة، ثم يجري العمل على توزيعها.

وتعرف الشركة نفسها على موقعها الإلكتروني على أنها شركة استشارات ولوجيستيات رائدة في مجال توصيل المساعدات والإغاثة من الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة، مضيفة أنها "تحرز النتائج في أكثر الظروف تحدياً على مستوى العالم".

وتقول الشركة إن الدور الهام للقطاع الخاص في إدارة الكوراث بات واضحاً أكثر من أي وقت مضى، مضيفة أن خدماتها "تعزز القدرات الإنسانية على الأرض، وتوصل المساعدات إلى الأماكن الأكثر حاجة لها".

من هم قيادات الشركة؟

يقود الشركة شخصان هما: سام موندي رئيس الشركة، وهو لفتنانت جنرال متقاعد خدم في فيلق مشاة البحرية الأميركية.

وأمضى موندي 38 عاماً في الجيش الأميركي عمل خلالها كضابط مشاه، وقائداً لقوات مشاه البحرية في القيادة المركزية المسؤولة عن الشرق الأوسط، وقائداً لعمليات مشاه البحرية في القيادة المركزية. وهو مستشار دفاعي وأمني، ويعرف نفسه على أنه "متمرس في الأزمات والنزاعات".

ميك مولروي نائب رئيس الشركة، وهو نائب سابق لمساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط، وخدم لنحو 20 عاماً في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وتفيد المعلومات المتوفرة عنه أنه قضى أغلب فترة خدمته في مناطق النزاع المسلح.

ويعرف مولروي، الذي يظهر باستمرار كمحلل على قنوات تليفزيونية أميركية للتعليق على الوضع في غزة، نفسه بأنه كان عنصراً قيادياً بمركز النشاطات البرية والعمليات البحرية الخاصة بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وبأنه خبير في العمليات البحرية.

وبالإضافة لخبراته السابقة، خدم مولروي في مشاه الجيش ومشاه البحرية الأميركية. وهو مؤسس معهد Lobo الذي يقدم خدمات استشارية عن النزاعات الحالية والمستقبلية.

إريك أولريك كبير المسؤولين عن العمليات،  هو قائد وحدة متقاعد بالبحرية الأميركية، خدم لمدة 20 عاماً في قوة العمليات الخاصة بالبحرية الأميركية.  وخلال خدمته، قاد قوة الوحدات الخاصة في عمليات خاصة مشتركة.

ويعرف نفسه على أنه خبير في أزمات حظر الملاحة ومكافحة القرصنة.

تحديات قانونية

ورداً على سؤال لـ"الشرق" بشأن ممولي المهمة المحتمل أن تقوم بها الشركة، كشف مطلع على الملف، أن مسألة التمويل لا تزال معلقة، خصوصاً بعد إعلان واشنطن نيتها إنشاء ميناء لاستقبال المساعدات، ما خلق نوعاً من الالتباس لدى الأطراف المعنية عما إذا كانت هذه الآليات ستكون منسقة.

ووفق القانون الأميركي، لا يمكن للإدارة قبول مقترح "فوجبو" دون مراجعة مقترحات من شركات منافسة، وبالتالي حتى الآن لا تزال "فوجبو" غير معتمدة بشكل نهائي من قبل الإدارة الأميركية.

التعاون مع عدة كيانات

وبعد يوم من إعلان الرئيس الأميركي عن تشييد الميناء المؤقت، ظهر ميك مولري، نائب رئيس "فوجبو"، والنائب السابق لمساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، على شبكة ABC News الأميركية، للتحدث عن الأمر.

وفيما لم يشر مولروي، بشكل مباشر إلى دور شركته، قال إن الميناء سيحدث فارقاً كبيراً، إذ يمكن للممر البحري أن يدخل كميات كبيرة من المساعدات عبر الوسائل البحرية، إلى المناطق التي يستحيل دخول الشاحنات إليها من الجنوب، وخاصة شمال غزة، "حيث يوجد أكثر من نصف مليون شخص يعانون للحصول على الطعام، وحيث تقع أغلب أزمة الجوع".

وشدد على أن الممر البحري سيحدث فارقاً ضخماً، قائلاً إنه ما أن يتم تشييد الميناء، يمكن للسفن التجارية جلب كميات ضخمة من المساعدات الإنسانية.

وعن تشكيل الأمر خطورة على أي قوات أميركية بالقرب من ساحل غزة، قال إن الأمر ينطوي على مخاطرة، ولكنه أشار إلى أنه يعتقد أنه يمكن حله بـ"التعاون بين عدة كيانات".

وفي مقابلات سابقة، أشار مولروي، الذي خدم في الجيش الأميركي لنحو عقدين، قضى أغلبها في مناطق نزاعات مسلحة، إلى تدهور الوضع الإنساني في غزة.

وقبل أسبوع، قال في مقابلة مع "بلومبرغ"، اعتبر مولروي أن الإنزال الجوي الأميركي لمساعدات غذائية فوق غزة، كان "رمزياً"، لافتاً إلى أن الإنزال الذي تضمن حينها نحو 38 ألف وجبه "كان يمثل ما مقداره شاحنة ونصف تقريباً من المساعدات". وأضاف: "بالنسبة للناس الذين حصلوا على تلك المساعدات كان الأمر جيداً، ولكنه لا يقترب بأي شكل من تلبية الاحتياجات الإنسانية". 

وأشار إلى أن التوتر بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية يصعب من المهمة الإنسانية.

وفي مقابلة مع شبكة ABC NEWS، الاثنين، أكد مولروي انخراطه في عملية إيصال المساعدات إلى غزة عبر الممر البحري من قبرص إلى الميناء المؤقت قبالة ساحل القطاع.

وقال مولروي لصحيفة "إندبندنت"، إنه يعتقد أن الخطة سيتم تنفيذها بشراكة متعددة الجنسيات بين القطاعين العام والخاص للتعاون في فتح ممر بحري لتوصيل المساعدات بحجم ملائم إلى غزة".

وشدد على أنه "يجب أن يحدث هذا في أقرب وقت ممكن، فيما يواصل الموقف التدهور، ويقع قطاع كبير من السكان فريسة لخطر الجوع".

تصنيفات

قصص قد تهمك