احتفت جائزة الملك فيصل في دورتها الـ46 بالفائزين لعام 2024 من علماء ومفكرين، إذ منحت جائزة خدمة الإسلام بالمناصفة لجمعية مسلمي اليابان، والأستاذ محمد السماك من لبنان، ومنحت جائزة الدراسات الإسلامية للدكتور وائل حلاق، ونال جائزة الطب الدكتور جيري روي ميندل من أميركا، وفاز بجائزة العلوم الدكتور هاورد يوان-هاو تشانغ الأميركي الجنسية، فيما حجبت جائزة اللغة العربية والأدب.
خدمة الإنسانية
وفي كلمة ألقاها الأمير تركي الفيصل بن عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، هنّأ الفائزين بالجائزة، ووصفها بأنها "تحمل اسم الشهيد في بلد عتيد، ورايته الإسلام المجيد، وتحت رعاية مليكه الصنديد".
وأشار إلى أن الجائزة تأسّست لتكريم العلم والعلماء من حول العالم، الذين يسهمون في تقدّم البشرية وخدمة الإنسانية. وأكد أن الجائزة التي بدأت قبل نحو خمسة عقود، تأتي "لتكريم المنجز العلمي دون النظر لأي اعتبارات جغرافية أو عرقية أو دينية أو مذهبية، ما جعلها تغدوا محل تقدير للجامعات والمراكز العلمية حول العالم".
اكتشافات بالغة الأهمية
حصل الدكتور تشانج على جائزة العلوم، نظير إسهاماته الرائدة في تفسير الدور الذي يلعبه الحمض النووي الريبوزي غير المشفّر (RNAs)، في تنظيم وعمل الجينات، وتطويره لوسائل مبتكرة للتعريف بالمواقع المنظمة داخل الحمض النووي الديوكسي (DNA)، وكان لهذه الاكتشافات تأثير بالغ الأهمية في تخصص الأحياء الجزيئية وعلم الوراثة، ولها دور مهم في فهم الأمراض البشرية المعقدة.
أول باحث
وحصل الدكتور ميندل على جائزة الطب، نظير عمله الرائد في الفحص والتشخيص المبكر، وعلاج المرضى الذين يعانون من ضمور العضلات الشوكي (SMA)، والحثل العضلي من نمط دوشين، والضمور العضلي لحزام الأطراف.
يعدّ ميندل أول باحث يوضح سلامة وفعالية الجرعات العالية من علاج نقل الجينات، بوساطة الارتباط بالفيروس الغدي (AAV) لمرضى ضمور العضلات الشوكي من النوع الأول. وهو علاج تمت الموافقة عليه عالمياً . وأظهر البروفسور ميندل أن تحويل التطورات البحثية ما قبل السريرية لصالح المرضى، يتطلب الشجاعة والالتزام والتصميم.
الرد على المستشرقين
ونال الدكتور وائل حلاق جائزة الدراسات الإسلامية، نظير تقديمه مرجعية علمية موازية للكتابات الاستشراقية التقليدية المؤثرة في الجامعات العالمية؛ وتجلى ذلك في أعماله الكثيرة التي ترجمت إلى العديد من اللغات، فضلاً عن نجاحه في بناء دليل لتطوّر التشريع الإسلامي عبر التاريخ.
انقسام الجائزة
ومُنحت جائزة خدمة الإسلام بالمناصفة بين جمعية مسلمي اليابان، والدكتور محمد السماك، لإسهاماته المبكرة والمتواصلة في تعزيز الحوار الإسلامي – المسيحي، وعمله الدؤوب في تعزيز علاقات الحوار والتواصل مع الآخر، كذلك مشاركاته الفاعلة في المؤتمرات الحوارية بشأن العلاقة بين الإسلام والمعتقدات الأخرى، فضلاً عن رئاسته وعضويته الفاعلة في العديد من المؤسسات التي تعنى بالتسامح والسلام، وعمق كتبه وأبحاثه، وارتكازها على المنهجية الموضوعية، والرصانة العلمية.
وحصلت جمعية مسلمي اليابان على جائزة خدمة الإسلام، بوصفها المتميّزة أول منظمة إسلامية للمسلمين، تأسست في اليابان عام 1952، تحت اسم "مجتمع الأصدقاء اليابانيين". تهتم الجمعية بشؤون المسلمين في اليابان، ورعايتهم والدفاع عن مصالحهم، وتقدّم الدعم للنشء المسلم المتثمل في الدراسة والتثقيف والتوعية.
كما تتميّز بمجال ابتعاث الطلاب إلى البلاد الإسلامية للدراسة، إضافة إلى تقديم الصورة الصحيحة عن الإسلام من خلال الكتب والمطبوعات، وتنسيقها لتأدية مناسك الحج والعمرة لمسلمي اليابان.
حجب الجائزة
وكانت لجنة اختيار جائزة الملك فيصل للغة العربية والأدب قد حجبت الجائزة لعام 2024، وموضوعها "جهود المؤسسات خارج الوطن العربي في نشر اللغة العربية"، نظراً لأن الأعمال المرشّحة لم تحقّق معايير الجائزة.
يذكر أن جائزة الملك فيصل أثبتت أهميتها كمنصة تحتفي بالعلماء وجهودهم، منذ أن انطلقت عام 1979، وفاز بها أكثر من 295 عالماً ينتمون إلى 45 دولة، ومازالت تواصل حتى اليوم تتويج المتميّزين والفائزين تقديراً لجهودهم.
