قالت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية، إن زلزالاً بقوة 5.3 درجة ضرب العاصمة طوكيو والمناطق المحيطة بها مساء الجمعة، وذلك بعد إصدار الحكومة أول تحذير على الإطلاق بشأن خطر وقوع زلزال ضخم على ساحل المحيط الهادئ في البلاد.
وأصدرت الحكومة تحذيراً طارئاً من هزة أرضية قوية للعاصمة ومحافظة كاناجاوا وسايتاما وياماناشي وشيزوكا، دون تحذير من حدوث تسونامي.
وتسبب الزلزال في هز المباني في طوكيو عقب التحذير، وأوقف مترو طوكيو لفترة وجيزة أحد خطوط القطارات التابعة له على الأقل ولكن الخدمة استؤنفت سريعاً.
ولم يتضح على الفور حجم الأضرار التي لحقت بالمناطق الأكثر تضرراً، مثل الجزء الغربي من محافظة كاناجاوا، لكن شركة Chubu للطاقة الكهربائية، التي تغطي وسط اليابان، قالت إنها لم ترصد أي أضرار في المحطة الحرارية الموجودة في كاناجاوا أو المحطة النووية في شيزوكا.
تحذير استباقي
وكان الزلزال القوي الذي ضرب قبالة ساحل جزيرة كيوشو في جنوب اليابان، دفع الحكومة إلى إصدار أول تحذير ضد الزلازل القوية.
ووفقاً لوكالة "بلومبرغ"، ألغى رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا رحلة إلى آسيا الوسطى بعد التحذير، كما سارت القطارات السريعة بسرعات بطيئة، وعرضت هيئة الإذاعة والتلفزيون الوطنية اليابانية NHK رسوماً تحذيرية، فيما توقفت بعض المصانع المرتبطة بإنتاج أشباه الموصلات مؤقتاً عن الإنتاج. وتم إغلاق بعض الشواطيء في المناطق المتضررة، وفقاً لتقارير محلية.
ويمكن لزلزال هائل فيما يُعرف بحوض نانكاي أن يتجاوز الأضرار الناجمة عن زلزال مارس 2011، والتسونامي الذي دمر الساحل الشمالي لجزيرة هونشو الرئيسية.
وينطلق نظام التحذير الوقائي من خطر الزلازل، والذي تم تطبيقه في عام 2019، عندما يضرب زلزال بقوة 6.8 درجة أو أكبر منطقة يُتوقع أن تحدث فيها هزات قوية، أو عندما يتم اكتشاف تحولات شاذة في الصفائح التكتونية (المرتبطة بالقشرة الأرضية).
واعتماداً على حجم الزلزال في ذلك الوقت، يمكن للسلطات إصدار مستويات مختلفة من التحذيرات، وفي بعض الحالات تحذر الناس لإخلاء المناطق المعرضة لتسونامي لمدة تصل إلى أسبوع.
إجراءات وتدابير احترازية
ووردت أنباء عن وقوع العديد من الإصابات والأضرار المحدودة بسبب الزلزال الذي بلغت قوته 7.1 درجة، والذي وقع قبالة ساحل كيوشو، الخميس.
وتمثل الجزيرة موطناً لمصانع أشباه الموصلات التابعة لشركة Sony Group. وتوشك شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات، والتي فتحت مصنعاً هناك، عاى افتتاح مصنعها الثاني في وقت لاحق من العام الجاري، كما تدرس إنشاء مصنع ثالث.
وقالت شركة سكك حديد وسط اليابان إن قطاراتها تسير بسرعات أبطأ بين طوكيو وغرب اليابان حتى يتم رفع التحذير. كما قالت الهيئة المنظمة في اليابان إنها أصدرت تحذيرات إلى جميع محطات الطاقة النووية في البلاد لاتخاذ الاحتياطات اللازمة.
وقالت شركة Kyocera لصناعة المكونات الإلكترونية إن بعض المعدات تضررت في مصنعها بكاجوشيما، حسبما أوردت "بلومبرغ".
وأوقفت شركة Rohm لصناعة أشباه الموصلات عملياتها مؤقتاً في مقاطعة ميازاكي في كيوشو، وقال متحدثها الرسمي إن فحوصات السلامة "جارية". كما علقت شركة Sumco، المصنعة لرقائق السيليكون اللازمة لصناعة الرقائق، العمليات في مصنعها في ميازاكي، وفقاً لممثلها.
من جانبها قالت شركة Kyushu Electric Power إنها شكلت فريق عمل لتنظيم الاتصالات مع محطات الطاقة التابعة لها. وقال متحدث باسم الشركة إن منشآت الطاقة النووية التابعة للشركة، وهما محطة Genkai للطاقة النووية في مقاطعة ساجا ومحطة Sendai للطاقة النووية في مقاطهة كاجوشيما، تم تصميمهما "مع أخذ زلزال حوض نانكاي في الاعتبار"، وفق ما أوردته "بلومبرغ".
خبرة في التعامل
وقال المتحدث الرسمي باسم شركة Chubu للطاقة الكهربائية، التي تغطي وسط اليابان، إن شركته أنشأت شبكة لتعزيز الاتصالات بين المقر الرئيسي والفروع.
وقطعت هيئة الإذاعة والتليفزيون الياباني NHK تغطيتها للألعاب الأولمبية للإفادة عن الزلزال والتحذير من وقوع زلازل قوية بعده، وواصلت إصدار النشرات الجمعة.
وقدر تحليل أجرته لجنة حكومية في عام 2019، أن أكثر من 230 ألف حالة وفاة يمكن أن تقع في أسوأ الأحوال بسبب زلزال حوض نانكاي. وقد أعقبت الزلازل الكبيرة هزات أصغر في الماضي.
وبدأت الهزات التنبؤية قبل يومين من زلزال عام 2011 الذي بلغت قوته 9 درجات، وهو أقوى زلزال تم تسجيله في اليابان.
وأدت الأضرار الناجمة عن الهزة وما نجم عنها من تسونامي إلى مصرع ما يقرب من 20 ألف شخص، وتسببت في انهيار وتسرب إشعاعي من منشأة نووية في فوكوشيما، وفق "بلومبرغ".
