"الصحة العالمية": أكبر مستشفى في غزة تحول إلى هيكل مكتظ بالجثث

مبنى مستشفى الشفاء بعد احتراقه وتدميره بسبب الهجمات الإسرائيلية المستمرة في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. 1 أبريل 2024 - AFP
مبنى مستشفى الشفاء بعد احتراقه وتدميره بسبب الهجمات الإسرائيلية المستمرة في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. 1 أبريل 2024 - AFP
جنيف -أ ف ب

ندّدت منظمة الصحة العالمية، السبت، بـ"دمار هائل" لحق بمجمع الشفاء الطبي أكبر مستشفى في غزة من جراء الحصار الإسرائيلي الأخير، وقد أصبح "هيكلاً فارغاً" إلا من الجثث.

ووصف عناصر بعثة المنظمة الذين تمكنوا من الوصول، الجمعة، إلى المنشأة المدمرة، مشاهد مروعة لجثث مدفونة جزئياً فقط، وأطرافها بارزة، ورائحة الجثث المتحللة.

وانسحب الجيش الإسرائيلي من مستشفى الشفاء في مدينة غزة، الاثنين، بعد عملية عسكرية استمرت أسبوعين، وأسفرت عن تدمير شامل لما كان في السابق أهم مجمع طبي في القطاع الفلسطيني.

وتمكّنت بعثة تابعة لمنظمة الصحة العالمية من دخول المستشفى، الجمعة، بعد مجموعة محاولات باءت بالفشل منذ 25 مارس، وفق الهيئة التابعة للأمم المتحدة، والتي نددت بالدمار الهائل فيه. ووجدت دماراً هائلاً، واستمعت لشهادات تفيد بأن المرضى "احتُجزوا في ظروف مزرية" أثناء الحصار، وأن العديد منهم ماتوا.

وجاء في منشور للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبرييسوس على منصة "إكس": "تمكنت منظمة الصحة العالمية، وشركاؤها، من الوصول إلى (مجمع) الشفاء الذي كان ذات يوم العمود الفقري للنظام الصحي في غزة، والذي أصبح الآن هيكلاً فارغاً إلا من المقابر البشرية بعد الحصار الأخير".

وقالت المنظمة، في بيان، إنه لم يبق أي مريض في المستشفى، حيث تم حفر "العديد من القبور الضحلة" خارج قسم الطوارئ والمباني الإدارية والجراحية. وأضافت أن "العديد من الجثث دُفنت جزئياً، وكانت أطرافها ظاهرة".

"جثامين متحللة"

المنظمة أكدت أن الفريق عاين "ما لا يقل عن 5 جثامين ملقاة على الأرض مغطاة جزئياً، ومعرضة للحرارة". وتابعت: "أبلغ الفريق عن رائحة نفاذة للجثث المتحللة تجتاح مجمع المستشفى". وشددت منظمة الصحة العالمية على أن "صون الكرامة، حتى في حالة الموت، هو عمل إنساني لا غنى عنه".

ووجدت البعثة التي أجريت بالتعاون مع وكالات أممية أخرى والقائم بأعمال مدير المستشفى، أن "حجم الدمار جعل المنشأة معطلة تماماً عن العمل".

وقال تيدروس إن أعضاء الفريق لمسوا أيضاً أن "غالبية مباني المجمع الاستشفائي لحق بها دمار هائل، وأن الأصول تضرّرت بغالبيتها، أو تحوّلت إلى رماد". وذكرت منظمة الصحة العالمية، أن القائم بأعمال مدير المستشفى وصف كيف كان المرضى "محتجزين في ظروف مزرية أثناء الحصار".

وأضافت: "لقد عانوا من نقص حاد في الغذاء والماء والرعاية الصحية والنظافة والصرف الصحي، واضطروا إلى الانتقال بين المباني تحت تهديد السلاح".

وأشارت إلى أن ما لا يقل عن 20 مريضاً توفوا "بسبب عدم الحصول على الرعاية، ومحدودية الحركة المسموح بها للطاقم الطبي".

وأعرب تيدروس عن أسفه، لأن الجهود التي تبذلها منظمة الصحة العالمية، ومنظمات إغاثية أخرى لاستئناف الخدمات الأساسية في مستشفى الشفاء، بعد أول غارة مدمرة شنتها إسرائيل على المستشفى العام الماضي "ذهبت سدى، وحُرم الناس مرة أخرى من الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية المنقذة للحياة".

وتابع: "حتى استعادة الحد الأدنى التشغيلي على المدى القصير تبدو غير ممكنة"، مضيفاً: "هناك حاجة إلى تقييم معمّق من جانب فريق من المهندسين لتحديد هل المباني المتبقية آمنة للاستخدام في المستقبل".

ومن بين المستشفيات الرئيسية الـ36 في غزة، هناك 10 مستشفيات فقط تعمل جزئياً، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

احتياجات متزايدة

على مدى الأشهر الستة الماضية، قصفت إسرائيل من دون هوادة القطاع الفلسطيني المحاصر والمكتظ بالسكان، ما أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 33 ألفاً و137 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً لوزارة الصحة في قطاع غزة.

واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر، في رد إسرائيلي انتقامي على هجمات مباغتة نفذتها حركة "حماس" على جنوب إسرائيل أوقعت 1170 قتيلاً إسرائيلياً، كما خُطف خلال الهجمات نحو 250 شخصاً ما زال 129 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم، وفق تقديرات رسمية إسرائيلية.

وأكد تيدروس أن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة في غزة مع "المجاعة التي تلوح في الأفق، وتفشي الأمراض وتزايد الإصابات المسببة لصدمات".

ودعا إلى "حماية المرافق الصحية المتبقية في غزة وحماية العاملين في المجالين الصحي والإنساني".

وطالب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية بـ"وصول المساعدات الإنسانية بدون عوائق إلى قطاع غزة" وبـ"وقف لإطلاق النار".

كما دعا إلى إنشاء "آلية فعالة لتجنب الاشتباك"، في إشارة إلى عملية تنسيق بعثات المساعدة مسبقاً مع الجيش الإسرائيلي لضمان أمنها.

وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أنه رغم التنسيق مع السلطات الإسرائيلية، "واجهت مهمة الأمس تأخيرات كبيرة عند نقطة التفتيش العسكرية في طريقها إلى مستشفى الشفاء".

وقالت إنه "بين منتصف أكتوبر ونهاية مارس، تم رفض أو تأخير أو عرقلة أو تأجيل أكثر من نصف جميع بعثات منظمة الصحة العالمية" من قبل الإسرائيليين.

وأضافت المنظمة الأممية: "مع تزايد الاحتياجات الصحية، فإن الافتقار إلى نظام فعّال لتجنب الاشتباك يمثل عقبة رئيسية أمام إيصال المساعدات الإنسانية بما في ذلك الإمدادات الطبية والوقود والغذاء والمياه إلى المستشفيات بحجم قريب من المطلوب".

تصنيفات

قصص قد تهمك