دراسة ترصد تغيرات تطرأ على دماغ المرأة خلال الحمل

صورة تعبيرية لامرأة حامل تخضع لفحص طبي. 9 أغسطس 2023 - AFP
صورة تعبيرية لامرأة حامل تخضع لفحص طبي. 9 أغسطس 2023 - AFP
واشنطن-رويترز

كشفت دراسة حديثة أن دماغ المرأة يتعرض إلى تغيرات "كبيرة"، منها العابر ومنها ما يستمر لفترات، جرّاء التحولات التي يتسبب فيها الحمل، والذي عادة ما يتسبب في تغييرات كبيرة تتعلق بالهرمونات، والقلب، والأوعية الدموية، والتنفس، والهضم، والإخراج.

وقال باحثون، الاثنين، إنهم تمكنوا للمرة الأولى من رسم خريطة للتغيرات التي تطرأ عندما يعيد الدماغ تنظيم نفسه استجابة للحمل، استناداً إلى 26 عملية مسح خلال فترة كبيرة بداية من 3 أسابيع قبل الحمل، ومروراً بشهور الحمل التسعة، وحتى العامين التاليين للولادة.

ووثقت الدراسة انخفاضاً واسع النطاق في حجم المادة الرمادية المعروفة باسم "قشرة الدماغ"، وهي قشرة متجعدة تشكل الطبقة الخارجية من الدماغ، فضلاً عن زيادة في سلامة البنية الدقيقة للمادة البيضاء الداخلية بالمخ.

وتزامن التغيران مع "ارتفاع مستويات هرموني، الاستراديول، والبروجسترون".

وتتكون المادة الرمادية من أجسام الخلايا العصبية في الدماغ، بينما تتكون المادة البيضاء من حزم من المحاور - الألياف الطويلة والرفيعة - للخلايا العصبية التي تنقل الإشارات لمسافات طويلة عبر الدماغ.

تكرار نفس النمط

واستندت الدراسة، وهي الأولى من نوعها، إلى حالة واحدة هي إليزابيث كراستيل، خبيرة علم الأعصاب الإدراكية بجامعة كاليفورنيا بمدينة إرفاين، والتي شاركت في إعداد الدراسة.

وكراستيل أم لأول مرة أنجبت طفلاً سليماً عمره الآن 4 أعوام ونصف العام، وكانت تبلغ من العمر 38 عاماً عندما خضعت للدراسة، وعمرها الآن 43 عاماً.

وقال معدو الدراسة إنهم منذ "استكمالها لاحظوا النمط نفسه لدى العديد من النساء الحوامل الأخريات اللاتي خضعن لفحوص الدماغ، في إطار مبادرة بحثية مستمرة، تسمى مشروع الدماغ الأمومي"، إذ يهدفون إلى زيادة عدد الحالات التي يشملها المشروع للمئات.

وقالت كراستيل: "أمر صادم أننا في عام 2024 ولا نملك معلومات، تذكر عما يحدث في المخ في أثناء الحمل". وأضافت: "وتفتح هذه الدراسة البحثية، الباب أمام أسئلة أكثر مما تجيب عليها، ونحن لا نزال في بداية الطريق للإجابة على هذه الأسئلة".

وأظهرت الفحوص انكماشاً بلغ 4% في المتوسط للمادة الرمادية في نحو 80% من مناطق الدماغ التي تمت دراستها. ولم يؤد الارتداد الطفيف بعد الولادة إلى عودة حجم القشرة إلى مستويات ما قبل الحمل.

سلامة البنية الدقيقة

كما أظهرت الفحوص زيادة بنحو 10% في سلامة البنية الدقيقة للمادة البيضاء، وهي مقياس لصحة وجودة الاتصال بين مناطق الدماغ، وبلغت ذروتها في أواخر الثلث الثاني من الحمل، وأوائل الثلث الثالث، ثم عادت بعد الولادة إلى حالتها قبل الحمل.

وقالت إيميلي جاكوبس، خبيرة علم الأعصاب وكبيرة معدي الدراسة المنشورة في مجلة "نيتشر نيورو ساينس"، إن "دماغ الأم يخضع إلى تغيير خاص بفترة الحمل، وأخيراً أصبحنا قادرين على مراقبة العملية في الوقت الفعلي".

وأضافت: "التقطت دراسات سابقة صوراً للدماغ قبل وبعد الحمل. لكننا لم نراقب قط الدماغ في خضم هذا التحول".

وقال الباحثون إنه ليس من الواضح، ما إذا كان فقدان المادة الرمادية أمراً سيئاً.

وقالت لورا بريتشيت، باحثة الدراسات العليا في جامعة بنسلفانيا، والمشاركة في إعداد الدراسة: "من الممكن أن يكون هذا التغيير إشارة إلى ضبط دقيق لدوائر المخ، وهو أمر ليس بعيداً عما يحدث لجميع الشباب في أثناء الانتقال لمرحلة البلوغ عندما تصبح أدمغتهم أكثر تخصصاً. قد تكون بعض التغيرات التي لاحظناها أيضاً استجابة للمطالب الفسيولوجية الكبيرة للحمل نفسه، مما يُظهر مدى قدرة الدماغ على التكيف".

ويأمل الباحثون في أن يتمكنوا في المستقبل من دراسة مدى إمكانية أن يساعد الاختلاف في هذه التغيرات في التنبؤ بظواهر، مثل اكتئاب ما بعد الولادة، وكيف يمكن أن يؤثر تسمم الحمل، وهو حالة خطيرة من ارتفاع ضغط الدم قد تتطور في أثناء الحمل، على الدماغ.

وقالت كراستيل إنها "لم تكن على علم في أثناء الدراسة بالبيانات التي تظهر التغيرات في دماغها، ولم تشعر بأي اختلاف"، مضيفة: "يتحدث بعض الناس عن دماغ الأم، وأشياء من هذا القبيل، ولم أمر بأي شيء من هذا حقاً"، في إشارة إلى الغموض العقلي الذي تعاني منه بعض النساء الحوامل.

تصنيفات

قصص قد تهمك