قال برنامج الأغذية العالمي، الجمعة، إنه تفاوض على تسليم أول قافلتين من المساعدات الغذائية إلى منطقة دارفور بالسودان بعد شهور من عدم تمكنهم من ذلك، وسط تحذيرات من مجاعة وشيكة ناجمة عن حرب تدور رحاها منذ عام، وعدم إمكانية الحصول على مساعدات غذائية.
وأثارت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مجاعة واسعة النطاق في البلاد، بعد تدمير البنية التحتية والأسواق، وتشريد أكثر من 8 ملايين شخص.
ومن المتوقع حدوث "جوع كارثي"، وهو مصطلح مستخدم على مستوى الأسر لوصف ظروف المجاعة، في العاصمة الخرطوم وغرب دارفور، اللتين شهدتا أعنف الهجمات، وفقاً لشبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة، وكذلك في مناطق كثيرة أخرى بدارفور لاذ بها ملايين النازحين.
وتمكنت قافلة تحمل ألف و300 طن من الإمدادات من الوصول عبر معبر أدري الحدودي مع تشاد إلى غرب ووسط دارفور، وهما منطقتان تشهدان بالفعل مستويات طارئة من الجوع بعد أن اجتاحتهما قوات الدعم السريع.
ومنع الجيش السوداني، في فبراير الماضي، تسليم المساعدات عبر أدري. وقال برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، إنه ليس متأكداً مما إذا كان سيتمكن من التفاوض على استخدام الطريق مرة أخرى.
وفي أوائل مارس الماضي، أشار الجيش السوداني إلى أنه سيسمح بتسليم المساعدات جواً، وكذلك عبر معبر الطينة الحدودي إلى شمال دارفور، وهي الولاية الوحيدة من بين ولايات دارفور الخمس التي لم تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
وأوضح برنامج الأغذية العالمي، أن القافلة الثانية استخدمت هذا الطريق، واحتوت القوافل مجتمعة على أغذية تكفي 250 ألف شخص، مضيفاً أن أكثر من 18 مليوناً يواجهون الجوع الحاد يحتاجون إلى مساعدة.
وقال إيدي رو، مدير البرنامج بالسودان، في بيان الجمعة، في إشارة إلى أشهر الزراعة المقبلة، "أخشى أن نشهد مستويات غير مسبوقة من الجوع، وسوء التغذية تجتاح السودان في موسم الجفاف هذا".
ولفتت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو" إلى أن محصول حبوب الموسم السابق سجل نصف المستويات السابقة، في حين ارتفعت أسعار بعض السلع إلى المثلين.
وقال كثيرون في دارفور، وخاصة في مخيمات النازحين، إنهم لم يتلقوا أي مساعدات منذ ما قبل الحرب التي بدأت في أبريل 2023.
ولم تحصل جهود الأمم المتحدة لتقديم مساعدات إلى السودان إلا على 5% فقط من التمويل المطلوب.