السودان.. "وحش الجوع" يتربص بسكان جبل مرة في وسط دارفور

time reading iconدقائق القراءة - 5
سودانيون يفرون من الحرب في إقليم دارفور يعبرون الحدود إلى تشاد المجاورة. 4 أغسطس 2023 - AFP
سودانيون يفرون من الحرب في إقليم دارفور يعبرون الحدود إلى تشاد المجاورة. 4 أغسطس 2023 - AFP
بورتسودان-خالد عويس

أعلنت السلطات المدنية في مناطق سيطرة قوات حركة وجيش "تحرير السودان" في جبل مرة بوسط إقليم دارفور غربي البلاد، عن حالة "مجاعة" ضربت المنطقة.

ووصفت السلطات في بيان تلقت "الشرق" نسخة منه، الأوضاع الإنسانية في جبل مرة بـ"الكارثية"، مشيرة إلى أنها تبلغ حد "المجاعة".

ولفتت إلى أن المنطقة استقبلت آلاف النازحين من مناطق أخرى جراء الحرب التي تفجرت العام الماضي بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع". وأفادت بأن الأعداد تجاوزت 450 أسرة، ما يقفز بأعداد النازحين في المنطقة إلى 2 مليون و250 ألف شخص، تم إيواؤهم في 3 معسكرات.

معاناة كبيرة

وأشار بيان السلطات المحلية أيضاً إلى نقص كبير في الأغذية والدواء، موضحاً أن أكثر من 26 ألف طفل، جلهم تحت الخامسة، يعانون من سوء تغذية حاد، فيما لقي 1724 طفلاً آخرين حتفهم، بسبب مضاعفات سوء التغذية.

وأوضح البيان أن نحو 75 ألف سيدة، بعضهن كبار سن وأخريات حوامل، يعانين سوء التغذية، فيما فارقت 694 سيدة الحياة، نتيجة الجوع والأمراض وتدهور الرعاية الصحية.

وقالت عواطف الدخيري التي تعمل ممرضة، إن المنطقة بحاجة ماسة إلى أدوية لمواجهة حالات سوء التغذية الحاد وسط الأطفال، مشيرة في تسجيل مصور أُرسل لـ"الشرق" إلى أن أوزان الأطفال لا تزيد خلال فترات قد تصل إلى 7 أسابيع.

شبح مجاعة في دارفور

أما الناطق باسم "المنسقية العامة للنازحين واللاجئين" في دارفور آدم رجال، فقد أكد لـ"الشرق" أن إقليم دارفور كله يتعرض بالفعل لمجاعة نتيجة استمرار حرب 15 أبريل، مشيراً إلى أن المنظمات العاملة في المنطقة اضطرت إلى إجلاء جميع موظفيها، إضافة لفشل الموسم الزراعي وتوقف الأعمال الهامشية، علاوة على نهب مستودعات برنامج الأغذية العالمي، وتعطل المؤسسات العلاجية.

وكشف آدم رجال أن الحرب أدت إلى اكتظاظ معسكرات النازحين بوافدين جدد في ظل تراجع جميع الخدمات. داعياً إلى تنظيم جسر جوي لإنقاذ الوضع المتأزم، لافتاً إلى أن نحو مليون طفل في معسكرات النزوح في دارفور يعانون من سوء التغذية.

وفي رد على أسئلة لـ"الشرق"، أبدى المكتب الإقليمي لبرنامج الغذاء العالمي قلقه البالغ من الخطر الذي يواجهه السودان بسبب شبح المجاعة مشيراً إلى أن الأزمة الحالية تضاعف من التحديات في هذا الجانب خاصة ما يتعلق بإيصال المساعدات.

وأضاف أن المنظمة الدولية "في سباق مع الزمن لتقديم إغاثة منقذة للحياة لأولئك الذين هم على حافة مجاعة كارثية".

ووجه برنامج الغذاء العالمي رسالة لطرفي الحرب بضمان إيصال المساعدات بدون شروط إلى المجتمعات التي ضربتها الأزمة، وفتح مسارات آمنة عبر الحدود لافتاً إلى أن وقف النار هو السبيل الوحيد لحل أزمة انعدام الغذاء.

تحذيرات أممية

وفي منتصف الشهر الجاري، أطلقت الأمم المتحدة تحذيراً من احتمالات تعرُّض 5 ملايين سوداني لـ"خطر مجاعة" في الأشهر المقبلة.

وقال مساعد الأمين العام للشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة مارتن جريفيث في مذكرة لمجلس الأمن الدولي، إن الأمر قابل للتحقق، مشيراً إلى أن مستويات من الجوع ضربت البلاد بالفعل بسبب النزاع المستمر، وتراجع الإنتاج الزراعي والحيواني.

وأضاف جريفيث: "بلا مساعدات إنسانية عاجلة سيعاني الملايين من انعدام الأمن الغذائي". لافتاً إلى أن السكان المحليين في وسط وغرب دارفور معرضون لظروف مجاعة.

من جهته، أعلن وزير الدولة البريطاني لشؤون التنمية وإفريقيا أندرو ميتشيل، مضاعفة الأموال المخصصة للنازحين السودانيين في تشاد، بنحو 50 مليون جنيه إسترليني للإسهام في تخفيف الآلام، ولا سيما سوء التغذية.

وعلى جانب آخر، قال عضو المكتب الاستشاري لقائد "الدعم السريع" عمران عبد الله لـ"الشرق"، إن قوات "الدعم السريع" تحفظت على مسار إدخال المساعدات إلى دارفور عبر مدينة "الدبة" في شمال السودان، مبرراً ذلك بأن "حركة تحرير السودان التي يقودها حاكم الإقليم مني أركو مناوي، كانت ترغب في تهريب أسلحة عبر هذا المسار".

تصنيفات

قصص قد تهمك