كيف استطاع ابن "إل تشابو" خداع زعيم عصابة سينالوا "إل مايو" وتسليمه للسلطات؟

وزيرة الأمن المكسيكية روزا إيسيلا رودريجيز تعلن اعتقال خواكين جوزمان لوبيز، نجل إل تشابو جوزمان، وإسماعيل "إل مايو" زامبادا، خلال مؤتمر صحافي في القصر الوطني في مدينة مكسيكو، المكسيك. 26 يوليو 2024 - Reuters
وزيرة الأمن المكسيكية روزا إيسيلا رودريجيز تعلن اعتقال خواكين جوزمان لوبيز، نجل إل تشابو جوزمان، وإسماعيل "إل مايو" زامبادا، خلال مؤتمر صحافي في القصر الوطني في مدينة مكسيكو، المكسيك. 26 يوليو 2024 - Reuters
دبي-الشرق

في خطوة صادمة ستغير موازين عالم المخدرات، نجح تاجر المخدرات المكسيكي خواكين جوزمان لوبيز الذي قرر تسليمه نفسه، في نصب كمين لزعيم عصابة "كارتل سينالوا" المكسيكية، إسماعيل (إل مايو)، بالتنسيق مع السلطات الأميركية للقبض عليهما، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.  

وجاءت الحادثة، بعد أن قرر خواكين جوزمان لوبيز، العقل المالي لعصابة "كارتل سينالوا" الذي ورثها هو وإخوته من والدهم خواكين (إل تشابو) جوزمان بعد اعتقاله في 2016، أن يضع حداً لمسيرته الإجرامية بـ"تسليم نفسه"، كما قدم عرضاً للتعاون مع السلطات الأميركية لاعتقال "إل مايو"، الشريك المؤسس للعصابة، ما أثار "دهشة وشكوك" السلطات في البداية. 

ولكن، كيف استطاع جوزمان لوبيز تنفيذ هذه الخطوة الجريئة؟ 

في بداية الأمر، لعبت الجماعة الإجرامية المكسيكية، دوراً رئيسياً في إرسال كميات من مخدر "الفنتانيل" تقدر بمليارات الدولارات عبر الحدود الأميركية المكسيكية، ما أدى إلى تفشي إدمان المخدرات في الولايات المتحدة، وفقاً لـ"وول ستريت جورنال".

وقالت الصحيفة إن العملاء الفيدراليين الأميركيين شككوا في جدية العرض الذي قدمه جوزمان لوبيز بتسليم نفسه"، لكن نجل إل تشابو رفع العرض ليشمل التعاون مع السلطات الأميركية واعتقال "إل مايو"، الرجل البالغ من العمر 76 عاماً، والذي أسس عصابة "سينالوا" بالاشتراك مع "إل تشابو"، حسبما قال مسؤولون أميركيون ومكسيكيون حاليون وسابقون للصحيفة. 

لكن سلطات إنفاذ القانون وجدت أن "العرض الجديد مثير للقلق، وشككت فيما إذا كان جوزمان لوبيز سيلتزم به"، لكن الأخير أوفى بوعده، الخميس الماضي. 

نجاح خطة الإقناع

واقنع جوزمان لوبيز، زعيم العصابة "إل مايو" بمرافقته في رحلة جوية بحثاً عن أراضٍ ومهابط سرية شمال المكسيك، لكنه اتفق سراً مع مسؤولين أميركيين على الهبوط في مطار بالقرب من إل باسو، تكساس، لتنجح عملية إلقاء القبض عليهما فور وصولهما، حسبما ذكرت "وول ستريت جورنال" نقلاً عن أشخاص مطلعين على العملية.

ووصفت الصحيفة، هذه العملية بأنها "واحدة من أهم عمليات الاعتقال التي طالت تجار المخدرات المكسيكيين خلال السنوات الـ40 الماضية".  

وقال محامي زامبادا، أمام المحكمة الفيدرالية في إل باسو، الجمعة، إن موكله بريء. فيما رفض المحامي طلب الصحيفة للتعليق على الأمر. 

الطائرة التي كانت تقل تاجر المخدرات المكسيكي إسماعيل 'إل مايو' زامبادا وخواكين جوزمان لوبيز، نجل شريك زامبادا السابق، خواكين 'إل تشابو' جوزمان، اللذين تم القبض عليهما في إل باسو بولاية تكساس الولايات المتحدة. 25 يوليو 2024
الطائرة التي كانت تقل تاجر المخدرات المكسيكي إسماعيل 'إل مايو' زامبادا وخواكين جوزمان لوبيز، نجل شريك زامبادا السابق، خواكين 'إل تشابو' جوزمان، اللذين تم القبض عليهما في إل باسو بولاية تكساس الولايات المتحدة. 25 يوليو 2024 - Reuters

ونقلت الصحيفة عن أوسكار هاجيلسيب، وهو عميل سابق بإدارة تحقيقات الأمن الداخلي في مدينة إل باسو، أن" جوزمان لوبيز أراد تجنب نهاية عنيفة لمسيرته في تهريب المخدرات".

وقال هاجيلسيب، المطلع على العملية، للصحيفة: "الأفراد الشباب في عائلات العصابات لا يريدون شعور الخوف والتوتر المصاحبين لقيادة أي عصابة. وهم يعرفون أن كونهم جزءاً من العائلة وجزءاً من العصابة يعرضهم للعنف والفوضى".

ويرى هاجيلسيب أن تعاون جوزمان لوبيز مع سلطات إنفاذ القانون، من الممكن أن يساهم في تخفيف عقوبته، والحصول على فرصة للاستمتاع بما كسبه من تهريب المخدرات، لكونه لايزال شاباً.

وعلى مدار العقد الماضي، اكتسبت "شابيتوس"، المنظمة التي يقودها أبناء "إل تشابو" شهرة واسعة في الولايات المتحدة، إذا كانت تهرب الملايين من حبوب الفنتانيل عبر الحدود الجنوبية الغربية.

وقال مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون، إن إدارة تحقيقات الأمن الداخلي، كانت تساعد في تفكيك منظمة "شابيتوس"، وإن الولايات المتحدة وضعت مكافأة قدرها 5 ملايين دولار، لمن يقتل جوزمان لوبيز وإخوته.

وفي العام الماضي، ألقت القوات الخاصة المكسيكية القبض على شقيق جوزمان لوبيز، واسمه أوفيديو، في مداهمة عنيفة نفذتها باستخدام "معلومات استخباراتية قدمتها الولايات المتحدة". 

مجمع لتجارة الفنتانيل

واستخدمت قوات إنفاذ القانون المكسيكية مروحيات من طراز "بلاك هوك" لمهاجمة مجمع أوفيديو، الذي كان يعتبر رائداً في تجارة الفنتانيل بالمكسيك، في بلدة شمال كولياكان، ما أدى إلى تراجع حراسه الشخصيين. وأسفر الهجوم عن سقوط نحو 100 مسلح و10 جنود مكسيكيين، وفقاً لمسؤولين أميركيين ومكسيكيين.

وعلق الرئيس الأميركي، جو بايدن، على عملية القبض على جوزمان لوبيز وزامبادا، الجمعة، قائلاً : "إنهما من أخطر قادة عصابة سينالوا، والتي تُعد واحدة من أخطر العصابات في العالم. لقد فقد الكثير من مواطنينا حياتهم بسبب آفة الفنتانيل".

وقالت وزيرة الأمن المكسيكية، روزا إيسيلا رودريجيز، إن حكومة بلادها لم تشارك في أي من عمليتي اعتقال زامبادا أو استسلام جوزمان لوبيز، وأضافت:" السفارة الأميركية أبلغتنا بالتفاصيل، وسلمتنا صوراً وبصمات أصابع للتأكد من هوياتهما".

وأشارت رودريجيز إلى وجود 4 مذكرات توقيف قائمة في المكسيك بحق زامبادا، مؤكدة على التعاون الوثيق بين حكومتي الولايات المتحدة والمكسيك في القضايا الأمنية.

وقالت "وول ستريت جورنال" إن الرئيس المكسيكي، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، أُبلغ بعملية الاعتقال بعد ظهر الخميس الماضي.

ويخشى العديد من سكان كولياكان من أن يؤدي اعتقال زامبادا إلى صراعات عنيفة على السلطة في المدينة، والتي كان يُنظر فيها لزامبادا، في السابق قبل إلقاء القبض عليه، بأنه شخصية أبوية ساعدت في الحفاظ على استقرار المدينة، ومنع الهجمات من المنظمات الإجرامية المنافسة.

تصنيفات

قصص قد تهمك