أوقفت شركة "تايوان لصناعة أشباه الموصلات" (TSMC)، أكبر شركة لتصنيع الرقائق المتقدمة في العالم، الأربعاء، بعض آلات تصنيع الرقائق وأجلت موظفيها، بعد أن ضرب زلزال بقوة 7.4 درجة البلاد، ويعد الأكبر منذ 25 عاماً.
ووفقاً لـ "بلومبرغ"، فإن شركة TSMC الرئيسية المتعاقدة على تصنيع الرقائق مع شركتي Apple Inc وNvidia Corp، قامت بنقل الموظفين من مناطق معينة، موضحة أنها تقوم بتقييم تأثير الزلزال.
وقالت الشركة، التي انخفضت أسهمها بنحو 1.5% في التعاملات المبكرة، في بيان: "أنظمة السلامة في TSMC تعمل بشكل طبيعي، لكن لضمان سلامة الموظفين، تم إخلاء بعض المصانع وفقاً للإجراءات اللازمة".
بدورها، ذكرت شركة "يونايتد مايكرو إلكترونيكس"، المنافسة المحلية الأصغر حجماً في بيان، إنها أوقفت أيضاً الآلات في بعض المصانع، وأخلت بعض المنشآت في مركزيها في هسينشو وتاينان.
وتقوم الشركات التايوانية، من TSMC إلى ASE Technology Holding، بتصنيع وتجميع الغالبية العظمى من أشباه الموصلات التي تدخل في صناعة الأجهزة بدءاً من "آيفون" إلى السيارات، إذ يمكن لاهتزاز واحد أن يدمر دفعات كاملة من أشباه الموصلات المصنوعة بدقة.
مصدر لأحدث الرقائق
وتايوان معرضة للزلازل، لأنها قريبة من التقاء الصفائح التكتونية، ومع ذلك، فهي أيضاً مصدر لما يقدر بنحو 80 إلى 90% من أحدث الرقائق المطلوبة للتطبيقات المتقدمة مثل الهواتف الذكية والذكاء الاصطناعي.
ولطالما أشار المسؤولون التنفيذيون في الصناعة، إلى مخاطر تركيز إنتاج أشباه الموصلات المتقدمة في العالم على جزيرة تعتبر، بصرف النظر عن الصدمات الطبيعية، نقطة اشتعال عسكرية محتملة.
وأصبح ذلك واضحاً بشكل خاص خلال الفترة التي ظهر فيها فيروس كورونا، الذي أدى إلى تفاقم النقص العالمي في المكونات الحيوية.
ولأجل هذه المشكلة، أدرك المسؤولون الأميركيون، التهديد الذي تواجهه تايوان من حكومة البر الرئيسي الصيني، التي تعتبر الجزيرة مقاطعة متمردة، إذ دفع هؤلاء الشركات الأميركية والتايوانية، بما في ذلك TSMC، إلى التنوع جغرافياً.
لكن مشاريع توسعة TSMC جارية الآن في اليابان، وستستغرق الولايات المتحدة بعض الوقت للوصول إلى السرعة الكاملة، ولا تزال الشركات الأميركية مثل Micron Technology Inc تحتفظ بعملياتها الرئيسية في الجزيرة.
